"لعقد قمّة عربيّة وإسلاميّة عاجلة"..

لقاء في "المجلس الشيعيّ".. الخطيب: الإعتداء على فلسطين اعتداء على الأمّة جمعاء

19 : 18

تداعى، اليوم الثلثاء، العديد من الإعلاميين والمثقفين إلى لقاء عقد في مقر "المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى"، حضره نائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب وعدد من أركان المجلس.


والقى العلامة الخطيب كلمة توجه فيها بالتحية "لشهداء غزة ولبنان وفلسطين، والتحية لشعب فلسطين البطل المضحي الذي يقف بوجه العدو الصهيوني في هذه الظّروف الّتي يجتمعُ عليه فيها ما يسمى بالموقف الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية وشركاؤها الغربيون الذين يشهدون على هذه المجازر ويحرضون العدو الإسرائيلي والعصابات الصهيونية التي تحتل فلسطين وتمارس القتل على المدنيين وتدمر البنى التحتية وتقطع للكهرباء والمياه وتقصف المستشفيات والكنائس والمساجد وترتكب افظع المجازر ضد النساء والأطفال في حرب إبادة شاملة".


أضاف: "كان من واجب العالم اليوم الّذي يدّعي الديمقراطيّة والحرية ومواجهة الإرهاب أن يقف بجانب الشعب الفلسطيني، ولكننا نرى أنّ مَن يُمارس الإرهاب اليوم يسمي الضحايا بالإرهابيين، ويدّعي أنّ الارهابيّين الصهاينة يدافعون عن أنفسهم وحقوقهم وبأنّ لهم الحق بأن يُدافعوا عن أنفسهم، ولذلك واجبنا وواجب العالم العربي بالأخص، والعالم الإسلامي بشكل عام وواجب الأحرار في كلّ العالم أن يقف اليوم إلى جانب الشعب الفلسطيني".


وتابع: "إنّنا نحمّل العالم كلّه مسؤولية ما يجري في فلسطين، كما ونحمّل مجلس الأمن والدول العربية التي تتفرج للأسف على ما يحصل للشعب الفلسطيني، وما نأسف له أن موقف الدول العربية والإسلامية يقتصر على إدانة ما يجري ورفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم، فيما المطلوب ان تكون القضية الفلسطينية قضيتهم وليست قضية الشعب الفلسطيني وحده وليست قضية "حماس" التي تتهم انها إرهابية في حين ان "حماس" وكل الفصائل الفلسطينية حركات مقاومة. كنّا ننتظر ونأمل أن يكون للعالم العربي موقف يستحقه الشعب الفلسطيني وتستحقه قضيتهم التي هي قضية الامة، فالاعتداء على فلسطين اعتداء على الأمة جمعاء. ونحن نطالب بعقد قمة عربية وإسلامية عاجلة، واي قضية يمكن للعالم ان يجتمع لأجلها اهم من قضية فلسطين، فاليوم العدوان في غزة وغداً في عمان وبعدها في طهران وفي بغداد وفي مكة والمدينة، وكل العالم العربي والإسلامي سيكون في خطر، لذلك، الأمة اليوم كلها مسؤولة في الدفاع عن هذه القضية".


وختم بالقول: "ان المقاومة في لبنان وفلسطين تدافع عن الأمة، وليست هناك مقاومة شيعية او سنية، هذه قضايا تخص الأمة كلها، لذلك الأمة مدعوة لتقف وقفة رجل واحد للدفاع عن القضية الفلسطينية وتحرير أراضيها، وعليها اتخاذ موقف حازم لدرء ما هو أعظم، فغزة اليوم هي مكة وبغداد وطهران وهي تمثل كل العالم الإسلامي والعربي، وان الصهاينة يقتلون اليوم الإنسانية جمعاء ونحن ندين كل مقصر عن نصرة فلسطين وشعبها".


وناقش المجتمعون الأوضاع السائدة في غزة والمنطقة منذ السابع من تشرين الأول الجاري، وأصدروا البيان الآتي:

- يحيّي المجتمعون صمود غزة ومقاومتها الباسلة التي اثبتت في عملية طوفان الأقصى هزالة العدو الصهيوني، وأظهرت فعلا أنه أوهن من بيت العنكبوت.


- يدين المجتمعون بشدة الموقف الغربي الذي يساند هذه المحرقة تحت شعار "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس". وإذ يستنكر المجتمعون الموقف الأميركي المنحاز للاحتلال الإسرائيلي بصورة دائمة، فإنهم يستهجنون مواقف بعض الدول الأوروبية التي تكشف فكرها الاستعماري وثقافتها البعيدة كل البعد عن ازمة حقوق الإنسان التي تدّعيها زوراً وبهتاناً.


- إن المحرقة التي يقوم بها الكيان الإسرائيلي في قطاع غزة تشكل جريمة إنسانية كبرى ومجزرة بشرية تسجل في تاريخ هذا الكيان المغتصب لفلسطين منذ 75 عاماً، كما تُشكّل وصمة عار على جبين العالم الذي يقف متفرجا على هذه المحرقة.


- يشيد المجتمعون بصمود أهالي غزة على الرغم من المأساة الإنسانية التي تحيط بهم، ويرفضون محاولة تهجيرهم إلى خارج القطاع لتحقيق أهداف الكيان الصهيوني بما يؤدي إلى نكبة ثانية في تاريخ فلسطين.


- يرى المجتمعون أن لبنان معني مباشرة في ما يجري في غزة، ولا يمكنه أن يقف على الحياد حيال هذه المحرقة، انطلاقا من مبدأ الأخوة وإيمانه المطلق بعدالة القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، واستنادا إلى تجربته الطويلة مع هذا الكيان الغاصب، وعليه، يقدّر المجتمعون الحكمة التي تتعاطى بها المقاومة اللبنانية مع هذه المحرقة، ويحذرون من امتداد الحريق إلى كامل المنطقة في ظل تمادي العدو في عدوانه، كما يحيي المجتمعون شهداء المقاومة الذين سقطوا على الحدود الجنوبية، لبنانيين وفلسطينيين.


- يدين المجتمعون الاستهداف الإسرائيلي المباشر للإعلاميين والصحافيين الذين يكشفون ممارسات العدو أمام العالم، ما أدى إلى سقوط العشرات منهم بين شهيد وجريح، ويستذكرون في هذا المجال الشهيد عصام العبدالله ورفاقه الجرحى في لبنان ويتمنون لهم الشفاء العاجل.


- يدعو المجتمعون إلى قمة عربية عاجلة وطارئة تحاكي الحدث الكبير في غزة، وتتخذ قرارات حازمة تسهم في لجم العدوان الإسرائيلي. كما يدعو الشعوب العربية والإسلامية إلى تصعيد تحركها على مختلف الصعد للضغط على حكوماتها من أجل هذا الغرض.


- يرى المجتمعون أن الحدث الكبير يستدعي عقد قمة روحية لبنانية عاجلة لاتخاذ موقف يؤكد التضامن اللبناني حيال ما يجري.


- يعتقد المجتمعون أن الفرصة مؤاتية لمواجهة الخلل الدستوري الذي يعيشه لبنان، وذلك بالإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية تواجه الواقع وتطوراته واحتمالاته الخطيرة.


- خلص المجتمعون إلى أن المقاومة بكل اشكالها هي الجواب الوحيد حيال العدوان والممارسات الصهيونية، وأن الكيان الصهيوني سيبقى جسماً غريباً في هذه المنطقة، وأنّ الاستقرار لن يتوفّر إلا باستعادة الفلسطينيين كامل حقوقهم المشروعة.


وفي الختام قرر المجتمعون تشكيل لجنة متابعة.

MISS 3