"حماس" تُطلق سراح رهينتَين بوساطة قطرية - مصرية

إيران تُخفّض من نبرتها التصعيدية... وأميركا تُحذّر من "وقف النار"

02 : 00

خان يونس تودّع ضحايا القصف الإسرائيلي أمس (أ ف ب)

بعد كلام إيراني عالي السقف ضدّ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المُحاصر، وتلميح متكرّر بفتح جبهات أخرى إذا ما استمرّت آلة الحرب الإسرائيلية بضرب غزة بوحشية، كان لافتاً بالأمس التراجع الملحوظ في «النبرة» التصعيدية الإيرانية على لسان وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، الذي أكد أن طهران تعتبر المقاومة حقاً مشروعاً للفلسطينيين ولا تنوي توسيع دائرة الصراع في المنطقة، موضحاً أن بلاده ستواصل دعمها السياسي والإعلامي والحقوقي للشعب الفلسطيني.

في المقابل، وفيما تحشد عسكريّاً في المنطقة، أرسلت الولايات المتحدة عدداً من المستشارين العسكريين إلى إسرائيل. وأوضح المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي أن المستشارين العسكريين يتمتّعون بخبرة في «نوع العمليات التي تشنّها إسرائيل (حاليّاً) وقد تشنّها في المستقبل»، مشيراً إلى أنهم «موجودون هناك لتبادل وجهات النظر»، فيما نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن واشنطن أرسلت جنرالاً وضباطاً إلى الدولة العبرية للمشورة في شأن الهجوم البرّي المرتقب.

من جهة أخرى، اتهم كيربي إيران بـ»تسهيل» شنّ هجمات على قواعد أميركية في الشرق الأوسط، مبدياً قلقه حيال احتمال تصعيد النزاع. وقال إنّ «إيران تواصل دعم «حماس» و»حزب الله»، ونعلم أن إيران ترصد عن كثب هذه الأحداث، وفي بعض الحالات، تُسهّل بشكل نشط هذه الهجمات وتُحفّز آخرين قد يرغبون في استغلال النزاع لمصلحتهم ومصلحة إيران»، مضيفاً: «نعلم أن هدف إيران هو الحفاظ على درجة معيّنة من الإنكار في هذا المجال، لكنّنا لن نسمح لهم بالقيام بذلك»، في حين أوضح البنتاغون أنه لم يرصد أمراً مباشراً من طهران لوكلائها لزيادة الهجمات ضدّ القوات الأميركية في الشرق الأوسط.

وفي وقت يدرس فيه الاتحاد الأوروبي الدعوة إلى «هدنة إنسانية» في القطاع الذي يتعرّض لقصف إسرائيلي كثيف، حذّرت الولايات المتحدة من أن أي وقف لإطلاق النار من جانب إسرائيل سيُفيد حركة «حماس». وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إنّ وقفاً لإطلاق النار من شأنه أن «يُعطي «حماس» القدرة على الراحة والتعافي والاستعداد لمواصلة شنّ هجمات إرهابية ضدّ إسرائيل».

وأكد ميلر أن الولايات المتحدة تعمل بشكل منفصل لضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، بينما يعمل المبعوث الأميركي ديفيد ساترفيلد على الأرض «بشكل مكثف» لضمان تقديم المساعدات، في وقت أفرجت «حماس» عن إمرأتين تحتجزهما. وقال المتحدّث باسم «كتائب القسام» أبو عبيدة في بيان: «قمنا وعبر وساطة مصرية - قطرية بإطلاق سراح المحتجزتَين نوريت يتسحاك ويوخفد ليفشيتز لدواعٍ إنسانية ومرضية قاهرة»، مشيراً إلى أن إسرائيل «رفضت منذ الجمعة الماضية قبول استلامهما».

ولاحقاً، وصلت المرأتان إلى معبر رفح. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد نقلت عن مسؤول عسكري إسرائيلي كبير أن المحادثات جارية لإطلاق سراح حوالى 50 إسرائيليّاً يحملون جنسيات أخرى من الأسرى المحتجزين لدى «حماس»، «استناداً إلى المحادثات بين الولايات المتحدة وقطر».

وبعد ورود تقارير إعلامية تُفيد بوجود تباينات وخلافات بين القادة الإسرائيليين، أكد بيان حكومي إسرائيلي أن «هناك ثقة كاملة متبادلة ووحدة واضحة للهدف» بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي، مشدّداً على أن المسؤولين الثلاثة يعملون «بتعاون وثيق وكامل على مدار الساعة» لقيادة إسرائيل إلى ما وصفوه بـ»النصر الكامل على حماس».

في الأثناء، ذكر قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيدعو في إسرائيل اليوم إلى «استئناف عملية فعلية للسلام» تُفضي إلى قيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، الأمر الذي يتطلّب أيضاً «وقف الاستيطان» في الضفة الغربية. بالتوازي، تطرّق وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا وأرمينيا وأذربيجان إلى «الوضع في غزة» خلال اجتماعهم في طهران لمناقشة الوضع في القوقاز.

وأكد بيان مشترك صدر بعد الاجتماع أنهم «شدّدوا على ضرورة الوقف الفوري لاستهداف المدنيين الأبرياء»، فيما حذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن التعزيزات العسكرية الأميركية الراهنة في الشرق الأوسط تُهدّد بـ»تصعيد» الحرب.

في الغضون، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال مع نظيره البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا إلى إدخال المساعدة الإنسانية «من دون عوائق» إلى غزة. وبحسب الكرملين، دعا بوتين ولولا إلى «اتخاذ إجراءات عاجلة وفعّالة في إطار الأمم المتحدة لنزع فتيل الأزمة»، في وقت تترأّس فيه البرازيل مجلس الأمن الدولي هذا الشهر. وتلتئم الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس لمناقشة الحرب بين إسرائيل و»حماس».


MISS 3