عماد موسى

بوسطة إنتخابية واحدة

28 أيار 2020

09 : 56

يرسل أحد اللاعبين الكرة إلى ملعب الفريق الخصم. إن كان الإستقبال ناجحاً تُرفع الكرة لأحد لاعبي الهجوم فيكبسها إما صاروخاً غير مرتد أو تطوش ضربته خارج حدود الملعب. هذا في لعبة كرة الطائرة. وفي السياسة يتمّ اللعب على هذا الشكل، يرسل الكابتن جبران الكرة إلى ملعب الثنائي الشيعي، يتلقّفها "حزب الله" ويمرر إلى الليبيرو نبيه فيرفع الكرة إلى ما فوق الفيليه بقليل كي يكبسها من يصادف أنه في موقع الهجوم، وصودف أن المفتي الجعفري الممتاز الشيخ عبد الأمير قبلان في موقع المهاجم الأيسر، خطف الكرة وكبسها في وجه رياض الصلح وبشارة الخوري العاجزين عن تكوين حائط صد وسط ذهول المتفرجين ودهشة الرئيس دياب!

قبل تلك الضربة الصاروخية أطل الرئيس نبيه بري على اللبنانيين بمعزوفة قديمة ـ جديدة وهي قانون الإنتخاب وفق لبنان دائرة إنتخابية واحدة على أساس النسبية... في فلك هذه الدائرة يدور 128 مرشحاً ببوسطة أو 256 ببوسطتين أو384 بثلاث، واحدة يقودها الحزب الجمهوري اللبناني والثانية حزب العمال والثالثة حزب الإتحاد والترقي. قد يتعرّف المواطن إلى عدد محدود من ركّاب البواسط كالسائق المخضرم نبيه بري أو الـ "كوبيلوت" محمد رعد أو المعاون علي حسن خليل أو مالئ الدنيا وشاغل الناس أبو الطيّب باسيل، وهي وجوه معروفة في عيتا الزط بقدر ما هي مشهورة ومقبولة بكفرشخنا. في المقابل سيكون صعباً على ناخب من "جوار الحشيش" التمييز بين سيبوه قلبكيان ومصطفى حمدان وسليم الخوري لا بل شبه مستحيل.

تبدو فكرة لبنان بوسطة انتخابية واحدة خارج القيد الطائفي واقعية جداً إن توافرت لها المناخات والإجراءات التالية:

أن يتحوّل "حزب الله" (أكبر أحزاب لبنان) إلى حزب ديموقراطي علماني، يفرض على نوابه ارتداء الرودنغوت في المناسبات الرسمية والكرافات في الجلسات العامة، مع ذقون حليقة دائماً. فإن تخلى "الحزب" عن طائفيته، ستسبق "القوات" الحزب الشيوعي على طريق العلمنة.

أن يتنازل الرئيس نبيه بري عن رئاسة حركة المحرومين لشخصية مسيحية علمانية. وأن يستبدل شرطة مجلس النواب بعناصر إنضباط من حركة الشبيبة الأرثوذكسية كبادرة عابرة للطوائف، ولا بأس إذاك أن ينخرط عناصر "أمل" في كشافة مار متر.

إلغاء المحاكم الروحية، إسلامية ومسيحية.

فرض الإختلاط بين النساء والرجال في المدارس والجامعات، واعتماد السالسا ضمن المناهج التربوية.

تسمية نواب حاكم مصرف لبنان الأربعة من طائفة الهندوس.

إستكمال حلّ الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية بعد تأخير دام ثلاثة عقود وتسليم أسلحتها للدرك.

إعادة ترسيم الحدود بين لبنان وولايتي الشام والفقيه.

مع هذه التحولات يصبح خيار لبنان بوسطة إنتخابية واحدة خارج القيد الطائفي وعلى أساس النسبية "تحصيل حاصل".