لودريان للمسؤولين اللبنانيين: لإيجاد خيار ثالث لحلّ أزمة الرئاسة

17 : 02

دعا الموفد الفرنسي الخاص إلى لبنان جان إيف لودريان المسؤولين اللبنانيين إلى إيجاد "خيار ثالث" لأزمة انتخابات الرئاسة بعد نحو 11 شهراً من الشغور، فيما لا يملك أي فريق أكثرية برلمانية تخوّله إيصال مرشّح.


وقال لودريان في مقابلة صحافيّة بعد ثلاثة أشهر من بدء مهمة كلفه بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمحاولة إخراج لينان من أزمته، "من المهم أن تضع الأطراف السياسية حداً للأزمة التي لا تطاق بالنسبة إلى اللبنانيين وأن تحاول إيجاد حل وسط عبر خيار ثالث".


وقال لودريان: "المؤشرات الحيوية للدولة اللبنانية تشي بأنها في دائرة الخطر الشديد"، وذلك في خضمّ أزمة سياسية وانهيار اقتصادي متماد منذ أربعة أعوام.


وأوضح لودريان أنه "ليس بإمكان أي منهما الفوز، ولا يمكن لأي من الخيارين أن ينجح".


ومنذ تعيينه في حزيران مبعوثاً خاصاً، زار لودريان لبنان ثلاث مرات، آخرها الشهر الحالي، والتقى مسؤولين لبنانيين وقادة أحزاب فاعلة من دون أن تثمر جهوده.


ويعتزم القيام بزيارة رابعة خلال الأسابيع المقبلة.


ورداً على سؤال، رفض لورديان تسمية مرشّح، مؤكداً أنه ليس إلا "وسيطا"، وأنّ الامر متروكٌ للبنانيين لإبرام تسوية.


وقال: "أجرَيْتُ مشاورات أظهرت أنّ أولويات الأطراف الفاعلة يمكن بسهولة أن تكون موضوع توافق".


وكان لودريان دعا المسؤولين اللبنانيين عقب زيارته الثانية الى بيروت في تموز إلى تحديد الأولويات والكفاءات المطلوب توفّرها لدى الرئيس المقبل.


وبمواجهة "المأزق" القائم، اقترح الموفد الفرنسي على المسؤولين إجراء "مرحلة مشاورات مقتضبة" يليها اجتماعٌ فوريّ ومفتوح للبرلمان حتّى انتخاب رئيس.


ويعتزم لودريان العودة مجدداً إلى بيروت "خلال الأسابيع المقبلة" لإطلاق هذا المسار الذي من المفترض أن يدوم "لأسبوع تقريباً"، على أن يقدّم في اليوم الأول ردود مختلف اللاعبين السياسيين حول "أولويات الرئاسة التي يمكن الاتفاق عليها للسنوات الست المقبلة".


وتلي ذلك مرحلة من التشاور بين القوى السياسية اللبنانية، وفي الوقت ذاته ينعقد البرلمان "في جلسات متتالية ومفتوحة" حتى التوصل الى حلّ.


ونبّه لودريان الى أن الدول الخمس التي تتابع الملف اللبناني، أي فرنسا والسعودية ومصر والولايات المتحدة وقطر، بدأت تفقد صبرها وتهدّد بوقف الدعم المالي الذي تقدمه للبنان.


وقد اجتمع ممثلون عن تلك الدول في 19 أيلول على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، من دون أن يصدر عنهم بيان ختامي.


وقال لودريان: "الدول الخمس موحدة تماماً، ومنزعجة للغاية، وتتساءل عن جدوى استمرار تمويلها للبنان، في وقت يتمادى المسؤولون السياسيون في عدم تحمّل المسؤولية".


ولا يزال احتمال فرض عقوبات على المسؤولين اللبنانيين الذين يعرقلون إنهاء الأزمة مطروحاً. وقال لودريان في هذا السياق: "من الواضح أنها فرضية" مطروحة، في موازاة إصراره على أن "الاستفاقة لا تزال ممكنة".

MISS 3