صعّد هجومه ضدّ ترامب في "موسم الإنتخابات"

أوباما يخوض معارك بايدن نيابةً عنه!

02 : 00

لا يزال أوباما يحظى بشعبيّة واسعة عند الديموقراطيين وخصوصاً السود (أ ف ب)

نزل الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما إلى ساحة الحرب الرئاسيّة في الآونة الأخيرة ليخوض معارك نائبه السابق جو بايدن، الذي يبدو عاجزاً بشكل كبير على تسجيل نقاط على خصمه الجمهوري دونالد ترامب، خصوصاً بعد زلّاته المتكرّرة والتي تُظهره ضعيف الذاكرة وغير مؤهّل لقيادة "العالم الحرّ"، إضافةً إلى انعزاله داخل منزله منذ آذار خوفاً من الوباء، هذا فضلاً على مواجهته اتهاماً من قبل مساعدة سابقة له بالاعتداء الجنسي عليها.

وانتقد أوباما السبت استجابة الإدارة الأميركيّة لفيروس "كوفيد-19" الذي ضرب الولايات المتحدة بشدّة، في تصريحات تُعدّ غريبة بعض الشيء ونادرة لرئيس سابق. وقال أوباما لخرّيجي عشرات "جامعات وكليّات السود التاريخيّة": "أكثر من أي شيء، كشف هذا الوباء أخيراً وبشكل كامل حقيقة فكرة أن العديد من المسؤولين يعرفون ماذا يفعلون".

ورأى أن "العديد منهم لا يُحاولون حتّى التظاهر بأنّهم من يُديرون دفة الأمور". وأعقب الاحتفال مناسبة أخرى لطلبة مدرسة ثانويّة واصل أوباما التحدّث خلالها بذات الأسلوب الهجومي، داعياً الطلبة إلى التحرّك حيث فشل القادة، وقال: "إن كان العالم سيتحسّن، فسيعود الأمر إليكم"، مضيفاً: "القيام بما يبدو مريحاً ومناسباً وسهلاً، هكذا يُفكّر الأطفال. للأسف، العديد ممّن يعتبرون أنفسهم ناضجين، بمن فيهم أولئك الذين يحملون ألقاباً مبهرة ووظائف مهمّة، لا يزالون يُفكّرون بهذه الطريقة، ولهذا السبب تدهورت الأمور إلى هذه الدرجة".

وتابع أوباما: "آمل في أن تُقرّروا بدلاً من ذلك وضع قيم تدوم مثل الصدق والعمل بجدّ والمسؤوليّة والإنصاف والكرم واحترام الآخرين كأسس لأنفسكم". ونوّع الحفل الذي نقلته كبرى الشبكات التلفزيونيّة الأميركيّة بين خطابات حماسيّة وأغان أدّاها طلبة ومشاهير على حدّ سواء. ولعب أوباما أيضاً على "الوتر العرقي"، بحيث لفت إلى أن "الأزمة الصحّية كشفت اللامساواة التي يتعرّض لها الأميركيّون من أصول أفريقيّة"، معتبراً أن "مرضاً كهذا يُسلّط الضوء على اللامساواة الكامنة والأعباء الإضافيّة التي تحمّلتها مجتمعات السود تاريخيّاً في هذا البلد"، علماً أنّه وصل إلى البيت الأبيض على دورتَيْن متتاليتَيْن. وتابع: "نُلاحظ التداعيات غير المتناسبة لـ"كوفيد-19" على مجتمعاتنا (ذوي الأصول الأفريقيّة)".

وهذه المرّة الثانية التي ينتقد فيها أوباما الاستجابة للوباء، إذ وصف في تصريحات بتاريخ 9 أيّار طريقة تعاطي الإدارة الأميركيّة مع الوباء بـ"الكارثيّة". وقال خلال اتصال أجراه عبر الإنترنت مع أشخاص عملوا في إدارته: "كان الأمر سيكون سيّئاً حتّى بوجود أفضل الحكومات... لكنّه كان كارثة فوضويّة تماماً عندما تُدار حكومتنا بعقليّة "ما الذي سأجنيه من ذلك" و"ليذهب الباقي إلى الجحيم"". ودعا أوباما مستشاريه السابقين إلى الانخراط في حملة بايدن، مشيراً إلى أن "الانتخابات المقبلة مهمّة جدّاً على المستويات كافة". وتصريحات أوباما هذه دفعت ترامب إلى اتهامه ومساعديه بالضلوع في جهود إجراميّة لتقويض رئاسته. ووصف الرئيس الجمهوري ذلك بأنّه "أكبر جريمة سياسيّة على الإطلاق في التاريخ الأميركي"، ووعد بكشف معلومات حول ما أطلق عليه اسم "أوباماغيت"، بحسب تعبير استوحي من فضيحة "ووترغيت". كما اعتبر زعيم الغالبيّة في الكونغرس ميتش ماكونيل، أنّه كان يجب على أوباما أن "يُبقي فمه مغلقاً"، مضيفاً: "بصراحة، من غير اللائق أن تنتقد إدارة أتت بعد إدارتك. لقد حصلت على فرصتك، لقد كنت هناك لمدّة 8 سنوات!". ووصف ماكونيل أوباما بأنّه "غير راق".

ولا يتردّد ترامب أيضاً في استهداف بايدن على جبهات عدّة، فينعته بـ"جو النعسان" ويصفه بأنّه مصاب بالخرف وتحت إمرة الصين. ويملك ترامب، الذي يعمل على حملته الانتخابيّة منذ دخوله إلى البيت الأبيض، تفوّقاً كبيراً على خصمه على صعيد التنظيم والاحتراف واستهداف الناخبين بشكل فائق الدقة على الإنترنت، وميدانيّاً. وهو يحظى بمنبر لا يُضاهى في البيت الأبيض، مع المؤتمرات الصحافيّة الكثيرة التي يعقدها والتنقّلات الانتخابيّة التي استأنفها عبر الولايات الأميركيّة، وتغريداته التي يُتابعها عشرات الملايين. وبينما هزّ الوباء الحياة السياسيّة في بلاد "العم سام"، أعاد بالفعل خلط الأوراق من جديد وبدّد أي ثوابت قبل ستة أشهر من الانتخابات الرئاسيّة.


MISS 3