Corona awareness

الصيف لن يقضي على فيروس كورونا

02 : 00

تتساءل دراسة جديدة عن العوامل التي تؤثر على مسار تطور وباء "كوفيد - 19". حلل الباحثون عوامل الطقس وتدابير الصحة العامة في مواقع جغرافية متعددة.

نشر الباحثون نتائج دراستهم في "مجلة الجمعية الطبية الكندية" وتساءلوا عن أثر إغلاق المدارس ومقاربات صحية أخرى على تباطؤ وباء "كوفيد - 19".

كما كان متوقعاً، اكتشف العلماء أن مقاربات الصحة العامة ترتبط بشدة بتراجع نمو الوباء. لكن كان مفاجئاً ألا يرتبط انتشار فيروس كورونا بحرارة الطقس.

في الدراسة الأخيرة، ركّز الباحثون على بيانات "مناطق جيوسياسية توثقت فيها طرق انتشار فيروس "كوفيد - 19" خلال أسبوعين منفصلين، واعتبروا الأسبوع الأول (بين 7 و13 آذار 2020) فترة التعرّض للفيروس. ثم قاسوا مستوى زيادة الإصابات بعد 14 يوماً لتجاوز فترة الحضانة، وأخذوا القياسات بين 21 و27 آذار 2020. بعبارة أخرى، حللوا المتغيرات المؤثرة خلال الأسبوع الأول وقاسوا حجم تأثيرها على معدلات الإصابات بعد مرور أسبوعين.

راجع العلماء في تحليلهم بيانات عن مجموعة واسعة من المتغيرات التي تؤثر على النتائج، منها الارتفاع عن مستوى البحر، والناتج المحلي الإجمالي، ونسبة السكان في عمر الخامسة والستين وما فوق، والكثافة السكانية، والقرب من المناطق الموبوءة مثل مدينة "ووهان" الصينية، ومتوسط العمر المتوقع.

في النهاية، استعمل التحليل بيانات 144 منطقة جيوسياسية، منها 375609 حالات من فيروس "كوفيد-19". أخذ العلماء بياناتهم من "تقرير الحالة 61" الصادر عن منظمة الصحة العالمية، وقد شمل معلومات حكومية عن الولايات المتحدة وأستراليا، وبيانات عن مقاطعات كندا، ومعطيات محلية عن بقية دول العالم.

استثنى العلماء الصين لأن الوباء بدأ يتلاشى هناك في تلك المرحلة. كما استثنوا إيطاليا وإيران وكوريا الجنوبية لأن الوباء كان في ذروته في تلك البلدان. فاستنتجوا أن نمو فيروس "كوفيد - 19" لا يرتبط بخط العرض الجغرافي ولا بحرارة الطقس خلال فترة التعرّض للوباء قبل 14 يوماً.

كانت هذه النتيجة مفاجئة للباحثين. يقول بيتر جوني، أحد المشرفين على الدراسة من جامعة تورونتو الكندية: "كنا قد أجرينا دراسة أولية أثبتت أن خط العرض والحرارة مؤثران. لكن حين كررنا الدراسة في ظروف أكثر دقة، توصلنا إلى نتيجة معاكسة".

رصد العلماء رابطاً بين نمو الوباء والرطوبة النسبية والمطلقة. وحين أجروا تحليلات أكثر تفصيلاً، ضعفت تلك الروابط. لكن يظن الباحثون أن نوعَي الرطوبة قد يعطيان أثراً ضئيلاً، ومع ذلك تبقى هذه الفكرة فرضية. إنها نتائج مهمة فيما بدأت البلدان تفكر بتخفيف مقاربات الصحة العامة.

يكتب الباحثون في تقريرهم: "كان اكتشاف روابط سلبية قوية مع ثلاث مقاربات صحية شائعة لاحتواء وباء كوفيد - 19 بالغ الأهمية، وهي ترتبط بمنع التجمعات الحاشدة، وإغلاق المدارس، وتدابير التباعد الاجتماعي".

توضح الأستاذة ديون غيسينك التي شاركت في الإشراف على الدراسة: "الصيف لن يقضي على الفيروس. يجب أن يعرف الناس هذه المعلومة. وكلما زادت المقاربات الصحية التي تطبّقها المناطق، يتوسّع أثرها على تباطؤ نمو الوباء. تُعتبر هذه المقاربات الصحية مهمة جداً لأنها التدابير الناجحة الوحيدة في الوقت الراهن لإبطاء الوباء". لكن كانت الدراسة محدودة على بعض المستويات برأي الباحثين. لا تجمع جميع البلدان مثلاً بيانات عن فيروس "كوفيد - 19" بالطريقة نفسها، ما يُصعّب استخلاص تقديرات جديرة بالثقة وإقامة مقارنات وافية. كذلك، ثمة اختلاف كبير في عدد فحوصات كورونا الحاصلة في كل بلد. لكن في المحصلة، يستنتج العلماء أن المواسم لن تؤثر على مسار "كوفيد - 19".

باختصار، برز رابط متماسك بين مقاربات الصحة العامة وتباطؤ نمو الوباء. وكلما توسعت تلك المقاربات، سيتراجع نمو الفيروس بوتيرة إضافية.


MISS 3