مايا الخوري

إيلي سليلاتي: إنطلاقتي سريعة ونوعية

30 أيلول 2023

02 : 05

حققّ الممثل إيلي سليلاتي في فترة زمنية قصيرة نقلة نوعية في الأداء والأدوار، فبعدما برز أخيراً في مسلسلي «الزمن الضائع» و»أسماء من الماضي»، يطلّ قريباً في مسلسل «سر وقدر» (كتابة فيفيان أنطونيوس، إخراج كارولين ميلان، إنتاج إيلي سمير معلوف، Phoenix Pictures International). عن إنطلاقته في الدراما وأعماله يتحدث إلى «نداء الوطن».



ما تفاصيل شخصيتك في مسلسل «سر وقدر»؟

أؤدي دور شاب مغترب مقتدر مادياً، خلوق ورومنسي، يقرر العودة بعد سنين طويلة من الغربة إلى قريته ليختار عروساً من بيئته وفق التقاليد المتعارف عليها، فتبدأ الأحداث.

بما يتميّز التعاون الأول مع المخرجة كارولين ميلان وأي إضافة حققتها تحت إدارتها؟

سررت جداً بالتعاون معها وأتمنى أن يتكرر ذلك. ليست مخرجة أكاديمية محترفة جداً ومبتكرة فحسب، بل هي أيضاً مخرجة تشجّع كل ممثل مهما كان مركزه ومساحة دوره ومستواه الفنيّ على إخراج أفضل ما لديه بأبهى صورة، من خلال متابعة التفاصيل الدقيقة للإضاءة عليها.

النصّ من كتابة الممثلة فيفيان أنطونيوس، ما رأيك بتجاربها الدرامية؟

لم أقرأ أو أشارك بعمل من كتابتها سابقاً، لذا لا أستطيع إبداء الرأي فيها ككاتبة درامية إنما أنا معجب بأدائها كممثلة محترفة أتعلّم منها في الدراما والكوميديا. أمّا بالنسبة إلى هذا النص، فأعجبت بأسلوب كتابته وأفكاره والموضوع الذي يعالجه وهو محبوك بطريقة جميلة جداً وبمستوى درامي رفيع.

كيف تقيّم تعاونك الثالث مع المنتج إيلي سمير معلوف الذي حققت معه نجاحاً في «اسماء من الماضي»؟

حققت انطلاقتي الكبيرة والأساسية ونقلتي النوعية في الدراما مع الأستاذ إيلي معلوف الذي أشكره كثيراً على ثقته وعلى منحي الفرصة والمساحة لإبراز ما أستطيع تقديمه في هذا المجال، أولاً في مسلسل «الزمن الضائع» ومن ثم في «أسماء من الماضي» حيث قدّم لي دوراً بارزاً فيه. أعتبر شركة Phoenix Pictures International عائلتي، وهذا الشعور يدفعني للعمل من كل قلبي وضميري، وتحدّي الصعوبات من أجل إعطاء أفضل صورة. أتمنى وأطمح أن تجمعنا دائماً أعمال ناجحة.





كيف تقيّم مسيرتك الفنية التي لا تزال متواضعة نوعاً ما، وإلام تسعى؟

لا أحب وصف مسيرتي بالمتواضعة، بل بالقصيرة نوعاً ما، لأنني دخلت إلى هذا المجال منذ 5 أو 6 سنوات. صحيح أنني لست أكاديمياً متخرجاً من معهد الفنون لكنني خضعت لتدريبات مكثّفة بعدما أتيحت لي فرصة المشاركة في أدوار صغيرة. تخصصت في إدارة الأعمال أساساً قبل الإنطلاق في التمثيل. مقارنةً مع من دخل هذا المجال، أعتبر أنني حققت نقلة سريعة، وإنطلاقة قوية نوعاً ما لأنني تمكنت بعد أدوار صغيرة من أداء دور البطولة وكسب مساحة مثمرة. تعاونت سابقاً مع شركة «الصبّاح» ومع «إيغل فيلمز» وأتعاون مجدداً مع شركة «إيغل فيلمز» في مسلسل «البيت» بدور أوّل سيُعرض عبر «شاهد». أطمح دائماً للأفضل وللتطوّر والتقدّم، وكأي ممثل لدور البطولة.

لماذا تأخّرت في دخول مجال التمثيل؟

لطالما كانت فكرة التمثيل بعيدة نوعاً ما ولم أتخذ قراراً سابقاً في هذا الإطار، لذا تخصصت في إدارة الأعمال التي امتهنتها طيلة 15 عاماً، مع الإكتفاء حينها بتصوير الإعلانات. دخلت التمثيل بالصدفة بعد تشجيعٍ من أصدقاء ومعارف فتقدّمت إلى تجارب الأداء (casting) مع «مروى غروب» حيث اكتشفت من خلال الأدوار الصغيرة قدراتي في هذا المجال.

غالباً ما يتجه فنانون إلى التجارة والأعمال لضمان المعيشة في ظل الظروف الصعبة لكنك فعلت العكس؟

إن الإكتفاء بالفنّ في ظل الظروف التي نمرّ فيها لا يؤمّن الإستقرارين المادي والمهني لذا حافظت على جزء من عملي الأساس لضمان الإستمرارية والإستثمار في الفنّ الذي يحتاج في البداية إلى تضحية حتى تحقيق الإنطلاقة الصحيحة.

كيف تدعم موهبتك وهل أنت مستعدّ للتضحية من أجلها؟

من يسعى إلى النجاح والإستمرار والعطاء والتقدّم يكثّف تدريباته والتمارين للتعلّم، ويتقبّل الملاحظات والإنتقادات لاستثمارها بطريقة إيجابية ليتطوّر. إلى ذلك، أتعامل بإيجابية وديبلوماسية مع الأفراد والشركات وهذا مفتاح نجاح وباب مهم للبقاء في الساحة لأنه يريح الآخرين تجاهي، ويعكس صورة جميلة عنّي ويخلق طاقة إيجابية في العمل خصوصاً أنني متعاون جداً ومتفهّم لظروف أي عمل ولظروف شركة الإنتاج.

برأيك، هل أصبحت دراما المنصّات بديلاً عن الدراما التلفزيونية بالنسبة إلى الممثلين اللبنانيين الطامحين للتطوّر والإنتشار خصوصاً بعد تراجع نسبة الإنتاج المحلي؟

أصبح الإنتشار أصعب بعد تراجع نسبة الطلب على المسلسلات اللبنانية في المحطات المحلية مقابل وفرة المسلسلات التركية، وذلك بسبب تأثر الإنتاج الدرامي المحلي بالظروف التي يمرّ فيها البلد ما انعكس تراجعاً في العروض المتاحة أمام الممثلين اللبنانيين عامةً والممثلين الصاعدين الباحثين عن فرصٍ لإثبات أنفسهم والإنتشار خصوصاً. لذلك من الطبيعي أن تتحوّل المنصّات هدفاً يحققون من خلاله الإنتشار ووسيلة لإبراز اسمائهم. المنّصات أساسية من الناحية المادية ومن ناحية تأمين الإستمرار الفنيّ بفضل وفرة الأعمال فيها.

كيف تفسّر جماهيرية الدراما المحلية وخصوصاً من إنتاج Phoenix Pictures International على رغم انتشار ورواج الدراما المشتركة عبر المنصات؟

ثمة فارق مادي واضح ما بين الأعمال العربية، والعربية المشتركة المنتشرة عبر المنصات أو المعروضة عبر الفضائيات، وذلك لأن الميزانية مضاعفة عبر المنصات ما ينعكس إيجاباً على الممثل وأدائه وعلى التفاصيل التقنية واللوجستية والتسويق وعلى كل عناصر العمل الدرامي.

أمّا بالنسبة إلى الإنتاج اللبناني، فهو يحتفظ برأيي بثقله وقيمته رغم الظروف الصعبة، ونشكر في هذا الإطار، الأستاذ إيلي معلوف وشركة Phoenix Pictures International على إيمانهم وتفاؤلهم وصراعهم وتضحيتهم لتقديم عمل سنوي يليق بالدراما المحلية. وعلى عكس ما يقال، هناك جمهور كبير متابع للمحطات اللبنانية والمسلسلات المحلية التي إعتاد عليها منذ سنوات متأثراً بالقصص والدراما والممثلين فيها. وأعزو ذلك إلى خبرة معلوف الواسعة في إختيار النصوص.

علام يرتكز اختيارك للدور وهل تهتمّ للمضمون بشكل عام أم لشخصيتك فحسب؟

يرتكز إختيار الشخصية على أمرين، قراءة النص ومراجعة أسلوبه وموضوعه ومدى عمقه وما إذا كان يشكّل إضافة إلى هذه الشخصية أم لا، كما يجب أن يدرس الممثل الشخصية المعروضة عليه ورؤية ما إذا كان متمكناً منها وقادراً على تقديمها بالصورة المناسبة. لأن أي اختيار غير موّفق سيؤدي إلى خطوة ناقصة في مساره المهني. أفضّل الشخصية التي تشبهني قليلاً في رومانسيتها، فتكون قريبة من الناس بعيداً من أدوار الشرّ، وتلك التي تحمل رسالة إنسانية وتعكس حالة من حالات يعيشها المجتمع فتترك أثراً لدى الجمهور. أحبّذ التنويع في الشخصيات شرط ألا تنطبع صورة معيّنة في ذهن الجمهور، ليبقى محبوباً لديه.

سمعنا مراراً عن أزمة على صعيد النصوص الدرامية من حيث الكميّة والنوعية، ما رأيك بما يقدّم بشكل عام؟

ثمة عدد كبير من النصوص والقصص الدرامية، يقابلها تكرار على صعيد المواضيع. هناك أعمال مميزة طبعاً تعايش الواقع كمسلسل «النار بالنار» الذي يعكس صورة عن الحياة اليومية التي يعيشها جزء من المجتمع، حاملاً رسالة إنسانية. ربما يوجد من يحبّ مشاهدة نصوص مشابهة تحكي تفاصيل حياتية فيما هناك من ملّ المسلسلات التاريخية التي تدور حول الإنتداب والإحتلال وغيرها. ثمة نصوص تعالج مواضيع متداولة جداً أخيراً كالمخدرات والعنف والخيانة والحبّ. برأيي حبكة القصة ومستوى الكتابة أساسيان بغض النظر عن القصص التي لا بدّ من أن تتكرر لأنها نابعة من الحياة. لا أحبّذ المسلسلات المعرّبة من الأعمال التركية لأنها لا تعكس مجتمعنا فضلاً عن أن نهايتها معروفة سلفاً رغم إرتفاع إنتاجها المادي.

ما الذي اكتسبته من عالم الأضواء وما الذي خسرته؟

لم أخسر شيئاً لأنني أخطو بتأنٍ فيه، لذلك شكّل مكسباً كبيراً رغم التعب والجهد والقلق وخيبات الأمل في أماكن معينة.

إكتسبت محبة الجمهور وهذه ضمانة للإستمرارية والنجاح، كما وخبرات جديدة في الحياة، وعلاقات مع أشخاص من مجالات مختلفة، وهذا مكسب ثقافي لي إضافةً إلى تعزيز علاقاتي الإجتماعية في ساحة الفنّ وسواها. كما تعزّزت ثقتي في نفسي واكتشفت قدراتي المخفية.


MISS 3