السعودية تدعو رعاياها إلى مغادرة لبنان "فوراً"

تظاهرة "عوْكر" انتهت إلى تخريب وتصعيد الجنوب شمل القطاع الأوسط

02 : 00

محتجّون يُحرقون مبنى غاليري الحاج قرب السفارة الأميركية في عوكر أمس (رمزي الحاج)

شهد لبنان أمس حداداً عاماً على مجزرة المستشفى المعمداني في غزة، فأقفلت المؤسسات التربوية، وسارت تظاهرات وأقيمت اعتصامات أطلقت فيها مواقف نددت بالجريمة النكراء، وطالبت بمحاسبة اسرائيل التي تشنّ حرباً على القطاع لا تفرق فيها بين الأهداف المدنية والعسكرية.

ووسط هذا المشهد الوطني الجامع، توجهت تظاهرة فريق الممانعة بعد ظهر أمس في اتجاه عوكر حيث مقر السفارة الأميركية، لتعكر هذا المشهد، إذ هاجم المتظاهرون القوى الأمنية المكلفة ضبط الأوضاع واشتبكوا معها ما أدّى إلى إصابات وحالات إغماء في صفوف المتظاهرين. كما أصيب عدد من أفراد القوى الأمنية. ولوحظ أن جنود الجيش قاموا بما يجب ان تقوم به قوات مكافحة الشغب التابعة لقوى الأمن الداخلي.

ولم يكتفِ المتظاهرون بالصدام مع القوى الأمنية، بل عمدوا الى تخريب بعض المحال وتكسير نوافذ البيوت والسيارات، حتى أنّ المبنى الذي أحرق قسم منه ليل الثلثاء، نال نصيبه مجدّداً. وأتى الحريق على معرض للمفروشات «تعتاش منه عشر عائلات»، كما صرح مالكه. وكان المبنى مقراً لسكن نحو 200 طالبة، لكنه تضرر بشكل كبير بسبب الحريق. والسؤال: من يعوّض المتضررين ما الحقته بهم تظاهرة الممانعين؟

ومن يوم الحداد وما رافقه من تخريب، الى جبهة الحدود الجنوبية التي شهدت سلسلة عمليات شنّها «حزب الله» على المواقع الإسرائيلية في الجانب الآخر من الحدود، وكان لافتاً في مواجهات أمس امتدادها للمرة الأولى الى القطاع الأوسط الذي يضم بلدات كبيرة في قضاء بنت جبيل على غرار ميس الجبل التي استهدفتها قذائف الجيش الإسرائيلي. كما طال القصف أطراف عيترون وبليدا في القضاء نفسه.

وفي آخر بيانات «حزب الله» الحربية الذي جاء قبل استهداف مارون الراس وعيترون أن مجموعة تابعة له «هاجمت موقع ‏المالكية الصهيوني بمختلف أنواع ‏الأسلحة الصاروخية والرشاشة، وتمت ‏إصابته بشكل مباشر ما أدى الى إصابة عدد من الجنود وتدمير جزء ‏كبير من تجهيزاته الفنية».

ومن القطاع الأوسط الى القطاعين الشرقي والغربي تحدث «الحزب» ليلاً عن أنّ حريق «جل علام» على المقلب الاسرائيلي الغربي ما زال مندلعاً. أما في الشرقي فكانت شبعا وكفرشوبا وحولا في دائرة الاستهداف.

ونعى «الحزب» أمس عنصراً هو السادس من المجموعة التي قضت في القصف الإسرائيلي على مارون الراس، متأثراً بجروحه التي أصيب بها أول من أمس ويدعى علي عدنان شقير من بلدة ميس الجبل .

وعلى الجانب الإسرائيلي، نقل الإعلام عن الجيش «أن تسعة صواريخ أطلقت من لبنان، ما أدى إلى إطلاق صافرات الإنذار في كريات شمونة وعدة بلدات مجاورة». وقال الجيش «إن نظام الدفاع الجوي القبة الحديدية اعترض أربعة منها. وإن الصواريخ استهدفت مناطق قريبة من مستوطنات المطلة والمالكية وكيبوتس منارة وروش هانيكرا». وأضاف «استهدف إطلاق النار عدداً من المواقع العسكرية في المنطقة»، ولم يبلغ الجيش على الفور عن وقوع إصابات في صفوف جنوده. وأعلن مستشفى رمبام في حيفا، «أنه استقبل شخصاً كانت جروحه متوسطة نتيجة لإحدى الهجمات الصاروخية»، من دون توضيح كيف أصيب أو أين.

على صعيد آخر، وعلى وقع الأحداث في جنوب لبنان، دعت السلطات السعودية رعاياها إلى مغادرة لبنان فوراً. وأوردت «وكالة الأنباء السعودية» (واس) عن السفارة قولها في بيان إنّها «تتابع عن كثب تطورات الأحداث الجارية في منطقة جنوب لبنان»، ودعت «المواطنين كافة للتقيد بقرار منع السفر، ومغادرة الأراضي اللبنانية بشكل فوري لمن هو موجود في لبنان حالياً». وتوجهت الى الموجودين في لبنان طالبة منهم «توخي الحيطة والحذر والابتعاد عن الأماكن التي تشهد تجمعات أو تظاهرات».

وجاء القرار السعودي غداة قرار مماثل من الكويت «حرصاً على أمن مواطنيها وسلامتهم».


MISS 3