Safety Check

إرتفاع ضغط الدم قبل الرياضة وبعدها... مؤشر إلى مشاكل صحية؟

02 : 00

يكشف بحث جديد أن ارتفاع الضغط خلال الرياضة وبعدها يرتبط بزيادة مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية في مرحلة متقدمة من الحياة. وفق "جمعية القلب الأميركية"، قد تشمل تلك الأمراض النوبات القلبية، والجلطات الدماغية، وعدم انتظام ضربات القلب، ومشاكل في صمام القلب.

يُعتبر ارتفاع الضغط محركاً أساسياً لأمراض القلب والأوعية الدموية، وتفيد "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" بأنه عامل خطر للإصابة بأمراض القلب والجلطات الدماغية، وهي من أبرز أسباب الوفاة حول العالم.

يرتفع ضغط الدم حين تصبح الأوعية الدموية ضيقة ومتصلّبة. قد تشتق هذه الحالة من عوامل مرتبطة بأسلوب الحياة، منها قلة النشاطات الجسدية، أو فرط استهلاك الملح، أو مشاكل صحية مثل السكري أو البدانة. أحياناً، ينجم ارتفاع ضغط الدم عن خليط من الأمراض واختلال أسلوب الحياة.

أصبح الرابط بين ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية معروفاً، واستكشف العلماء سابقاً العلاقة بين الضغط والرياضة. لكن تَقِلّ الدراسات عن الرابط بين ضغط الدم بعد الرياضة في منتصف العمر وأمراض القلب والأوعية الدموية في مراحل متقدمة من الحياة. لذا أراد الباحثون في الدراسة الجديدة سدّ هذه الثغرة.

1993 مشاركاً

إتكل الباحثون على بيانات "دراسة فرامينغهام للقلب": إنها دراسة أميركية طويلة الأمد من تنظيم "المعهد الوطني للقلب والرئة والدم". ركّز العلماء على بيانات 1993 مشاركاً بلغ متوسط أعمارهم 58 عاماً. فقاسوا ضغط دم كل مشارك بعد ممارسة الرياضة بكثافة أقل بقليل من القدرة الفردية القصوى.

حللت الدراسة قياسَين لضغط الدم: مستوى الضغط أثناء الرياضة، وإلى أي حد عاد ضغط الدم إلى نطاقه الطبيعي بعد انتهاء الحصة بثلاث دقائق. دوّن الباحثون أيضاً ضغط الدم الانقباضي (مستوى الضغط أثناء خفقان القلب) وضغط الدم الانبساطي (مستوى الضغط بين ضربات القلب). بعد مرور 12 سنة، تحقق العلماء من وضع المشاركين لمعرفة من أصيب بأمراض القلب والأوعية الدموية أو من توفي بسبب هذه الأمراض. كما جمعوا معلومات عن أي أمراض خالية من الأعراض بعد خمس سنوات عبر قياس سماكة بطانة الشريان السباتي وسماكة عضلة القلب على الجهة اليسرى. يربط الباحثون بين هذين القياسَين وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. بعد خمس سنوات، ربط العلماء بين ارتفاع الضغط الانقباضي خلال الرياضة والتعافي من نوعَي الأمراض الخالية من الأعراض.

إرتبط ضغط الدم الانبساطي خلال الرياضة بزيادة سماكة عضلة القلب حصراً. أما اختلال تعافي الضغط الانبساطي، فارتبط بزيادة سماكة الشريان السباتي بكل بساطة.

زيادة مخاطر الأمراض والوفاة

بعد مراعاة عوامل خطر أخرى تُسبّب أمراض القلب والأوعية الدموية، إكتشف الباحثون أن معدلات الضغط الانقباضي والانبساطي خلال الرياضة تشكّل عوامل خطر للإصابة بارتفاع الضغط بعد مرور 12 سنة. كذلك، تبيّن أن تحسّن مستويات ضغط الدم يحمي من ارتفاع الضغط.

في المقابل، لاحظ العلماء أن ضغط الدم الانقباضي والانبساطي خلال الرياضة لا ينذران بأمراض القلب والأوعية الدموية بعد مرور 12 سنة، وذلك رغم مراعاة عوامل خطر أخرى مرتبطة بتلك الأمراض وإقصاء مشاركين لم يتلقوا علاجاً لارتفاع الضغط. لكنهم اكتشفوا أيضاً أن تعافي ضغط الدم الانقباضي بعد الرياضة يعطي أثراً واقياً، فيُخفّض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 17%.

تقول الدكتورة فانيسا زانتاكيس، باحثة في "دراسة فرامينغهام للقلب": "تُعتبر تقلبات ضغط الدم خلال الرياضة وبعدها مؤشراً مهماً على احتمال إصابتنا بالأمراض مستقبلاً. هذه المعلومة قد تساعد الباحثين على تحديد أكثر الأشخاص عرضة لارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية أو الوفاة في مرحلة متقدمة من الحياة. قد تسمح هذه النتائج للأطباء بابتكار أدوات جديدة لتوقع الأمراض القلبية والوعائية، وهي تدعو الناس إلى مراقبة ضغط دمهم خلال الرياضة وبعدها لإبلاغ الطبيب بأي تغيرات بارزة".