عقوبات أميركيّة جديدة تستهدف إدارة مادورو

09 : 04

حقّق مادورو ونظامه أرباحاً هائلة من "المساعدات الغذائية" (أ ف ب)

فرضت الولايات المتّحدة أمس الأوّل عقوبات جديدة على إدارة الرئيس الفنزويلي المشكّك في شرعيّته نيكولاس مادورو لاستغلالها المساعدات الغذائيّة، مستهدفةً خصوصاً الأبناء الثلاثة لزوجة الرئيس الاشتراكي ورجلاً كولومبيّاً متّهماً بتقديم رشاوى لهم. وفي لائحة العقوبات الماليّة المحدّدة هذه، يبدو الرجل الكولومبي الذي يُدعى أليكس صعب الهدف الرئيسي، إذ كشف بيان وزارة الخزانة الأميركيّة أنّه متّهم بتنظيم شبكة واسعة من الفساد سمحت لمادورو ونظامه بتحقيق أرباح هائلة من واردات الغذاء وتوزيعه.

وتؤكّد واشنطن أن البرنامج الحكومي للمساعدة الغذائيّة "اللجان المحلّية للتموين والإنتاج"، هو محور هذه العمليّات. وتستهدف العقوبات تسعة أشخاص أحدهم أليكس صعب والأبناء الثلاثة لزوجة مادورو لسيليا فلوريس، وهم والتر فلوريس ويوسر فلوريس ويوسوال فلوريس، بتهمة تلقي رشاوى من صعب مقابل الحصول على عقود حكوميّة "تمّ تضخيم قيمتها"، خصوصاً في إطار برنامج توزيع الغذاء. وأوضح وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين أنّهم "يستخدمون الغذاء شكلاً للسيطرة الاجتماعيّة من أجل مكافأة داعميهم السياسيين ومعاقبة المعارضين، بينما يقومون بوضع مئات الملايين من الدولارات في جيوبهم بفضل تنظيم عمليّات احتيال".


وفي هذا الصدد، أفاد مسؤول أميركي كبير لصحافيين بأنّ "ما كشفته وزارة الخزانة هو شبكة متطوّرة إلى حدّ غير معقول بهدف سرقة غذاء الفنزويليين الأكثر فقراً وتحقيق أرباح لأعضاء النظام وأفراد عائلاتهم". ورفض المسؤول الأميركي اتّهامات كراكاس بأنّ العقوبات الأميركيّة مسؤولة عن الأزمة الاقتصاديّة والغذائيّة التي تُواجهها فنزويلا.


وعلى الرغم من هذه العقوبات، أعلن مادورو أن عمليّات توزيع المساعدات الغذائيّة ستستمرّ، في حين عرقل النظام الفنزويلي مرّات عدّة وصول المساعدات الغذائيّة والطبّية، الأميركيّة والغربيّة، عبر الحدود مع كولومبيا والبرازيل، من خلال إمّا إغلاق الحدود وإمّا منع مرور الشاحنات المحمّلة بالمساعدات.


أما رئيس البرلمان خوان غوايدو، الزعيم المعارض الذي أعلن نفسه رئيساً بالوكالة واعترفت به دول كثيرة أبرزها الولايات المتّحدة، فقد دان أفعال الأشخاص الذين فرضت عليهم عقوبات، مؤكّداً أنّهم "يُحقّقون ثراء عبر استغلال معاناة الشعب الفنزويلي".


وكان عدد المستفيدين من هذا البرنامج الذي يُديره النظام الاشتراكي الحاكم يبلغ 16.3 مليون شخص في 2018، بحسب دراسة أجرتها الجامعات الفنزويليّة الكبرى، في الدولة التي تضمّ نحو 32 مليون نسمة.


إلى ذلك، ندّد وزير الخارجيّة الفرنسي جان إيف لودريان بـ"التدهور السريع جدّاً للوضع الإنساني" في فنزويلا، وأكّد مجدّداً دعم باريس لزعيم المعارضة خوان غوايدو، وذلك في مستهلّ جولة له في أميركا الجنوبيّة. وقبل أشهر، اعترفت فرنسا مع أكثر من 50 دولة أخرى بغوايدو "رئيساً موَقتاً لفنزويلا"، بهدف التعجيل برحيل الرئيس المشكّك في شرعيّته مادورو عن السلطة.


وخلال زيارته لتشيلي، التقى وزير الخارجيّة الفرنسي الرئيس التشيلي سيباستيان بينيرا للبحث بتفاصيل مشاركة الأخير في قمّة مجموعة السبع التي تُعقد في آب في فرنسا. وقال لودريان أثناء مؤتمر صحافي في السفارة الفرنسيّة في سانتياغو: "تطرّقنا إلى الأزمة في فنزويلا وعبّرنا عن قلقنا العميق إزاء التدهور السريع جدّاً للوضع الإنساني، والانتهاكات الخطرة لحقوق الإنسان التي يرتكبها نظام مادورو". وهنّأ الوزير الفرنسي مجموعة "ليما"، التي دعت الثلثاء المجتمع الدولي إلى بذل "جهد كبير" في اتجاه إجراء انتخابات في فنزويلا. وتابع: "فرنسا تدعم جهود النروج حتّى تتمكّن المحادثات بين طرفَي الأزمة الفنزويليّة من أن تُمهّد الطريق إلى انتقال سلمي وتفاوضي من أجل إجراء انتخابات رئاسيّة حرّة".


MISS 3