مايا الخوري

بولين حدّاد: لا حدود لطموح الممثل الحقيقيّ

3 تشرين الثاني 2023

02 : 00

بولين حدّاد ممثلة ومخرجة وكاتبة لبنانية قدّمت عدداً منوّعاً من الأعمال الدرامية والسينمائية محلياً وعربياً إضافة إلى المسرح. آخر أعمالها بطولة مسلسل «عشرة عمر» ومشاركَة كضيفة في مسلسل «ستيلتو» وهي حالياً تستعدّ لمسرحية غنائية ميلادية «مش بس عالميلاد» إضافة إلى مسلسل «لعينيك» سيعرض عبر «سات 7». عن أعمالها ومشاريعها تحدّثت إلى «نداء الوطن».





ابنة الجنوب وتحديداً «عين إبل» الحدودية، ما رأيك بالأحداث هناك؟


لا بدّ من التأثّر والتعاطف والتضامن مع أهلنا في غزّة. إنها مجزرة بحقّهم. أنتمي إلى بلدة حدودية عانت من الإحتلال لسنين طويلة، وما زلت أتذكّر في صغري الأسئلة التي طرحتها عن المعبر والحاجة إلى تصريح من أجل دخول قريتنا. رغم انتهاء الحرب والتحرّر من الاحتلال لم ترتح القرى الجنوبية ولم تتنفّس الصعداء، أخشى دائماً على أقاربنا والقاطنين هناك. ما نشهده غير إنساني وغير مقبول.



مع لمى لوند في كواليس "عشرة عمر"




ما رأيك بمسار الدراما المحلية في ظلّ الأزمات المتتالية وهل تقف على سكة التطوّر أسوة بالإنتاج العربي؟

تحاول الدراما اللبنانية الصمود والمكافحة ككل الشعب، بوجه الأزمات المالية والاقتصادية والحروب، ساعيةً إلى التطوّر وأن تكون عند مستوى التنافس العربي، فلو توفّر دعم من الدولة لاستطاعت أن تصل إلى موقع أفضل.

أتلقى رسائل من جمهور عربي يحبّ الدراما اللبنانية وقصصها البسيطة وعدم التكلف بالإنتاج والإخراج، ويتعلق بها لأنها قريبة من مجتمعنا العربي. أنا فرحة بما تقدّمه لكنها تحتاج إلى دعم وثقة وزخم إنتاجي أكبر لتُعرض عبر المنصّات والفضائيات العربية.



مع كاريس بشار في كواليس "ستيلتو"



نوّعت في هوية الأعمال والأدوار والأنواع الدرامية، هل أنت راضية عمّا حقّقته حتى الآن؟

أنا راضية عن مسيرتي لأنني حاولت قدر الإمكان التنويع في الأدوار وتعبت من أجل بناء ما حقّقته حتى الآن. لا يكتفي الممثل الحقيقي أبداً ولا يهنأ له عيش إذا لم يفتّش باستمرار عن الدور الجديد والأجمل والأفضل والأهم الذي يحمل تحديات كبرى، ويبرز من خلاله طاقاته، ليكسب تفاعل الجمهور، والإنتشار العربي والغربي. لا حدود للطموح، ورغم أنني راضية إلا أنني أبحث دائماً عن فرص أكثر وأدوار أفضل، بهدف التجديد المستمرّ.



هل استطعت إذاً استثمار هذا التنوّع في مكان ما؟

إستطعت استثماره نوعاً ما في الإطار الصحيح، على الصعيدين المحلي والعربي المشترك وفي مشاركتي في السينما الإيرانية والأعمال الخليجية والمصرية، ما أفسح في المجال أمام انتشاري خارج لبنان. صحيح، أن بعض تلك الأعمال لم يحقّق حضوراً ونجاحاً جماهيرياً إنما عرّفني إلى زملاء ومخرجين وكتّاب على صعيد الوطن العربي. أتمنّى عروضاً لأدوار أعمق وأفضل أستطيع استثمارها أكثر في المرحلة المقبلة خصوصاً أن الممثل بفضل نضجه الطبيعي مع الوقت، يؤدي أدواره بطريقة مختلفة.

ألم يأسرك شكلك الخارجي في أدوار محدّدة دون سواها؟

للأسف يتأثّر القيّمون على الإنتاج العربي بالشكل الخارجي للممثل. ورغم أنني قدّمت أدوار الحسد والغيرة والمرأة اللعوب إلا أن غالبية أدواري تمحورت حول الإنسانة الطيّبة بسبب وجهي الطفوليّ علماً أننا نستطيع كممثلين، تقديم أي دورٍ، من خلال دعمه بأسلوب معيّن في المشي والكلام والماكياج واللباس. أمّا بالنسبة إلى دور الأم الذي قدّمته في «حنين الدم» و»عشرة عمر»، فقد أثار استغراب الجمهور وانتقاده نوعاً ما، لأن فارق العمر بيني وبين من يفترض أن يكونوا أولادي لم يكن كبيراً. لكنني أقرأ الشخصية كشخصية دون النظر في التفاصيل الأخرى، وأسعى دائماً أن أكون حقيقية في الأداء بغض النظر عن المعايير المتوافرة. لذا يصدّقني الجمهور ويتعلّق بالشخصية بفضل طريقة أدائي وإتقاني لها.

شاركت كضيفة في مسلسل «ستيلتو»، وبدور البطولة في مسلسل «عشرة عمر»، كيف تقيّمينهما؟

فرحت بالتجربتين المختلفتين لأنهما بمثابة العودة إلى الشاشة بعد غياب عامين تقريباً. تجربة «ستيلتو» فريدة من نوعها خارج لبنان، حيث صوّرت بإدارة مخرج تركي بإنتاج ضخم ودوري «مهضوم» إلى جانب ممثلين مبدعين أحبّهم مثل كاريس بشّار.

أما دوري في «عشرة عمر»، فشكّل تحدّياً بالنسبة إليّ، وهو دور محوري قدّمت فيه شخصية الأم.




بولين مع الكاميرا



ما هي مشاريعك الدرامية المقبلة؟

أستعدّ لدور جديد مختلف تماماً عن أدواري السابقة، في مسلسل «لعينيك» كتابة الراحل مروان نجّار وإخراج ليليان بستاني إنتاج «سات 7» سيُعرض في الموسم الجديد عبر شاشتها، وبعدها عبر شاشة محلية.

أقدّم شخصية صحافية في قالب من التحدّيات والتشويق والعنفوان. إنها فرصة جميلة لأنني أشارك في مسلسل مُهدى إلى روح مروان نجار الذي شكّل مسلسله «طالبين القرب» تجربتي الدرامية الأولى عبر الشاشة.

هل لنجاح الممثل اللبناني عربياً انعكاس على مسار الدراما المحلية عربياً خصوصاً أنه يحقّق انتشاراً عبر المنصات والفضائيات العربية؟

لطالما كان الممثل اللبناني محبوباً ومطلوباً عربياً، على عكس الدراما اللبنانية ككل، التي لم تكن متابعة في الخارج وغير مطلوبة من قبل الفضائيات العربية ليشتهر الممثل من خلالها وينتشر. عانت سابقاً من إنتاج ضعيف وقصص ركيكة أحياناً لكن تتوافر حالياً إنتاجات كبيرة بفضل شركتيْ إنتاج لبنانيتيْن مهمتيْن ناشطتين في الدول العربية، ما يساهم في انتشار الأعمال وتعلّق الجمهور بقصصها وبالممثلين إضافة إلى رواج الأعمال المشتركة التي ساعدت في فترة معيّنة في ظهور الممثل اللبناني وانتشاره.

تخشى شركات الإنتاج المحلية المغامرة وتقديم عمل محلي بإنتاج ضخم فتكتفي بأعمال قصيرة من بعض الحلقات تُعرض عبر المنصّات. نتمنّى أن تتحقّق ثقة أكبر بالدراما اللبنانية والمخاطرة في تقديم عمل ضخم يُصدّر إلى الخارج عبر الفضائيات والمنصّات، انطلاقاً من نجاح الممثل اللبناني في الأعمال المعروضة عبر المنصّات.

دخلت التمثيل من بوابة الدراسة الأكاديمية فيما نشهد ولادة ممثلين وإعلاميين من بوابة مواقع التواصل، ما رأيك في ذلك؟

لا أرفض دخولهم إلى هذا العالم بالمطلق لأن ثمة موهوبين تفرض موهبتهم نفسها. إنما يمكنهم المشاركة في البداية كضيوف لاكتشاف إمكاناتهم والإنضمام إلى محترف تمثيل أو الخضوع لتدريب خاص، لأنه من غير المنطقي تقديم أدوار البطولة لهم. لا ننكر دخول كثيرين من خارج معهد الفنون إلى هذا المجال، وإثبات جدارتهم، وقد أصبحوا نجوم صف أوّل نفتخر بهم. عندما نتقدّم إلى مباراة الدخول إلى كلية الفنون نخضع لامتحان تمثيل لاكتشاف موهبتنا التي إذا توافرت طوّرناها بالخبرة والعمل. إنما من غير المنطقي إسناد البطولة الأولى لمن لديه عدد متابعين مرتفع عبر مواقع التواصل لأن ذلك يقلّل من شأن العمل.


هل من مشروع مسرحي مرتقب إضافة إلى المشاريع التي تشاركين فيها مع طلابك؟

أستعدّ لمسرحية غنائية خاصة بالميلاد للأخوين فريد وماهر الصباغ، تحت عنوان «مش بس عالميلاد». أقدّم شخصية مختلفة جداً عمّا قدّمت سابقاً، أؤدي دور زوجة «الرّيس»، إمرأة لعوب تحبّ المال. فرحة بهذه المسرحية التي سنعرضها من أوائل شهر كانون الأول إلى كانون الثاني على مسرح «جورج الخامس» أدونيس.


MISS 3