القاضي الشيخ خلدون عريمط

المفتي الشهيد حسن خالد باقٍ... وخالد في ذاكرة الوطن

16 أيار 2020

02 : 00

المفتي حسن خالد

في ظهيرة يوم 16 أيار من العام 1989م؛ حين كانت حروب الالغاء والتحرير التي اشعلها العماد الطامح ميشال عون في حينها؛ تعيش حالة مد وجزر مترافقة مع كمّ كبير من الدمار والدموع والآلام والجراحات؛ ودماء الشهداء الابرياء في سيدة العواصم بيروت.

امتدت يد الاجرام الموصوف والارهاب المنظم؛ واغتالت المفتي الصالح الشيخ حسن خالد؛ كما اغتالت قبله الزعيم الوطني كمال جنبلاط، وبعده الرئيس الظاهرة رفيق الحريري ومن معه؛ ومن سقط بعده؛ ومن ينتظر بعدهم وما بدلوا تبديلاً؛ هذا هو قدر المؤمنين الاحرار؛ والشرفاء الوطنيين والعروبيين في وطني المعذب لبنان.

المفتي الشهيد صفحة مشرقة في تاريخ المسلمين وفي دور لبنان وعروبته ووحدته الوطنية؛ بنى المؤسسات التربوية والصحية والاجتماعية والاعلامية؛ وحدث الادارة بمجالسها الشرعية والاستشارية والوقفية؛ وانشأ صندوق الزكاة الممتد على مساحة الوطن برعاية ومتابعة له ولبقية المؤسسات، من مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان احد تلامذته البررة؛ واحتضن المفتي الشهيد في دار الفتوى خلال ربع قرن من ولايته.

العلماء الشباب من طرابلس وعكار والبقاع وصيدا والجنوب وجبل لبنان؛ كما احتضن ابناء العاصمة بيروت التي احبها وأحبته واستشهد دفاعاً عن وحدتها الوطنية وعروبتها واصالة ابنائها.

وصمد فيها مع المقاومين من ابنائها وابناء فلسطين بقيادتهم التاريخية الشهيد (ابو عمار) لمواجهة الاجتياح الصهيوني العام 1982 مع اخوانه واحبابه، على الرغم من النصائح المحلية والعربية من خطورة البقاء في بيروت المحاصرة واعرف الكثيرين منهم؛ في العام 1975م عندما شاءت لي الاقدار وانا على مقاعد الدراسة ان اتقدم لوظيفة رسمية في دار الفتوى.

ونجحت حينها مع الفائزين؛ عارضت إحدى القيادات تعييني في بيروت وانا ابن عكار المهمشة؛ فكان رد المفتي الشهيد رحمه الله؛ مفتي الجمهورية: يا (فلان) هو مفتي كل لبنان؛ وليس مفتياً لبيروت وحدها.

نم قرير العين ايها المفتي الشهيد حسن خالد برحمة ربك باذنه تعالى؛ حسبك انك باق في ذاكرة الوطن منذ واحد وثلاثين عاماً والى ما شاء الله تعالى، وباق في عقول وأفئدة الاوفياء، الاوفياء الصادقين من ابناء وطني لبنان وبلاد العرب والاسلام.

*رئيس المركز الاسلامي للدراسات والاعلام


MISS 3