عماد موسى

شربل روحانا وملحم زين على مدّ الصوت والجنّات والسهر

29 تموز 2019

11 : 07

شربل روحانا وملحم زين في مهرجانات بيبلوس 2019
ضربة معلّم من المؤلّف الموسيقي (والعازف) شربل روحانا أن يعتمد على نجم غير مصاب بغرور، على فنّان مثقّف، على صوت يتمتّع بمساحة تنويع، وصفه روحانا بأنه "صوت بيهدّ الجبل وبيبكّي العصفور" ضربة معلّم أن يسافر روحانا مع ملحم زين في جولة عبر التاريخ والأماكن، فحطّ الإثنان في العراق ومصر ولبنان، وأبحرا في فضاء الموشّحات والقدود وزمن الوصل في الأندلس.

العام الماضي، على المسرح نفسه، أعدّ روحانا أمسية شاءها تحية لسيد درويش، أحد كبار الموسيقى العربية في القرن العشرين، وهذه الدورة دار في جولة قادته إلى محطات فنية آخرها بالتسلسل المحطة اللبنانية.

18عازفاً بينهم نديم وجوزف وهيفا روحانا وستة منشدين ( كورال)، هم طاقم سفينة روحانا المشاركون، "فتح العرب بواب البحر"، والمتوقفون أمام عمالقة أثروا الموسيقى العربية، من زرياب ورواد الأندلس البعيدة، انتقل روحانا بالموسيقى إلى "الأندلس المجد الضائع" لعبد الحليم كركلا، التي قُدمت على مسرح الإيفوارـ سن الفيل العام 1998 ووضع موسيقاها وليد غلمية ومارسيل خليفة وشربل روحانا، واستذكر روحانا مقطوعتيه في العمل وقدمهما إلى جمهور جديد.

غنى ملحم زين، ما لم يعتد الجمهور سماعه منه، لكنه بدا متمكّناً واثقاً وممسكا بمفاتيح هذا العالم المفعم بالطرب والجماليات، عالم الموشحات الرحب. أدى زين: "جادك الغيث إذا الغيث همى

يا زمان الوصل بالأندلسِ لم يكن وصلك إلا حلماً

في الكرى أو خلسة المختلسِ

و"لمّا بدا يتثنى"، وانتقل إلى عبد الوهاب متهيباً ومستلذاً بالتحدي فغنى "مين عذبك" و"أنا والعذاب وهواك" ومن فريد الأطرش "يا زهرة في خيالي" ولجمهور العندليب (غنوا له في مهرجاني بعلبك وبيت الدين) غنى و"ان لاقاكم حبيبي" قبل التوجه صوب مواويل الغزالي، ومنحنا جرعة من الشجن الممزوج بمقدرة صوتية هائلة. وطبيعي أن يغني ملحم زين لصباح فخري سيد القدود، ولوديع الصافي (جنّات ع مدّ النظر، وعندك بحرية والليل يا ليلى يعاتبني) ولملحم بركات وزكي ناصيف وجاءت أغنياته الخاصة معدودة (غيبي يا شمس غيبي، علوّاه) كإضافات على الطبق الرئيس. وفي الختام ودّع ملحم زين الجمهور مختتماً بأغنية لشربل روحانا على أن تليها أغنية ثانية في وقت قريب.

يلا بخاطركن منقول

ما تفتكروا على طول يا أحباب بعد منتلاقى

مهما الزمن يطول كل العالم غنوا معنا

حتى الصوت يودي بعيد بالموسيقى قولوا انشالله

بيخلق فجر جديد بالموسيقى والمحبة

عيلة واحدة نصير.

رافقت الأغنيات رسومٌ وصور وخريطة جامدة على شاشة كبيرة لم تضف الكثير إلى الجوهر أو الحيّز المسرحي، محظوظ من سمع واستمتع بأذنيه وحواسه كافة وعديم الحظ من اقتصر السماع عنده على الأذن اليسرى فيما اليمنى ضحية لضحكات صبايا لاهيات ثرثارات، كنّ الـ "بارازيت" بأبشع تجلياته. خرج الجمهور سعيداً وبينهم سبعيني محاط باهتمام. من هو؟ حاولت تحديد هويته. وما إن همّ بركوب سيارته المركونة على مقربة من المسرح عرفته. إنّه نائب جبيل مصطفى الحسيني "فلتة" شوط انتخابات الـ2018!


MISS 3