الشيخ الخطيب: لتحصين الوحدة الوطنية من خلال الإسراع في تشكيل شبكة امان سياسي

13 : 22

أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الصلاة في مسجد بلدة لبايا في البقاع الغربي والقى خطبة الجمعة التي قال فيها:

"التحية والسلام لأهالي غزة وفلسطين الصامدين في ارضهم وللمقاومة فيه وعلى الحدود اللبنانية وشهدائها المحتسبين صبرهم وجهادهم عند ربهم، المتطلعين الى نصر الله وفتح قريب وعده سبحانه للمجاهدين المدافعين عن ارضهم ومقدساتهم، وهم المتمسكون بقضية العرب والمسلمين الأولى التي ينبغي ان تحظى بالاولوية القصوى عند العرب والمسلمين والمسيحيين وكل الاحرار في العالم لنصرة شعب ابي حر يتعرض للمظلومية والابادة من اعتى قوة ظالمة تستخدم أشد الأسلحة فتكاً بحق المدنيين وتنتهك القيم الإنسانية والمواثيق والأعراف الدولية وترتكب المجازر بحق المدنيين الأبرياء لا تفرق في اجرامها بين طفل وشيخ وامرأة، فيما يتطلع الفلسطينيون الى إخوانهم العرب والمسلمين والمسيحيين الذين صمت اذان بعض زعمائهم عن سماع أصوات الاستغاثة في غزة وعميت ابصارهم عن مشاهد المئات من الأطفال والنساء تحت الركام".



أضاف: "أيها الاخوة، ان الواجب الإنساني يقتضي ان تتحمل الحكومات العربية مسؤولياتها امام شعوبها في التدخل والضغط لإيقاف المجزرة المستمرة التي يندى لها جبين الإنسانية، وعلى هذه الحكومات ان تنصاع لمطالب وتحركات شعوبها في التضامن مع فلسطين والتنديد بمجازر العدو الصهيوني، فتقطع كل اشكال التطبيع مع الكيان الغاصب وتتخذ مواقف حازمة تلجم العدو عن الاستمرار في اجرامه، فالتضامن العربي مع الشعب الفلسطيني هو ضرورة وشرط للحفاظ على الامن القومي المهدّد بعد أن أسفر العدو عن أهدافه الحقيقية ولم تنفع معه كل التنازلات واتفاقيات السلام، وغزة اليوم هدف اول للعدوان الصهيوني وبعدها بيروت وعمان والقاهرة وصولا لكل الدول والعواصم العربية والإسلامية، والتضامن العربي يتعزز ويؤتي ثماره ويحقق مفاعيله على مستوى الامة من خلال التضامن العربي الإسلامي الذي يفشل مخططات ومشاريع العدو في تفكيك الامة وضرب شعوبها وتخريب دولها".



وطالب "الشعوب العربية والإسلامية وكل الشعوب الحرة ان تعبّر عن تضامنها على مختلف المستويات والاشكال مع الشعب الفلسطيني المقاوم، فلا تبخل في تقديم الدعم المادي والمعنوي للشعب الفلسطيني الذي يبذل الدماء فداءً لفلسطين ونيابة عن شعوب الامة".



وتابع: "أيها الاخوة، ان المطلوب الان تنسيق عربي إسلامي لحماية غزة لا الانتظار ليتبين وجهة المعركة حتى يستثمر في الانتصار، فالفلسطينيون أصحاب حق وقضية محقة ولا يجوز بأي شكل من الاشكال ان يتركوا فريسة للوحش الصهيوني الذي اندحر مهزوماً امام الإنجاز النوعي التاريخي الذي حققته المقاومة في فلسطين حين اثبتت ان هذا الكيان نمر من ورق، وان إرادة الحق اقوى من قوة الباطل وآلة الشر، وأهم إنجازات المقاومة هي اعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة للإعداد للمعركة الكبرى النهائية لانها تحتاج الى كلفة عالية لم تنضج اليوم، ولذلك اهم مهمة للمقاومة اليوم وضع الأمة عند مسؤولياتها وادخالها في المعركة الكبرى، وهذا يحتاج إلى تراكم الانجازات التي أرى ان ما يجري اليوم سينتهي إلى انتصار مدوٍ يحقق هذه المقدمة النهائية للمعركة الكبرى التي تحرر القدس وكل فلسطين، ونحن ان شاء الله سننتصر على عدو امتنا بفعل وحدتنا وصبرنا وتمسكنا بخيار المقاومة والممانعة والصمود والله لا يخلف وعده حين قال تعالى: ان تنصروا الله ينصركم".



ورأى "ان من المهم إبقاء عنوان المعركة فلسطين والقدس حتى يكون التفاعل عربياَ واسلامياً أقوى من تحويل الانظار إلى معركة مع المقاومة على الحدود اللبنانية واعطائها طابعا مذهبياً نرفضه، لان فلسطين باتت قضية انسانية تحظى بتعاطف كل الدول والشعوب، وهي قضية الأمة التي تتجاوز كل الاختلافات المذهبية والطائفية، ففلسطين توحد الامة وباتت تشكل مظلة تدفع الخطر الصهيوني عن كل بلادنا العربية والإسلامية".


وقال: "أيها الاخوة، ان اداء المقاومة الذكي في التعامل مع ما يجري في غزة وحّد الجبهة الداخلية اللبنانية ومنع اضعاف موقفها أمام العدو مما جعله غير قادر على استثمار اي انقسام داخلي، فاللبنانيون اثبتوا انهم على قدر عالٍ من الوعي والحذر من مكائد العدو، وهم تضامنوا بكل اطيافهم ومكوناتهم الطائفية والسياسية والشعبية مع فلسطين وشعبها، فشهدت كل المناطق مظاهر الدعم والتأييد وهم جددوا تمسكهم بعناصر القوة التي تحمي لبنان وفي مقدمها الوحدة الوطنية والتمسك بالمعادلة التي حمت لبنان وحررت ارضه وحفظت شعبه".



اضاف: "ونحن اذ نوجه تحية الاكبار والتقدير الى شهداء المقاومة في لبنان الذين روت دماؤهم ارضنا المباركة دفاعاً عن جميع اللبنانيين، ونؤكد من جديد ان المقاومة كانت ولا تزال الدرع الفولاذي الذي يحمي لبنان بعد ان دحرت الاحتلال عن ارضه وفرضت معادلات تخدم مصلحة لبنان، وهي شكلت ضمانة لردع العدو الصهيوني عن ارتكاب أي عدوان ضد لبنان وشعبه، من هنا فان الوقائع والاحداث الجارية تثبت مجددا انها لا تزال اكثر من حاجة وضرورة للدفاع عن لبنان وحفظ شعبه وصون سيادته، ومن غير المقبول التشويش على دورها وسلاحها بعد الإنجازات العظيمة والتضحيات الكبيرة التي قدمتها لحماية لبنان ولم تجر لبنان الى الدخول في مواجهات عبثية وليست في مصلحة لبنان وانما كانت دائما في موقع دفع الاحتلال والعدوان وتحرير الارض وردع العدو الذي يمارس الارهاب والعدوان والاحتلال ويتربص بلبنان الفرص للانتقام لهزائمه ولم يتخل يوماً عن مشروعه التوسعي لاحتلال المزيد من الأراضي".



وتابع: "أيها اللبنانيون، ان الوضع في المنطقة خطير يستدعي منكم وضع الخلافات السياسية جانباً والعمل لتحصين الوحدة الوطنية من خلال الإسراع في تشكيل شبكة امان سياسي تحمي لبنان وتحقق الاستقرار السياسي المطلوب في هذه المرحلة الحرجة، فيتم التوافق السريع على انتخاب رئيس للجمهورية يجمع كل اللبنانيين ويعيد تفعيل المؤسسات العامة تمهيداً لتشكيل حكومة طوارئ انقاذية تتصدى لمعالجة الازمات والمشاكل وتعزز منعة لبنان في مواجه التهديدات والاعتداءات الإسرائيلية".



وختم الخطيب: "نكرر ادانتنا لاستهداف العصابات الصهيونية للصحافيين والاعلاميين التي تشكل وصمة عار على مجلس الأمن التي يحرض بعض أعضائه على الاستمرار في ارتكاب المزيد من الجرائم في غزة بما يخالف القوانين الدولية والانسانية التي ينصب نفسه وصيا عليها. ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ ".

MISS 3