جاد حداد

Forgotten Love... قصة حنين حلوة ومرّة

9 تشرين الأول 2023

02 : 00

يروي فيلم Forgotten Love (الحب المنسيّ) قصة رجل خسر كل شيء في الحياة، لكنه يحصل على فرصة ثانية لتحقيق السعادة حين يجتمع مجدداً مع ابنته بعد سنوات من التباعد.

البروفيسور «رافال ويلكزور» هو جرّاح دماغ معروف بعبقريته. لا يتردد هذا الرجل اللطيف في مساعدة المحتاجين. في أحد الأيام، تتركه زوجته التي تحب رجلاً آخر وتأخذ ابنتهما معها.

يذهب «رافال» للبحث عنهما لكنه يتعرض للسرقة. يصل صديقه، البروفيسور «جيرزي دوبرانيكي»، إلى مكان الحادثة ويشاهده وهو يتعرض للضرب على يد المعتدين. كان «دوبرانيكي» قد انزعج لأن «رافال» أصبح كبير الجراحين وبات أعلى مرتبة منه، لذا يمتنع عن مساعدته ويتركه لمصيره.

ينجو «رافال» من الموت، لكن يعتبره الجميع ميتاً. هو يفقد ذاكرته ولا يتذكر شيئاً عن حياته السابقة، لكنه يشعر طوال الوقت بأنه يحتاج إلى إيجاد شخص معيّن من دون أن يتذكر هوية ذلك الشخص.

سرعان ما يستقر في بلدة بعد التنقل من مكان إلى آخر طوال 15 سنة. تعمل ابنته «ماريسيا» في إحدى حانات البلدة نفسها، لكنهما لا يتعرفان على بعضهما رغم لقائهما.

نَسِي «رافال» كل شيء، لكنه لم يخسر مهاراته كجرّاح ولا الحب الذي يحمله لابنته. هل سيسترجع ذاكرته ويعرف أن «ماريسيا» هي الشخص الذي يبحث عنه؟

يقدّم الممثل ليزيك ليشوتا أداءً مقنعاً بدور «رافال». هو يجسّد لطفه والحب الأبوي الذي يحمله لابنته بسلاسة فائقة، ويسهل أن نستنتج أيضاً أنه شخص لا يملك شيئاً.

في المقابل، تجسّد الممثلة ماريا كوالسكا دور «ماريسيا»، المرأة المتحررة والساحرة. تنجح كوالسكا في جذب انتباه المشاهدين بغض النظر عن المشاعر التي تنتاب شخصيتها. كما أن الكيمياء التي تجمعها مع إيغناسي ليس بدور «ليزيك» الساحر بالقدر نفسه تعطي قيمة مضافة للمشاهد.

تبرز شخصيات أخرى مثل «صوفيا» (آنا شيمانشيك)، وهي فتاة مُحبّة وجريئة ومضحكة أحياناً. هي تقدم دوراً بسيطاً، لكنها من أكثر الشخصيات الممتعة في الفيلم.

تطغى أجواء الحنين على الأحداث، وهي تعكس أعمق مشاعر بطل القصة. تتمحور الفكرة الرئيسية حول بحث «رافال» عن أمرٍ لا يستطيع تحديده. هو يجسّد هذه المشاعر بطرقٍ متنوعة، كأن يشعر بالاضطراب بعد النظر إلى فتاة صغيرة.

يتنبه صانعو العمل إلى أدق التفاصيل، وهو جانب يستحق الإشادة. بدءاً من الطرقات وصولاً إلى مفاتيح الإضاءة، تشير جميع التفاصيل إلى أجواء بولندا في القرن العشرين. في أحد المشاهد البارزة، ينبهر الناس بالسينما لأنها كانت ظاهرة جديدة في تلك الفترة.

يروي الفيلم قصة عاطفية مؤثرة عن الحياة المأسوية التي عاشها رجل طيّب. بالإضافة إلى حكاية «رافال»، تُعرَض قصص مؤثرة لشخصيات أخرى مثل «ميشال». لكن يقيم صانعو العمل التوازن المناسب بين المشاهد العاطفية وبعض اللحظات الممتعة.

على صعيد آخر، ينجح الفيلم في إضفاء طابع ممتع على محاكمة «رافال». سنشاهد عدداً من سكان البلدة وهم يشهدون لصالحه. تتألف تلك المحاكمة من سلسلة شهادات كوميدية، ما يمنح العمل الجانب الترفيهي الذي يحتاج إليه.

في ما يخص إيقاع الأحداث، يجد الفيلم صعوبة في الحفاظ على تماسكه أحياناً. تتطور الحبكة عموماً بإيقاع بطيء، بينما تبدو النهاية مستعجلة. مع اقتراب النهاية، تُعالَج جميع الصراعات الكبرى بوتيرة متلاحقة وبلمح البصر.

يشكّل «ليزيك» و»ماريسيا» ثنائياً لطيفاً، لكن تعجّ قصة حبهما بأفكار مبتذلة. كذلك، تكثر الحبكات المألوفة والخالية من أي ميزة. وحتى الصراع المحوري يبدو مكرراً، إذ سبق وتطرقت إليه أفلام عدة في الماضي.

الفيلم مقتبس من الرواية البولندية الشهيرة Znachor (الطبيب الشعبي)، وهو ينجح في تقديم محتوى مختلف عن المرجع الأصلي لكنه يفتقر إلى أي جوانب مميزة في الوقت نفسه. مع ذلك، سيصطحبنا الفيلم في رحلة عاطفية مؤثرة.


MISS 3