"الصحة العالميّة" تتودّد لواشنطن

00 : 00

زوّار يتفقّدون الكولوسيوم في روما بعد فتحه أمس (أ ف ب)

أعرب مدير منظّمة الصحة العالميّة تيدروس أدانوم غبريسوس بالأمس عن أمله في مواصلة التعاون مع الولايات المتحدة، على الرغم من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الفائت قطع العلاقة بين بلاده والمنظّمة الأمميّة التي انحازت بشكل واضح إلى الصين خلال أزمة الجائحة العالميّة، فيما تُعتبر واشنطن أكبر مموّل لها بما لا يُقاس مقارنةً بغيرها من الدول.

وقال تيدروس إنّ "مساهمات وسخاء الحكومة والشعب الأميركيَيْن لصالح الصحة العالميّة طوال عقود عدّة كانت هائلة وحملت فوائد كبيرة للصحة العامة في العالم"، مضيفاً أن المنظّمة "تأمل في استمرار هذا التعاون". ومع 893 مليون دولار خلال الفترة بين 2018 و2019، أي 15 في المئة من موازنة المنظّمة، تُعدّ الولايات المتحدة أوّل جهة مساهمة فيها قبل مؤسّسة "بيل وميليندا غايتس"، أوّل مساهم خاص، ومؤسّسة اللقاح "غافي" وبريطانيا وألمانيا.

تزامناً، بحث ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في مكافحة فيروس "كورونا المستجدّ" والتعاون في الفضاء وعقد القمّة المرتقبة لمجموعة السبع، إضافةً إلى أسعار النفط والحوار الاستراتيجي. وأوضح الكرملين أن بوتين أعرب عن شكره لترامب على إرسال الولايات المتحدة أجهزة تنفّس اصطناعيّة أميركيّة إلى روسيا كمساعدة لمكافحة الفيروس في البلاد، في وقت أعادت العاصمة الروسيّة فتح متاجرها المغلقة منذ شهرَيْن، معوّلةً على التحسّن الخجول للوضع الوبائي، لكن الحذر يفرض على ملايين من سكّان موسكو البقاء في منازلهم.

وفي المجمل، سجّلت روسيا 9035 إصابة جديدة و162 وفاة إضافيّة، ما يرفع الحصيلة الإجماليّة إلى 414878 إصابة و4855 وفاة، بينما توفي في بلاد "العم سام" 106535 مريضاً من أصل مليون و848 ألف إصابة.

في الغضون، كان لافتاً بالأمس إعلان رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان إصابته وعائلته بالفيروس القاتل، وقال: "جاء فحصي إيجابيّاً... كلّ أفراد عائلتي مصابون أيضاً"، لافتاً إلى أنّه لا يُعاني أي "عارض ملحوظ"، وموضحاً أنّه سيُواصل العمل من منزله "طالما بقي ذلك ممكناً". ولباشينيان وزوجته الصحافيّة آنا هاكوبيان أربعة أولاد. وسجّلت أرمينيا 9492 إصابة بينها 139 وفاة، وفق الأرقام الرسميّة.

أوروبّياً، نشرت المملكة المتحدة أدنى حصيلة وفيات يوميّة بالفيروس منذ بدء الإغلاق في 23 آذار، بحيث بلغت 111 وفاة إضافيّة. وتزامن إعلان الحصيلة مع إعادة فتح المدارس وبعض المتاجر في انكلترا، إذ عاد أصغر تلاميذ المدارس الابتدائيّة إلى المدرسة، مع إعادة فتح الأسواق المفتوحة وصالات عرض السيّارات. لكن لا تزال بريطانيا تُسجّل ثاني أعلى حصيلة تراكميّة للوفيات من جرّاء الجائحة، إذ سجّلت 39 ألفاً و45 وفاة.

وعاش الفرنسيّون من جهتهم بالأمس آخر يوم من القيود المفروضة على التنقّل عشيّة إعادة فتح المقاهي والمطاعم والمدارس في معظم أنحاء البلاد للعودة إلى حياة "شبه طبيعيّة"، بحسب عبارة رئيس الوزراء إدوار فيليب، فيما تسبّب "كوفيد-19" بوفاة 28833 شخصاً في فرنسا.

وفي الشرق الأوسط، أعلنت إيران عن حوالى ثلاثة آلاف إصابة جديدة بالفيروس، في أعلى حصيلة يوميّة تُسجّل منذ شهرَيْن في البلاد، فيما حذّرت السلطات الصحية من "ذروة خطرة" جديدة لتفشّي "كوفيد-19". وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة كيانوش جهانبور ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس إلى 154 ألفاً و445، بينهم 7878 حالة وفاة، بينما تُفيد أرقام غير رسميّة بحصيلة أعلى بكثير للإصابات والوفيات على حدّ سواء.

توازياً، أُعيد فتح "البازار الكبير" في إسطنبول المغلق منذ 23 آذار، في حين شرعت تركيا في رفع معظم القيود التي فرضت لاحتواء تفشّي الوباء. ويخرج "البازار الكبير"، الذي يضمّ نحو 3 آلاف متجر و30 ألف تاجر، من أطول فترة إغلاق في تاريخه الممتدّ ستة قرون، باستثناء فترات الكوارث الطبيعيّة أو الحرائق. وأدّى الفيروس إلى وفاة 4500 شخص في تركيا، من نحو 164 ألف إصابة مسجّلة رسميّاً في البلاد.


MISS 3