ميقاتي يجدد التزام لبنان بالـ1701.. نصرالله: الكلام يبقى للميدان

قمة عربية "غير عادية" من أجل غزة.. تنديد بالعدوان ودعوات لوقف النار

02 : 00

على وقع الجبهات المفتوحة بين الإسرائيليين وحماس من جهة، والإسرائيليين وحزب الله من جهة ثانية، عقدت في الرياض، قمة عربية إسلامية جمعت 57 دولة عربية من أجل بحث العدوان الحاصل في غزة.




القمة ومقرراتها

هذه القمة خلصت إلى مقررات عدة بشأن قطاع غزة والقصف الإسرائيلي بعد قيام حركة حماس بعملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول، وأبرز الدعوات أتت لكسر الحصار وفرض إدخال المساعدات إلى القطاع، وإدانة للعدوان الإسرائيلي وجرائم الحرب والمجازر الهمجية الوحشية واللاإنسانية التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية، وإدانة التهجير القسري لأكثر من مليون فلسطيني وقتل المدنيين واستهدافهم.


ومن أبرز النقاط التي تم التشديد عليها، رفض توصيف هذه الحرب الانتقامية دفاعاً عن النفس أو تبريرها تحت أي ذريعة، ومطالبة مجلس الأمن باتخاذ قرار حاسم ملزم "يفرض وقف العدوان ويكبح جماح سلطة الاحتلال الاستعماري التي تنتهك القانون الدوليّ، والقانون الدولي الإنساني وقرارات الشرعية الدولية، ومطالبة كلّ الدول بوقف تصدير الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل، واستنكار ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي، والتحذير من أن هذه الازدواجية تقوض بشكل خطير صدقية الدول التي تحصن إسرائيل من القانون الدولي وتضعها فوقه.


كما وتم الاتفاق على ضرورة إيجاد حل للقضية الفلسطينية وإنهاء احتلال إسرائيل لكلّ الأراضي الفلسطينية والعربية، وتجسيد استقلال دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على خطوط 4 حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والتأكيد على ضرورة إطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين والمدنيين.




ميقاتي من القمة


رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ألقى كلمة في القمة، شدد فيها على ضرورة التضامن والعمل المشترك من أجل إنقاذ فلسطين وغزّة، قائلاً: "علينا العمل معاً لوقف فوريّ غير مشروطٍ لإطلاق النار، وفتح المعابر وإدخال المساعدات لإخواننا في غزة، واطلاق مسار سياسي جدّي وفعّال يدفع باتجاه حل عادل وشامل ودائم لقضيتنا المحورية، فيما يبقى "حلّ الدولتيْن" بمثابة أفضل المسارات للمضي قُدُماً من أجل التوصُّل إلى حلّ للصّراع العربيّ الإسرائيليّ".


ميقاتي اعتبر أنّ "ما يشهده جنوب لبنان حاليّاً من أحداث، وإن اعتُبِرَتْ في العمق صدىً للمآسي في قطاع غزة، ليست في حقيقتِها سوى نتيجة لتفاقم اعتداءات إسرائيل على السيادة الوطنية وخرقها المستمر والمتمادي للقرار الدولي رقم 1701"، قائلاً: "خيارنا السلام، وثقافتنا هي ثقافة سلام مبنية على الحق والعدالة وعلى القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، ونُجدّد اليوم أمامكم التزام لبنان الشرعية الدولية - لا سيما القرار 1701 - ونُشدّد على ضرورة الضغط على إسرائيل لتنفيذ مندرجاته كافة وإلزامها بوقف استفزازاتها وعدوانها على وطننا".




لقاء رئيسي - ميقاتي


إلى ذلك، سُجل لقاء بارز جمع كلاً من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالرئيس الإيرانيّ ابراهيم رئيسي، على هامش القمة العربية الاسلامية في الرياض، حيث أكد الرئيس الإيراني لميقاتي ان المقاومة مستقلّةٌ بالقرار والعمل ولا تتلقّى الأوامر من إيران، مشدداً على أنّ "إجراءات حزب الله في جنوب لبنان مبنية على الحكمة والعقلانية والردع لمنع العدوان".




لقاء رئيسي - بن سلمان


وكان لافتاً في القمة العربية المشتركة التي عقدت في الرياض، لقاء الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي بولي العهد السعوديّ الأمير محمد بن سلمان للمرة الأولى منذ استئناف العلاقات على هامش القمة العربية.




نصرالله في يوم الشهيد


وأطل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في يوم الشهيد، متوقفاً في كلمته عند الوضع بين لبنان وإسرائيل، مؤكداً أن "الكلام في لبنان يبقى للميدان وسياستنا في المعركة الحالية أن الميدان هو الذي يتكلم، ونأتي بعدها لنعبر عن فعل الميدان".


وأعلن أنه في الأسبوع الماضي حصلت زيادة في عمل "الحزب" في الجبهة اللبنانية على المستوى الكمي وعلى مستوى نوع السلاح، كاشفاً عن أنها المرة الأولى التي يتم فيها استخدام المسيرات. وقال في كلمته إن "مجموع الأداء من جنوب لبنان - يقول الإسرائيلي - إنه زاد، وهذا يزيد لديه منسوب القلق، وسنستمر في هذا الموقف وهذا الأداء وستبقى هذه الجبهة، جبهة ضاغطة".




غالانت يردّ على نصرالله


تقييم وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت للوضع في مستوطنة الجليل القريبة من الحدود اللبنانيّة بدا لافتاً، إذ أعلن أثناء تحدّثه مع عناصر الجيش أن "حزب الله يرتكب أخطاء، وهو يقترب من ارتكاب خطأ فادح، وقد ينتهي الأمر بسكّان بيروت إلى مواجهة مصير غزة نفسه، حيث بدأوا بالفعل يرفعون الرّاية البيضاء ويهربون من منازلهم، ولدينا ما يكفي للقيام بكلّ ما نحتاجه في الجنوب، لكنَّ القوة الجوية تتجه نحو الشمال وقوتها كبيرة جدّاً ولم نستخدم في غزة سوى 10 في المئة".




جعجع من معراب


من جهة أخرى، كرر رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع ضرورة تطبيق القرار 1701، معتبراً أنه الوسيلة الأفضل التي تبعد الخطر عن لبنان، وهو القرار الذي أقر في الحكومة اللبنانيّة بالإجماع في وجود القوى السياسيّة كافة، بالإضافة إلى أنه يحظى بإجماع دولي وصادر عن مجلس الأمن، كذلك، إن "حزب الله" وافق عليه، وعاد وورد الالتزام بتنفيذه في كل البيانات الوزاريّة منذ العام 2006 حتى اليوم"، قائلاً: "حبّذا لو يكفّ المسؤولون عن "الضحك" على أنفسهم وعلى جماعتهم وعلى الشعب اللبناني".


وشدّد جعجع على أنه من مهام وواجب الحكومة ومجلس النواب فرض تطبيق هذا القرار، ولكن للأسف، أحدٌ لا يملك الجرأة لاتخاذ أي قرار في مواجهة الخطر بالشكل الملائم، ويجب انسحاب جميع المسلحين غير المعنيين بالقرار 1701 من الجنوب، وفي حال هاجمت اسرائيل الجيش، عندها سيصطف جميع اللبنانيين خلفه وتقوم قوّات "حزب الله" الموجودة في الخطوط الخلفيّة بمساندته.


واعتبر رئيس القوات أن وجود "حزب الله" في الجنوب ليس للدفاع عن لبنان وإنما لأسباب لا علاقة لها بلبنان، وإلا لترك من هو المولج الدفاع عن لبنان بالقيام بواجباته، أي الدولة اللبنانيّة بكل علاقاتها، مع الإجماع اللبناني والعربي والدولي حولها".




تجدد القصف جنوباً


الى ذلك، تجدد القصف الإسرائيلي على قرى وبلدات عدة في الجنوب اللبناني، أمس السبت، حيث نفذ الطيران الحربي الاسرائيلي جولة جديدة من الغارات التي شنها على أطراف بلدة عيتا الشعب وسط إلقاء قنابل مضيئة قرب مهنية شهداء الخيام.


واستهدف القصف مقهى في كفركلا، ولم يسجل وقوع اصابات، كما وطال أطراف بلدتَي طيرحرفا والخيام، واستهدف بقذيفتين منزلَين في بلدة طيرحرفا، والأمر سيان بالنسبة الى بلدة الجبين، على مقربة كبيرة من المنازل السكنية.


وطال القصف أيضاً أطراف بلدتَي بليدا وعيترون، واستهدفت غارات بالمسيرات حي الرجم في عيتا الشعب على 3 دفعات.


وردّ حزب الله بقصف مواقع إسرائيلية عدة، موقعاً إصابات مباشرة في صفوف الجيش الإسرائيلي، كما ونعى المقاتل عباس نظير الرشعيني "أبو زهراء" من مدينة الهرمل وسكان بلدة سحمر في البقاع، كما ونعت حركة أمل أول مقاتل لها وهو علي جميل الحاج داوود، مواليد مليخ 30 -7- 1988، الذي قتل بعد تعرض أحد مواقع الحركة في بلدة رب ثلاثين إلى قصف إسرائيلي.




تظاهرات في دول غربية


في المقابل، تظاهر الآلاف في باريس تحت شعار "أوقفوا المجزرة في غزة"، مع دخول الحرب بين اسرائيل وحركة حماس في القطاع الفلسطيني يومها السادس والثلاثين، وطالب منظمو التظاهرة الذين ينتمون إلى الجناح اليساري فرنسا بأن تطلب "وقفاً فورياً لإطلاق النار" بين إسرائيل حماس.


كما وانطلقت تظاهرة حاشدة في العاصمة البلجيكية بروكسل، لدعم فلسطين والمطالبة بوقف إطلاق النار، وتجمع مئات الأشخاص وسط بروكسل، منددين بالهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث رفع المتظاهرون أعلام فلسطين.

MISS 3