عماد موسى

كتائب جبران

بعد «دسامة» الأطباق الرئيسة المتوالية التي تشكل جوهر عشاء اللبناني «العرمرمي» وبعد التخمة يُقدّم الـ»ديجيستيف» للمعازيم في غرفة الجلوس المريحة.

كما في العشاوات كذلك في السياسة.

بعد الحكي السياسي الجدي، والمعارك الطاحنة وتحرّكات الأمم وعقد القمم، ومتابعة مآسي الأبرياء وبطولة الأبطال وحماقة الحمقى يطلّ رئيس التيار الوطني الحر على عقول اللبنانيين المتخمة من دسامة الأخبار كي يساعدهم على هضم وفهم ما تلقوه وحفظوه وشاهدوه وسمعوه وقَرَأوه. جبران ديجستيف.

ينطّ بخفة بين المرجعيات كوريث حصري لجبل شيخ جبل الرابية المسكون بعظمة تاريخه. رغم رشاقة الشاب النشيط فكثيرون من العاملين في الشأن العام وفي الإعلام يستثقلونه. لا يقدّرون الموهبة الصاعدة المتلوّنة حين تزوبع أفكاره وتشرقط. وحين يطلع مردة مزركشون من فنجان قهوته. هكذا يتراءى للعونيين، فيما لا يرى آخرون سوى غريق «يبعط» ويحاول الخروج من الفنجان.

ما أخفّه! ويمكن إضافة السين بعد الألف لمن يرغب. في جملة واحدة وجواب واحد رفض جبران ديجستيف بشكل قاطع العودة إلى فتح لاند (بعد اتفاق القاهرة) وأثنى على دور وريث الفتحاويين الفاتح دويلة ضمن الدولة في الجنوب والبقاع وضاحية طفولة الجنرال. ما الفرق بين «الحزب لاند» و»فتح لاند»؟ تمهّلوا يمكن الإجابة بعد خراب البصرة.

في الذكرى السنوية للخروج المظفّر من بعبدا، إيد لقدام وتنين لورا، وحيث لم يعد للبنان الواهن حيل على شيء أخبرنا جبران ديجستيف أن لبنان القوي يساهم بتحرير القدس وليس لبنان «المكسَّر».... برحمة أمواتك قل لنا كيف يكون لبنان قوياً؟

ويقول الطالع من رحم مؤسسة الجيش، والمتغنّي بالجيش، والقاتل حالو كرمال الجيش، والمؤمن بدور الجيش، وبالقرار 1701 الذي يحصر السلطة على أرض الجنوب باليونيفيل والجيش «إن دعوة أحدهم (أول حرف من اسمه سمير) الجيش كي يسحب ما يسمّيه المسلحين في هذه المرحلة فكأنه يدعو إسرائيل لتجتاح لبنان».

ومن قال إن دور «الحزب» العسكري انتهى في العام 2000 عمتي ماري أو عمكم طال عمركم؟

رغم قناعة زعيم التيار بدور المقاومة الإسلامية على المستوى الاستراتيجي لم يفكر، كعابر للطوائف، أن يشكل ولو سرية مجاهدين برتقاليين للدفاع عن جنوبنا الغالي. شاكر البرجاوي، بإمكاناته المتواضعة فكّر وجبران لم يفكّر.

أقلّه حطّ على عين «قوات الفجر»، وشكّل مجموعة «قوات النجر». أو سمّ قواتك «كتائب جبران» – الفرع الأصلي.

تخيّلوا جبران يتفقد الجبهة المفتوحة مع العدو وعلى رأسه الجميل خوذة مضادة للإشعاعات النووية.