Heart Matters

مشاكل الطفولة مسؤولة عن أمراض القلب بمنتصف العمر

02 : 00

تكشف دراسة واسعة أن النشوء في بيئة عائلية مضطربة يرتبط بارتفاع معدلات أمراض القلب والأوعية الدموية في منتصف العمر. يبدو أن التغيرات النفسية والفيزيولوجية والسلوكية الدائمة تؤثر على هذه النتيجة أيضاً...

قد تعيق التجارب الصادمة خلال الطفولة قدرة الشخص على التعامل مع الأحداث العصيبة في مرحلة لاحقة من حياته. في سن الرشد، قد يلجأ ذلك الفرد إلى استراتيجيات تكيفية غير صحية مثل التدخين والأكل المفرط.

تكشف الأبحاث أن الشخص الذي يتعرض لسوء المعاملة والإهمال في طفولته يصبح أكثر عرضة للسكري وارتفاع ضغط الدم والالتهابات وزيادة مستويات هرمون الكورتيزول في المواقف العصيبة.

لكن تَقِلّ الدراسات الطولية التي راقبت المشاركين حتى منتصف العمر لتحليل تأثير مشاكلهم في الطفولة على خطر إصابتهم بأمراض القلب أو الوفاة.

تكشف أكبر دراسة عن هذا الموضوع حتى الآن أن الراشدين في منتصف العمر يصبحون أكثر عرضة للحوادث القلبية والوعائية، مثل النوبات القلبية أو الجلطات الدماغية، إذا تعرضوا للصدمات والإهمال أو عاشوا في عائلات مفككة خلال طفولتهم. حتى أنهم قد يصبحون أكثر عرضة للوفاة لمختلف الأسباب.

استعمل الباحثون في دراستهم الجديدة بيانات دراسة "كارديا" (أو "تطور مخاطر الشريان التاجي لدى الشباب") التي استعانت بمجموعة متنوعة عرقياً واجتماعياً واقتصادياً بين العامين 1985 و1986. تراوحت أعمار المشاركين بين 18 و30 عاماً. حصلت الدراسة في أربع مدن أميركية: برمينغهام، شيكاغو، مينيابوليس، أوكلاند. على مر ثلاثة عقود من دراسة "كارديا" وصولاً إلى العام 2018، فحص الباحثون الصحة الجسدية والعقلية للمشاركين بانتظام.





بين العامين 2000 و2001، ملأ أكثر من 3600 مشارك استبياناً لتقييم تجاربهم المرتبطة بالخصائص السبع التالية في بيئتهم العائلية أثناء الطفولة:

• حب الأبوين ودعمهما.

• الإساءة اللفظية.

• مظاهر العاطفة الملموسة.

• الاعتداء الجسدي.

• وجود مدمن على الكحول أو المخدرات في المنزل.

• مستوى تنظيم الأسرة وطريقة إدارتها.

• مدى معرفة الأبوين بأولادهما.

سمحت أجوبة المشاركين للعلماء بتقسيمهم على ثلاث مجموعات: قليلة المشاكل، متوسطة المشاكل، كثيرة المشاكل. فاكتشفوا بعد متابعة المتطوعين طوال 30 سنة أن من واجهوا أعلى مستويات المشاكل في الطفولة كانوا أكثر عرضة للحوادث القلبية والوعائية بنسبة 50% مقارنةً بمن واجهوا أقل قدر من المشاكل.

حين استعمل العلماء نموذجاً معدلاً بالكامل من البيانات لمراعاة متغيرات أخرى مثل التدخين وضغط الدم ومستويات التعليم في بداية دراسة "كارديا"، لم يعد الرابط بين مشاكل الطفولة وأمراض القلب بارزاً من الناحية الإحصائية.

تثبت هذه النتيجة برأيهم أن المعطيات الاجتماعية والاقتصادية والعيادية والديموغرافية والنفسية قد تؤثر على الرابط بين هذين العاملين في منتصف العمر.

بالإضافة إلى التغيرات الفيزيولوجية، مثل ارتفاع ضغط الدم وزيادة مستويات الكورتيزول والالتهابات، قد تؤدي الصدمات خلال الطفولة إلى التعامل مع الضغط النفسي بطرق غير صحية.

يكتب الباحثون في تقريرهم: "من المعروف أن مشاكل الطفولة تسبب اختلالات سلوكية مرتبطة بعوامل خطر عدة خلال الطفولة وفي سن الرشد. تعيق الصدمات في الطفولة مثلاً قدرة الأولاد على التكيف مع التجارب العصيبة عاطفياً. نتيجةً لذلك، يلجأ الناس في حالات كثيرة إلى المأكولات الدسمة كآلية للتأقلم مع الضغوط النفسية والاجتماعية، ما يؤدي إلى ظهور مشكلة البدانة".

في المبدأ، تكون المقاربات العلاجية المبكرة مفيدة. ثمة برامج لمساعدة الأولاد والراشدين الشباب على تطوير استراتيجيات صحية للتكيف مع التجارب العصيبة، لكن لا يزال تمويلها محدوداً.

أخيراً، يعترف الباحثون بحدود دراستهم الجديدة. اقتصر البحث مثلاً على مشاركين بقوا على قيد الحياة طوال 15 سنة بعد بدء دراسة "كارديا"، لذا قد تستخف النتائج بالرابط بين مشاكل الطفولة وأمراض القلب والأوعية الدموية وخطر الوفاة. كذلك، اتكلت الدراسة على ما يتذكره المشاركون عن أحداث طفولتهم قبل أكثر من 15 سنة.


MISS 3