السيسي يُحذّر من إسدال ستارة النهاية على القضية الفلسطينية

"قمّة الرياض": لحماية المدنيين في غزة والإفراج عن الرهائن

02 : 00

صورة جماعية للقادة المشاركين في «قمّة الرياض» أمس (أ ف ب)

فيما تظاهر الآلاف في مدن عربية وإسلامية عدّة تضامناً مع قطاع غزة المُحاصر الذي يتعرّض لقصف إسرائيلي كثيف في انتظار انطلاق «ساعة الصفر» لاجتياحه من قِبل الآلة الحربية الإسرائيلية، جدّد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال ترؤّسه «قمة الرياض» بين مجلس التعاون الخليجي ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) أمس، الرفض القاطع لاستهداف المدنيين في غزة بأي شكل وتحت أي ذريعة، مؤكداً أهمّية الإلتزام بالقانون الدولي الإنساني وضرورة وقف العمليات العسكرية، وتهيئة الظروف لعودة الاستقرار وتحقيق السلام الدائم الذي يكفل الوصول إلى حلّ عادل لإقامة دولة فلسطينية.

ودعا البيان الختامي للقمّة «جميع الأطراف المعنية إلى وقف دائم لإطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى غزة»، مشدّداً على «ضرورة حماية المدنيين والامتناع عن استهدافهم، والإلتزام بالقانون الدولي الإنساني، خصوصاً مبادئ وأحكام اتفاقية جنيف ذات الصلة». وطالب بـ»الإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن والمعتقلين المدنيين، خصوصاً النساء والأطفال والمرضى وكبار السن»، وحضّ «جميع الأطراف المعنية على العمل من أجل التوصّل إلى حلّ سلمي للصراع». كما أعرب عن دعم مبادرة السعودية والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط بالتعاون مع مصر والأردن، وحلّ النزاع بين إسرائيل وجيرانها، وفقاً للقانون الدولي.

وقبل يوم من «قمّة القاهرة للسلام»، حذّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، من نزوح المدنيين من غزة إلى سيناء، واصفاً إيّاه بأنه سيسدل ستارة النهاية على القضية الفلسطينية، وهو أمر لا ترغب مصر في حدوثه. واعتبر السيسي أن هناك حاجة للتعاون لتجنّب انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية يكون تأثيرها مدوّياً على المنطقة والسلام فيها، مشدّداً على أهمّية إحياء عملية السلام وإعطاء أمل للفلسطينيين في إقامة دولتهم.

واتفق سوناك والسيسي على «ضرورة بذل زعماء العالم كلّ ما في وسعهم لتجنّب انتشار الصراع في المنطقة»، بحسب مكتب سوناك الذي أوضح في وقت سابق أن رئيس الوزراء البريطاني وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اتفقا على ضرورة منع تصاعد العنف في الشرق الأوسط وإدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى غزة، وذلك على هامش انعقاد قمة دول مجلس التعاون الخليجي ورابطة دول «آسيان» في الرياض.

وبالعودة إلى القاهرة، بحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع سوناك آخر التطوّرات على الساحة الفلسطينية، وأهمّية إدخال المواد الإغاثية الطبية والغذائية وتوفير المياه والكهرباء بأسرع وقت مُمكن للقطاع، وفق وكالة «وفا». وشدّد عباس على الرفض القاطع لتهجير الفلسطينيين من القطاع أو الضفة أو القدس، مؤكداً أن السلام والأمن يتحقّقان من خلال تنفيذ حلّ الدولتين المستند إلى قرارات الشرعية الدولية، فيما أكد سوناك أن بلاده ضدّ قتل المدنيين وتلتزم بتقديم مساعدات إغاثية وإنسانية عاجلة لغزة. كما شدّد على التزام بلاده بحلّ الدولتين، لتعيش كلّ من فلسطين وإسرائيل جنباً إلى جنب في أمن وسلام وحسن جوار.

معبر رفح

تزامناً، تفقّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجانب المصري من معبر رفح، المنفذ الوحيد لقطاع غزة إلى الخارج غير الخاضع لسيطرة إسرائيل، حيث دعا في كلمة ألقاها أمام البوابة المصرية لمعبر رفح إلى إدخال المساعدات بأسرع وقت مُمكن إلى القطاع، وقال :»إنّنا نعمل بنشاط مع كلّ الأطراف، مع مصر وإسرائيل والولايات المتحدة، من أجل أن تتحرّك هذه الشاحنات في أقرب وقت مُمكن»، مشيراً إلى أن هناك «عمليات تحقّق يجب أن تحصل» قبل عبور الشاحنات، ولكنّها «يجب أن تحصل بشكل فعّال وسريع». بالتوازي، أوضح المنسّق الأممي للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث أن «أوّل شحنة» يفترض أن تبدأ بالدخول اعتباراً من اليوم على أقرب تقدير.

وفي سياق الحراك الديبلوماسي نحو مصر بمناسبة «قمّة القاهرة للسلام»، كشف رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال من واشنطن أنه سيزور مصر اليوم للقاء السيسي، داعياً إلى إبداء الدعم للقيادة المصرية. وقال ميشال، الموجود في واشنطن للمشاركة في قمة مع الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيسة المفوضية الأوروبّية أورسولا فون دير لايين: «مصر بحاجة إلى التأييد، لذلك دعونا نُعبّر عن تأييدنا لمصر»، في حين أكدت فون دير لايين الوقوف إلى جانب إسرائيل، مكرّرةً أن للدولة العبرية الحق في الدفاع عن نفسها أمام «الرعب» الذي ارتكبته حركة «حماس» خلال هجومها.

وكان بايدن قد حذّر في خطاب مفعم بالعواطف إلى الأمّة مساء الخميس من أنّ كلّاً من «حماس» وروسيا تسعى إلى «القضاء على ديموقراطية مجاورة»، مؤكّداً أنّ تقديم دعم عسكري لإسرائيل وأوكرانيا يُمثّل مصلحة حيويّة للولايات المتحدة. وذكّر مواطنيه بقوّة بلادهم ومكانتها كـ»منارة للعالم» وحامية للحرّيات، وأكّد لهم أنّ المساعدات التي تُموّل من الخزينة العامة لا تذهب هباء منثوراً بل هي «استثمار ذكي» للدفاع عن أمنهم القومي «لأجيال مقبلة». وعاد بايدن ليطلب أمس مخصّصات أمنية ضخمة بـ105 مليارات دولار، تتضمّن مساعدات عسكرية قدرها 61 مليار دولار لأوكرانيا و14 مليار دولار لإسرائيل، إلّا أنها ستصطدم فوراً على الأرجح بحال الفوضى التي يشهدها الكونغرس.

إطلاق رهينتَين أميركيّتَين

وفي ما يتعلّق بالرهائن لدى «حماس»، أعلن ناطق باسم «كتائب القسام» إطلاق سراح محتجزتَين أميركيّتَين لدواعٍ إنسانية، وذلك استجابة لجهود قطرية، وقال: «أطلقنا سراح المحتجزتَين الأميركيّتَين لنُثبت للشعب الأميركي والعالم أن ادّعاءات بايدن وإدارته هي ادعاءات كاذبة». وفيما أكد الجيش الإسرائيلي أن غالبية الرهائن «على قيد الحياة»، كشف السفير الروسي لدى إسرائيل أناتولي فيكتوروف أن بلاده تجري اتصالات مع «حماس» من أجل إطلاق سراح الرهائن.

ومع تزايد «الرسائل الإيرانية» الصاروخية والمسيّرة التي تُنذر باحتمال توسّع رقعة الحرب، استهدف هجومان بصواريخ قاعدتَين قرب مطار بغداد الدولي في العراق تضمّان قوات أميركية من دون تسجيل إصابات، كما ذكرت مصادر أمنية عراقية وأميركية لوكالة «فرانس برس». بالتزامن، فجّرت مجموعات مدعومة من إيران خط أنابيب للغاز قرب قاعدة أميركية في شمال شرق سوريا، بحسب «المرصد السوري».


MISS 3