غسول فم بسيط قد يكشف مؤشرات تحذيريّة مبكرة عن أمراض القلب

02 : 00

قد يصبح ارتفاع مستويات خلايا الدم البيضاء في لعاب أشخاص أصحاء في سن الرشد مؤشراً تحذيرياً مبكراً على الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. إنه الاستنتاج الذي توصلت إليه دراسة كندية جديدة.



يُعتبر عدد خلايا الدم البيضاء قياساً مثبتاً لالتهاب الفم، لكن يظن المشرفون على التجربة الجديدة أن نتائجهم قد تُستعمل لتطوير غسول فم بسيط لقياس خطر الإصابة بأمراض القلب.

يقول أخصائي أمراض اللثة، مايكل غلوغاور، من جامعة تورونتو: «يمكن استعمال اختبار غسول الفم خلال الفحص السنوي لدى طبيب العائلة أو طبيب الأسنان. يسهل استخدامه كأداة لقياس التهابات الفم في أي عيادة».

تعجّ دواعم السن بالأوعية الدموية، وهي تشير إلى نسيج متخصص يقع حول الأسنان ويشمل اللثة. قد تكون أمراض اللثة مسؤولة عن تغيّر تلك الأوعية، وهي ترتبط أيضاً بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.

يوضح المشرف الرئيسي على الدراسة، كير يونغ هونغ، طالب سابق في طب الأسنان من جامعة «ماكماستر»: «بدأنا نرصد روابط إضافية بين صحة الفم وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. لكن لم يتضح بعد أثر المستويات المعتدلة من التهابات الفم، كتلك التي تصيب أشخاصاً أصحاء ظاهرياً، على صحة القلب. إذا استنتجنا أن صحة الفم قد تؤثر على خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، حتى لو كانت الفئة المستهدفة شابة وسليمة، يمكن تطبيق هذه المقاربة الشاملة منذ مرحلة مبكرة».

بعد الامتناع عن الأكل لست ساعات على الأقل والاكتفاء بشرب الماء، غسل 28 شخصاً بين عمر الثامنة عشرة والثلاثين أفواههم بماء الصنبور طوال 10 ثوانٍ، ثم انتظروا دقيقتَين قبل أن يغسلوها مجدداً بمحلول ملحي معقّم لأخذ عينات لعاب وقياس عدد خلايا الدم البيضاء.

ثم أجرى الباحثون سلسلة اختبارات لتقييم احتمال أن يصاب كل مشارك بأمراض القلب، بما في ذلك تخطيط القلب الكهربائي للتحقق من أداء القلب وقياس ضغط الدم في أوقات الراحة.

بما أن تصلب الشرايين وضعف أدائها يرتبطان بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، استعمل الباحثون أيضاً تقنية «التوسّع بواسطة التدفق» لقياس قدرتها على التعامل مع زيادة تدفق الدم، واستخدموا الموجات فوق الصوتية لتقييم مدى تصلّب الشرايين لدى كل متطوع.

إكتشف الباحثون بعد تحليل النتائج رابطاً بين ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء في لعاب المشاركين الشباب الأصحاء وتدهور صحة الشرايين وزيادة مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية.

في التفصيل، برز رابط بين تراجع التوسّع بواسطة التدفق وارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء في اللعاب. إعتبر الباحثون هذه النتيجة مرادفة لزيادة مخاطر أمراض القلب باعتبارها جزءاً من المؤشرات المبكرة على تدهور صحة الشرايين.

لكن لم يبرز في المقابل رابط بين عدد خلايا الدم البيضاء وسرعة انتشار موجة النبض، ما يعني أن البنية المرنة للشرايين لم تتضرر بعد.

يقول طبيب أمراض القلب، تريفور كينغ، من جامعة «ماونت رويال»: «قد تؤثر التهابات الفم الخفيفة على صحة القلب والأوعية الدموية، حتى لو كان الراشدون الشباب يتمتعون بصحة جيدة، وتُعتبر هذه الأمراض من أبرز أسباب الوفاة».

حين تصل التهابات الفم إلى الأوعية الدموية في الجسم، يظن الباحثون أن انتشارها قد يؤثر بقدرة الشرايين على إنتاج غاز أكسيد النيتريك الذي يرخي الأوعية ويوسّعها، ما ينعكس على مستوى تدفق الدم.

تبقى هذه الدراسة صغيرة، لكن توحي نتائجها بأن صحة الفم قد تكون مؤشراً على عمل القلب في أي عمر، وترتبط نظافة الأسنان بصحة الدماغ أيضاً.

في النهاية، يستنتج كينغ: «يبقى تنظيف الفم بالشكل المناسب وزيارة طبيب الأسنان بانتظام من أهم الخطوات الموصى بها، وتؤكد الأدلة الجديدة على أهميتها. نأمل في زيادة عدد المشاركين في هذه التجارب لاستكشاف الاستنتاجات الجديدة».

نُشرت نتائج الدراسة في مجلة «فرونتيرز إن أورال هيلث».



MISS 3