هيدا رأيي

لم ولن نتشبّه بالدوري الألماني!

10 : 00

زادت جائحة "كورونا" في تدهور الرياضة اللبنانية وخصوصا كرة القدم، إذ قبل انتشار الفيروس الخطير كان هناك ما سمّي بـ "ثورة 17 تشرين" التي كانت سبباً بتوقف عجلة الأنشطة الرياضية كافة، فحاولت الإتحادات الرياضية وخصوصاً إتحاد كرة القدم إعادة الحياة إلى الملاعب، لكنّ الأجهزة الأمنية كانت ترفض كلّ مرّة هذه العودة من أجل سلامة وأمن المواطن وحماية السلم الأهلي، وبعدها جاء وباء "كورونا" ليقضي على آمال الرياضيين بشكلّ تامّ.

وعندما شاهدنا عودة الدوري الألماني مؤخراً وكيفية التعامل مع انطلاقة المباريات، أيقنّا أنّ الإفراج عن منافسات الدوري اللبناني لكرة القدم على الأقل من سابع المستحيلات، لأنّ الاحتياطات التي قام بها الاتحاد الألماني وأنديته ولاعبوه لا يمكن أن تتحقق بأيّ شكل من الأشكال في لبنان نظراً للفوضى التي يتميّز بها معظم الشعب اللبناني وعدم إحترامه للقوانين، وهذا ما لمسناه للأسف خلال الحجر المنزلي الالزاميّ الذي طالبتْ به الدولة والبلديات والأطباء طيلة الفترة السابقة.

هذا من جهة، ومن ناحية أخرى حتى أنّ إمكانات الاتحاد المتواضعة لا تسمح بعودة الروح الى الملاعب، كما انّ وزارة الشباب والرياضة غير قادرة على مدّ يد الدعم والمساعدة، لذلك من المُبكر الحديث عن إعادة الحياة الى الملاعب في ظلّ انتشار الفيروس، إضافة الى الضائقة المالية التي طالت معظم الأندية التي تعتمد أساساً على بعض المغامرين الذين، وعلى رغم حبّهم للعبة، فإنهم وصلوا إلى قناعة بضرورة تقليص الميزانية إلى أدنى مستوياتها، والعودة إلى ممارسة اللعبة على سبيل الهواية، هذا طبعاً في حال قرّر وجازف الاتحاد في استئناف البطولات الرسمية، مع العلم أنني كمعظم الزملاء والرياضيين ننتظر بفارغ الصبر عودة النشاط إلى الملاعب لأننا جميعا نعتاش من خلال الرياضة... والله المُستعان.

وفي ظلّ الحديث عن الرياضة والرياضيين، لا بدّ من التوقف عند المستوى المتدنّي الذي وصلت إليه الصحافة الرياضية اللبنانية، مع انتشار المواقع الالكترونية العشوائية غير المرخصة، والصراع الدائر على المواضيع السخيفة التي تسيء الى الصحافة والإعلام، في ظلّ غياب الرقابة المطلوبة من جمعيّة الإعلاميين الرياضيين اللبنانيين التي نطالبها بالتدخل الفوريّ ووضع حدّ لهذا الفلتان رأفة بنا وبالقارئ وبالرياضة بشكل عام ... والسلام !!!



* طارق يونس
صحافي رياضي


MISS 3