نوع من طفيليات القطط يُضعِف كبار السن

02 : 00

قد تكون طفيليات المقوسة الغوندية التي تحملها القطط مسؤولة عن زيادة هشاشة كبار السن. إنه استنتاج بارز لأن نسبة المصابين بهذه العدوى تتراوح بين 11 و15%.

توصّل فريق دولي من الباحثين إلى هذا الاستنتاج الذي يُضاف إلى المعلومات التي نعرفها أصلاً عن المقوسة الغوندية. قد تُسبب هذه العدوى أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في حالات كثيرة، أو مشاكل صحية أكثر خطورة مثل النوبات المَرَضية لدى المصابين بضعف المناعة.

اشتبه الباحثون بأن يكون ذلك الطفيلي جزءاً من أسباب الالتهابات المتواصلة التي ترتبط بالسن وتزيد ضعف الناس، فحللوا فحوصات دم راشدين إسبان وبرتغاليين بلغ عددهم 601 وكان عمرهم يفوق الخامسة والستين عاماً. أرادوا بذلك أن يقيسوا مستوى هشاشتهم، بما في ذلك فقدان الوزن غير المقصود، والإرهاق، وتدهور الأداء العقلي.

لم يبرز أي رابط بين عدوى المقوسة الغوندية والهشاشة المستجدة، لكن بدا وكأن الفئات التي تنتج عدداً إضافياً من الأجسام المضادة لمحاربتها كانت أكثر عرضة لمؤشرات الضعف.

بعبارة أخرى، ثمة رابط محتمل بين هذا الطفيلي واستجابة مناعية أكثر حدّة، ما يزيد احتمال الهشاشة مع التقدم في السن.

في ما يخص الالتهابات المتواصلة، سجّل كل من أبدى استجابة أقوى تجاه المقوسة الغوندية (عبر التقاط عدوى أكثر شيوعاً أو التعرض لالتهابات متعددة) مستويات أعلى من بعض المؤشرات الحيوية الالتهابية، ما يشير إلى رابط محتمل آخر في هذا المجال.

بما أن معدلات الإصابة بالمقوسة الغوندية ترتفع مع التقدم في السن وقد تبقى العدوى خامدة في الجسم طوال عقود، يدعو الباحثون إلى توخي الحذر وتجنب التقاطها مسبقاً.

يمكن التقاط العدوى عبر التعرض لبيض المقوسة الغوندية (في مكان جمع مخلفات القطط مثلاً، أو في المياه التي تُلوّثها)، أو عبر تناول لحوم غير مطبوخة بالكامل وملوّثة بالعنصر الطفيلي. يمكن الاستفادة أيضاً من إبقاء القطط في المساحات الداخلية وعدم إيواء قطط ضالة.

تتعدد أسباب تجنب المقوسة الغوندية، فقد سبق وبرز رابط بين هذا الطفيلي وتلف العضلات الهيكلية، أو حتى انفصام الشخصية، نظراً إلى قدرتها المحتملة على تغيير أداء العقل.

في النهاية، تقول خبيرة علم الأحياء النفسي، بلانكا لافون، من جامعة «لاكورونيا» في إسبانيا: «هذه الدراسة مهمة لأنها تطرح للمرة الأولى أدلة على وجود رابط بين هشاشة كبار السن وقوة الاستجابة لعدوى المقوسة الغوندية».

نُشرت نتائج البحث في «مجلة علم الشيخوخة: العلوم الطبية».


MISS 3