31 نائباً يستنكرون تحدّث عبد اللهيان باسم لبنان ومصادرة القرار

القمّة العربية تُطلق اليوم دعوتين: وقف الحرب وفتح مسار السلام

01 : 59

مسيرة أمّهات وأطفال تضامناً مع فلسطين على كورنيش عين المريسة في بيروت أمس (فضل عيتاني)

في ظروف إستثنائية جداً تنعقد القمة العربية الطارئة اليوم في الرياض. وتختزل حرب غزة التي تلتئم القمة من أجلها تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي منذ قيام الدولة العبرية عام 1948. فعلى امتداد 75 عاماً نشبت حروب وانعقدت قمم وصدرت قرارات اقليمية ودولية، لكن كل هذه الأحداث التاريخية بقيت بعيدة عن وضع الأصبع على الجرح النازف. فهل تشكل قمة الرياض اليوم إستثناء عن سابقاتها؟ أم ستكون مجرد رقم في المسلسل الطويل من التاريخ المثقل بالخيبات؟

لا جواب قبل أن تُصدر القمة قراراتها، في وقت غرق قطاع غزة في جحيم الدمار الهائل الذي تمعن فيه إسرائيل. وصبّت آلة الحرب الإسرائيلية غير المحدودة الامكانات حممها على مستشفيات القطاع لتتشفى من المرضى والألوف من الغزاويين الذين ظنوا أنهم في ملاذات آمنة. في الوقت نفسه، كان عشرات الألوف من سكان القطاع يهيمون على وجوههم من شمال القطاع الى جنوبه ينشدون السلامة تحت طائلة الانذارات الاسرائيلية بالرحيل أو الهلاك.

ووسط جحيم غزة الذي يمضي بلا توقف منذ 7 تشرين الأول الماضي، يسير لبنان على شفير جحيم دُفع اليه قسراً، وانفتحت فوهته في اليوم التالي لحرب غزة. وبدا المشهد أمس في جنوب لبنان عشية قمة الرياض، كأنه وسط حرب قد يمتد لهيبها الى أماكن بعيدة في أي وقت من الأوقات. ووسط إطلاق الصواريخ وتحليق المسيّرات وغارات الطيران، غرقت الجبهة الجنوبية في آتون شظايا القذائف الفوسفورية والحرائق التي اشعلتها في الحقول والبساتين، إضافة الى أضرار جسيمة في الممتلكات. وأتى سقوط 7 عناصر لـ»حزب الله» في موقع لهم في حمص في سوريا بغارة اسرائيلية، ليجعل سائر مناطق تموضعه غير آمنة سواء في لبنان أو سوريا. وفي المقابل، برهنت الاصابات التي ألحقها «الحزب» بالجنود الإسرائيليين، خصوصاً في موقع عسكري في منطقة المنارة ان المواجهات على الحدود الجنوبية تحتدم أكثر فأكثر.

كيف بدت صورة قمة الرياض قبل ساعات من انطلاقها؟

عشية القمة التي ستليها غداً قمة إسلامية، ندّد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بانتهاكات القوات الإسرائيلية في القطاع. وقال خلال كلمته أمام قمة سعودية - أفريقية: «ندين ما يشهده قطاع غزة من اعتداء عسكري واستهداف المدنيين واستمرار انتهاكات سلطة الاحتلال الإسرائيلية للقانون الدولي الإنساني». وأضاف: «نؤكد ضرورة وقف هذه الحرب والتهجير القسري، وتهيئة الظروف لعودة الاستقرار وتحقيق السلام».

وانتقدت الرياض مراراً وتكراراً الهجمات الإسرائيلية على المدنيين في بيانات رسمية، لكنّ تصريحات أمس كانت الأولى علناً للأمير محمد.

وفي سياق متصل، كتب سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري على منصة «إكس» ما يأتي: «أنظار العالم تتّجه إلى قمم الرياض، التي تدعو لبلورة قيم إنسانية مُشتركة من أجل ترسيخ ركائز الأمن والازدهار والسَّلام العالمي».

ماذا عن صوت لبنان في قمة الرياض حيث يمثله رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي؟ في انتظار الكلمة التي سيدلي بها، وهل ستكون واضحة لناحية رفض توريط لبنان، كما يحصل الآن على الحدود الجنوبية، والمطالبة بحزم بتنفيذ القرار 1701، برز موقف للمعارضة عبّر عنه «النداء» الصادر عن 31 نائباً وجّهوه الى القمة، وجاء فيه أنهم «يرفضون أن يتحدث باسم لبنان وزير خارجية دولة أخرى، وأنّ يصادر طرف داخلي مسلّح قراره السيادي». وذلك رداً على التصريح الأخير لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الذي قال: «أصبح توسيع نطاق الحرب (في غزة) الآن أمراً لا مفرّ منه». كما أشار بيان نواب المعارضة الى أنّ «حزب الله» هو عملياً الوحيد الذي «يصادر» قرار لبنان السيادي.

وجاء بيان المعارضة عشية إطلالة جديدة للأمين العام لـ»الحزب» السيد حسن نصرالله لمناسبة «يوم الشهيد». ووفق ما ذكرته قناة «المنار»، فإنّ كلمة نصرالله اليوم تتميز «بثبات الموقف ووضوح البوصلة التي لا يحرفها عدو من هنا أو تهديد من هناك».


MISS 3