نجحت إبنة بلدة صريفا الجنوبية التي انتسبت إلى نقابة المحامين منذ حوالى السنة في تنفيذ كتاب فريد من نوعه في لبنان والمنطقة، يشكّل سنداً للطلاب ومرجعاً للمحامين المتدرجين. «نداء الوطن» حاورت المحامية رلى دايخ إبنة الـ27 عاماً، التي تحدثت عن جهودها في البحث عن كل المراجع التي يحتاجها من يدخل عالم المحاماة، لتجمعها في «مفتاح المحامي المتدرّج» الكتاب الذي بات يشكل معجم قانون للطلاب بسعر رمزي أو مجاني لمن لا يستطيع تحمل تكلفته.
ما الهدف من هذا الكتاب؟
أبدأ حديثي بتحية إلى روح ملهمتي المحامية الراحلة دارين حمودي التي حفزتني على ترك مقاعد الهندسة ودخول عالم المحاماة. راودتني فكرة هذا الكتاب حتى قبل انتسابي إلى نقابة المحامين، فلطالما أُغرمت بفكرة مساعدة زملائي الطلاب في الدروس والإمتحانات منذ أن كنت على مقاعد الدراسة الجامعية. حينها، قمتُ بتحميل ملف بصيغة PDF يحتوي على معلومات الثقافة العامة التي تُطرح خلال إمتحانات النقابة، ووزعته على نطاق واسع، فنال أصداء إيجابية في الجامعة والنقابة على حد سواء. ردّة الفعل هذه، جعلتني أمضي في تحضير كتاب شامل يجمع كل ما يحتاج اليه طالب المحاماة بدلاً من اضطراره إلى العودة إلى ما لا يقل عن 10 مراجع لإتمام دراسته وامتحاناته.
كم من وقت استغرق تنفيذه؟في العام 2020، بموازاة تحضيري فحوصات انتسابي إلى نقابة المحامين، بدأت أبحاثي وكتاباتي على المسودة الأولى للكتاب. فكنت أجمع المراجع التي يستخدمها كبار الأساتذة والمحامين في صفوفهم ومحاضراتهم (جميعها مذكورة في صفحات الكتاب الأخيرة) وأختار منها الزبدة ثمّ ألخص المعلومات وأخطّها بأسلوبي الخاص، الأمر الذي تطلّب منّي نحو سنتين ونصف السنة لإنجاز الكتاب بمجهود فرديّ بحت، من دون اللجوء لأي دار نشر، حيث تكفّلت بكل مراحل التنفيذ من تدقيق لغوي وطباعة ونشر وتوصيل الكتاب عبر طلبات الأونلاين، ولم أستعن سوى بطالبة إسمها ريان لتقوم بعملية الطباعة.
وفي كانون الثاني 2023، حصدت ثمار تعبي وصدر كتابي «مفتاح المحامي المتدرّج» بصفحاته الـ1040، وتوزعت 1000 نسخة منه في الأسواق.
ما الذي يميّز كتابك؟
انّه كتاب شامل بكل ما للكلمة من معنى، وأنا واثقة بأن طالب المحاماة الذي يختار الدرس فيه لن يحتاج أبداً إلى الاستعانة بمراجع أخرى، كذلك الذي يستخدمه للامتحانَين الشفهي والخطّي للدخول الى نقابة المحامين، بحسب رسائل الشكر التي تلقّيتها من الطلاب. طبعاً، لا يخلو الأمر من بعض التعديلات التي ممكن أن تطرأ في أي لحظة على بعض القوانين.
على ماذا يحتوي؟
يحتوي على كل المواد القانونية من القانون المدني وقانون العقوبات والثقافة العامة وقانون تنظيم مهنة المحاماة وغيرها... وهو موجود اليوم في عدد من الجامعات والمواقع الإلكترونية والمكتبات منها كلية الحقوق في «الجامعة اللبنانية».
هل حققت مرادك من المبيعات؟
نسبة المبيعات ممتازة اذ بيعت أكثر من 200 نسخة من أصل 1000 خلال الشهر الأول من الطرح. كما أنّ الأصداء الايجابية التي تخطّت التوقعات لعبت دوراً هاماً في انتشار الكتاب وتوسّع نطاقه وزيادة الطلب عليه، إلى أن بات ذكر إسمي يرتبط تلقائياً بـ»مفتاح المحامي المتدرّج».
واجهتِ نوعاً من المحاربة قبل نشر الكتاب، ماذا عنها؟
للأسف، تعرضت للمحاربة بعدما نشرت الفهرس الخاص بالكتاب وبدأت الترويج له، من قبل أحد كبار المحامين الذي شهّر بإصداري متّهماً إياي بسرقة أفكاره في ما يخصّ جزء قانون تنظيم المهنة، فتقدم بكتاب إلى النقابة لمنعي من الإستمرار بالنشر الى حين البتّ بالدعوى، ودعمه بذلك أحد القضاة، وأعتذر عن ذكر الأسماء إحتراماً للمهنة وأصولها.
وفعلاً، استدعيت لنقابة المحامين تحت وابل من الإنتقادات كوني محامية منتسبة حديثاً تُطلق كتاباً بهذه الضخامة. وفي نهاية المطاف، ولأن القانون واحد ولا يمكن التلاعب به، فزت بالدعوى، بعدما تمّ التدقيق بالمعلومات والأوراق والأدلة التي جمعتها في كتابي والذي «لا غبار عليه»، بحسب ما قالوه لي. وانقلب السحر على الساحر، فكانت هذه البلبلة بمثابة إعلان مجاني لكتابي.
كم سعر الكتاب؟
بلغ سعره 35 دولاراً أميركياً في بداية نشره. وبعدما تنبّهت إلى أنّ بعض الطلاب يصعب عليهم تحمل كلفته المقبولة نسبياً، قرّرت تخفيض سعره إلى 23 دولاراً أميركياً. كما قمنا بتوزيع عدد كبير من النسخ بشكل مجاني.
لمن تُهدين نجاحك هذا وهل تحضّرين لكتاب جديد؟
الى والدتي حصراً، هي التي وقفت إلى جانبي طوال مسيرتي وكانت لي السند المادي والمعنوي. نعم، أقوم حالياً بالتحضير لكُتب أخرى على أمل نشر احدها قريباً.
ما الصفات التي يتطلّبها المحامي الناجح؟
أؤمن بأنه في مهنة المحاماة كأي مهنة أخرى، لا ينجح الإنسان إذا لم يكن قنوعاً، صافي النية ومؤمناً بالرب. أما المحامي تحديداً فيجب أن يكون صاحب ضمير وأن يُشعر موكّله بالأمان والثقة، واضعاً كل جهوده لإنجاح قضيته.
