شربل عازار

باسيل المكّوكي

كلّنا متّفق أنّ أمين عام «حزب الله» السيّد حسن نصرالله لا يتأثّر بما تُطالِب به الجماعات أو الأحزاب أو القوى الروحيّة والسياسيّة والفكريّة والثقافيّة في لبنان لناحية تأييدها أو رفضها تدخّل «حزب الله» في معركة غزّة، هجوماً أم إحجاماً. لذلك لا داعي، ولم يَكُن من داعٍ لإسداء النُصح والتعبير عن الرأي، فالمحور ومصالح مُرشِدِه وراعيه الإقليمي أكبر من لبنان. ولا يفيد التعليق على ما يحدث في غزّة المفجوعة المنكوبة، ولا التعليق على خطاب «السيّد» في 3 تشرين الثاني الجاري، قبل أن تَضَع هذه الحرب الهستيريّة على غزّة أوزارها، لنرى على أيّ بَرٍّ سَتَرسُو.

وفي خِضَمّ ما تمرّ به المنطقة ولبنان مِن كوارث، يَجِد النائب جبران باسيل الظرفَ مؤاتياً والوقتَ ملائماً للسعي للتخلّص والانتقام مِن كلّ مَن يعتبره عائقاً أمام طموحاته إن كانت رئاسيّة أم شعبيّة أم سلطويّة، ولو أدّى انتقامه إلى إفراغ أو حَذف كلّ المواقع «المارونيّة» من الدرب، وهو الذي «طَبَلَ» الدنيا أنّه المدافع الحصريّ عن حقوق المسيحيّين.

طبعاً، نحن نعلم أنّ حقوق المسيحيّين بالنسبة لباسيل هي أن يكون هو متربّعاً بشكلٍ مباشر أو غير مباشر على كامل المواقع المسيحيّة في الدولة، من رئاسة الجمهوريّة إلى الوزارات إلى قيادة الجيش إلى حاكميّة مصرف لبنان إلى رئاسة مجلس القضاء الأعلى إلى كلّ المراكز العسكريّة والأمنيّة وهيئات الرقابة وصولاً إلى مأموري الأحراش.

معه حقّ النائب باسيل، فَمَلك فرنسا لويس الرابع عشر ليس بٍأفْضَل مِنه حين أعلن «أنا الدولة والدولة أنا». لذلك، هو عَطَّل، مع مُرشِديه، نِصابَ انتخابِ رئيسٍ جديدٍ للجمهورية على مدى اثنتيْ عشرة جلسة وذلك بانسحابه منها. وعندما شَعَرَ بِإمكانية وصول قائد الجيش العماد جوزاف عون إلى بعبدا، استجدى التقاطع مع المعارضة، لمرة واحدة فقط، على اسم جهاد ازعور.

وفي سِباقِهِ مع تاريخ 10 كانون الثاني 2024، تاريخ خروج قائد الجيش إلى التقاعد، هَروَلَ إلى بنشعي التي سَبَقَ وقال فيها ما لم يَقُله مالكٌ في الخمرة، مستنجداً بِخصمِه اللدود الوزير السابق سليمان فرنحيّة، لضرب أي إمكانية تمديد لقائد الجيش حتى ولو شَغَرَ موقع القائد.

ولم ينتظر باسيل بزوغَ الفجرِ فَحَطَّ ليلاً على عجلٍ في بكركي، محاولاً إقناع البطريرك الراعي بما لم يقنع غبطته. وجالس في اليوم التالي الحاج وفيق صفا ليضعه في جوّ مكّوكيّاته. جبران باسيل مكشوف، فهو تلميذٌ نجيبٌ متفوّقٌ، لا بل مُبدِعٌ، تلميذٌ لجنرالٍ أمضى طيلةَ حياتِهِ يقول الشيء ويفعل عكسه، فَتَسمَع عسلاً وتأكل حَنظَلاً. لكن العَجَب كل العَجَب أن يبقى للتيّار مناصرون!!

(*) عضو «الجبهة السياديّة من أجل لبنان»