كاراكاس بصدد إعلان حزب غوايدو "تنظيماً إرهابيّاً"

نظام مادورو "يحتضن" ناقلات النفط الإيرانيّة!

02 : 00

سفينة "فورتشن" رست في إيل باليتو في وقت مبكر الإثنين (أ ف ب)

وصلت أوّل ناقلة من خمس ناقلات نفط أرسلتها إيران إلى فنزويلا من أجل تزويدها بالمحروقات، إلى مصفاة في أحد الموانئ الفنزويليّة الإثنين، مقابل حصول إيران على ذهب مستخرج بطريقة "غير قانونيّة"، بحسب خبراء، من مناجم في فنزويلا، فيما يتجدّد التوتر بين واشنطن وطهران من جهة وبين واشنطن وكاراكاس من جهة ثانية.

ورست سفينة "فورتشن" في وقت مبكر الإثنين في إيل باليتو على بُعد حوالى 200 كيلومتر غرب كاراكاس، وهي مصفاة هائلة الحجم ولديها ميناء. وقال وزير النفط الفنزويلي طارق العيسمي في حكومة الرئيس الإشتراكي المشكّك في شرعيّته والمطلوب للعدالة الأميركيّة نيكولاس مادورو، أثناء حفل في المكان، إنّ السفن "تجلب وقوداً ومواد مرفقة وقطع غيار ومعدّات أخرى مخصّصة للنهوض بقدرتنا على التكرير وبإنتاجنا النفطي".

وبُعيد وصول الناقلة "فورتشن"، أعلنت البحريّة الفنزويليّة دخول ناقلة نفط ثانية هي "فورست" المياه الإقليميّة الفنزويليّة. ويُتوقّع أن تصل الناقلات الثلاث الأخرى، "بيتونيا" و"فاكسون" و"كلافيل"، في الأيّام المقبلة. وفي المجمل، تحمل ناقلات النفط الخمس التي أرسلتها الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة نحو مليون ونصف مليون برميل من الوقود ومشتقّاته التي تدخل في إنتاج البنزين، وفق ما أفادت الصحافة الفنزويليّة.

ويُعاني قطاع استخراج النفط وكذلك تصفيته من ضعف كبير في فنزويلا التي تمرّ في أسوأ أزمة اقتصاديّة واجتماعيّة في تاريخها المعاصر. وإذا كانت فنزويلا تملك أكبر احتياطي مؤكد للنفط في العالم، فهي لم تعُد تُنتج سوى حوالى 622 ألف برميل يوميّاً، أي خمس الكمّية التي كانت تُنتجها منذ 10 سنوات، وفق منظّمة الدول المصدّرة للنفط (أوبك)، وذلك بسبب الخيارات السياسيّة الخاطئة للنظام الحاكم وانعدام الاستثمار والفساد المستشري والعقوبات الأميركيّة. وكان لهذا الانهيار تأثير كبير على توزيع المحروقات.

وبالفعل، يُعاني السكّان في كافة أنحاء البلاد منذ أكثر من شهرَيْن من نقص خطر في الوقود، في وقت تخضع فيه فنزويلا لاجراءات عزل شبه كامل بهدف احتواء تفشّي فيروس "كورونا المستجدّ". وفي كاراكاس، وهي عادةً بمنأى عن نقص الوقود، تشكّلت طوابير طويلة امتدّت على كيلومترات أمام محطّات توزيع الوقود، في حين يتمّ بيع ليتر الوقود بثلاثة دولارات في السوق السوداء. وهو سعر مرتفع جدّاً نظراً إلى شبه مجانيّة الوقود الذي تحتكره الدولة.

ويرى محلّلون أن المحروقات الإيرانيّة قد تُعطي "متنفّساً" لمادورو لمدّة شهر، لكنّها لن توجد حلّاً للأزمة العميقة. وتأتي عمليّات تسليم المحروقات الإيرانيّة إلى فنزويلا، بينما التوتر يُخيّم على العلاقات بين طهران وواشنطن، في وقت تفرض واشنطن، التي تعتبر مادورو ديكتاتوراً وتسعى للإطاحة به، عقوبات قاسية على صادرات الخام لفنزويلا وإيران، وكذلك على العديد من المسؤولين الحكوميين والعسكريين في البلدَيْن.

في الغضون، طلبت النيابة العامة الفنزويليّة من المحكمة العليا إعلان حزب "الإرادة الشعبيّة" بقيادة زعيم المعارضة خوان غوايدو "تنظيماً إرهابيّاً"، وذلك على خلفيّة اتّهامها الحزب وزعيمه بتدبير "محاولة غزو" للبلاد تمّ إحباطها في مطلع أيّار الحالي. وقال المدّعي العام الفنزويلي طارق وليام صعب في تصريح للتلفزيون العمومي: "لقد قدّمنا إلى الغرفة الدستوريّة في المحكمة العليا مراجعة لتفسير المادّتَيْن 31 و32 من القانون الأساسي لمكافحة الجريمة المنظّمة وتمويل الإرهاب، من أجل تحديد ما إذا كان حزب الإرادة الشعبيّة تنظيماً إرهابيّاً أم لا".

ويفرض القانون الفنزويلي على المدانين بجرائم إرهابيّة عقوبات تصل إلى السجن لمدّة 30 سنة. والمدّعي العام، الموالي بشدّة لمادورو ونظامه التشافي الشمولي، اتّهم غوايدو بتشجيع الأعمال المزعزعة للاستقرار في البلاد في خضمّ جائحة "كوفيد-19". وغوايدو، رئيس الجمعيّة الوطنيّة الذي تعترف به حوالى 60 دولة في مقدّمها الولايات المتّحدة رئيساً انتقاليّاً لفنزويلا، يسعى إلى الإطاحة بمادورو الذي يحظى بدعم الجيش والذي أُعيد انتخابه العام 2018 رئيساً لولاية ثانية في انتخابات شابتها اتّهامات واسعة بالتزوير.

وكانت كاراكاس قد أعلنت أنّها أفشلت في الثالث والرابع من أيّار في منطقتَيْ ماكوتو وشواو في شمال البلاد عمليّة "غزو" كان هدفها "الإطاحة" بمادورو. واتّهمت الحكومة الفنزويليّة، غوايدو، بالتآمر مع واشنطن لتدبير هذا الغزو المزعوم، مؤكّدةً أنّها اعتقلت إثر هذه العمليّة الفاشلة 52 شخصاً، بينهم جنديّان أميركيّان سابقان. علماً أن الإدارة الأميركيّة نفت أي دور لها بالعمليّة.


MISS 3