جاد حداد

Locked In... قصة سرقة ركيكة وفارغة المضمون

20 تشرين الثاني 2023

02 : 00

يختلف فيلم Locked In (المحتجزة) للكاتب والمخرج كارلوس ف. غوتييريس عن فيلمَين سابقَين حملا العنوان نفسه في العام 2010 ثم 2017، كما أنه يختلف عن عدد من الأفلام القصيرة التي اختارت عنواناً مشابهاً في آخر عقدين. لكن يعكس هذا العنوان الشائع طبيعة الفيلم العامة وميزانيته الضئيلة. إنه فيلم تشويق عن امرأة تبذل قصارى جهدها لردع مجرمَين يأتيان لأخذ ما سرقاه. سنكون أمام قصة مبتذلة وركيكة تُضعِفها الكتابة الثقيلة والتقليدية وتصرفات الشخصيات التافهة. ثمة ميل واضح إلى المماطلة، مع أن معظم الأحداث يمكن عرضها باختصار. قد يحصل العمل على فرصة للنجاح إذا عُرِض على شكل فيديوات على الطلب بدل عرضه في دور السينما. لكن قد يميل جزء كبير من المشاهدين إلى تجنبه في هذه الحالة أيضاً، ولا يمكن لومهم.

باستثناء بعض المشاهد القصيرة، تدور معظم أحداث الفيلم في منشأة تخزين باهتة وباردة يديرها «لي» (برونو بيشير) وموظفته الوحيدة «ماغي» (مينا سوفاري). سنتعرّف على هذه الأخيرة حين تَعْلَق عن طريق الخطأ داخل إحدى الوحدات في المنشأة، ما يجعلها تتعرض لنوبة قلق فورية لأنها مصابة أصلاً برهاب الأماكن المغلقة. قد يوحي هذا المشهد بأن حالة «ماغي» ستؤثر على الأحداث الصاخبة في المراحل اللاحقة، لكن لن يتحقق هذا التوقع. إنه جزء من عناصر كثيرة يعرضها غوتييريس ثم يتخلى عنها بالكامل بدل أن يوظّفها في سياق القصة. تتعلق معضلة «ماغي» الأساسية بوضعها المادي. هي لا تكف عن التكلم عن زوجها المسجون بتهمة السطو المسلّح، لكننا لن نشاهده مطلقاً. نتيجةً لذلك، تكون هذه المرأة وحدها مسؤولة عن الاعتناء بابنتها المراهِقة المتمردة «تارين» (جاسبر بوليش) التي تسير على خطى والدها وتميل إلى السرقة من المتاجر.

تتفاقم مشاكل «ماغي» بدرجة فائقة حين تشاهد «لي» وهو يتصرف بغرابة مع عميل غاضب اسمه «هاريس» (كوستاس مانديلور)، ثم تكتشف أن رب عملها يملك صندوق أمانات خفياً ومليئاً بالأموال النقدية. تفكر «ماغي» بالاستفادة من تلك الأموال، فتقرر زيارة المنشأة ليلاً لكنها تَعْلَق في نهاية المطاف وسط عملية سرقة لا تسير بالشكل المطلوب من تنفيذ «روس» (ماني بيريز) و»ميل» (جيف فاهي). يبحث هذان السارقان عن حقيبة ألماس مسروقة كانا قد طلبا من «لي» الاحتفاظ بها. سرعان ما يصبح الوضع خطيراً ودموياً، لأن هذا الثنائي المرعب يدرك بعد فترة قصيرة وجود «ماغي» و»تارين» في المنشأة، فيأمر السارقان «ماغي» بمساعدتهما على تحديد مكان ما يبحثان عنه.

إنها قصة مألوفة، وهي تُعرَض في أجواء حركة تقليدية وتتخللها مشاهد تتبادل فيها الشخصيات الكلام وتراقب بعضها البعض عبر كاميرات الأمن في المبنى ونظام الاتصال الداخلي. عندما تتعطل الخطوط الهاتفية وينفصل هاتف «ماغي» الخليوي عن الشبكة، تعجز هذه الأخيرة عن طلب المساعدة. مع ذلك، يحرص المخرج في كل مرة على إعطاء بطلة القصة فرصة جديدة للهرب، قبل أن يخرّب جهودها عبر جعلها (هي أو «تارين») تتصرف بطريقة خرقاء. حين توشك الشرطة على إلقاء القبض على القاتل مثلاً، أسوأ ما يمكن فعله هو إلهاؤها بشكلٍ غبي وبلا مبرر كي تخسر تفوّقها على المجرمين.

في مرحلة معينة، يعود «هاريس» للظهور ويزيد الوضع تعقيداً، لكن ليس بدرجة كافية، لأن سيناريو غوتييريس يكتفي في نهاية المطاف بعرض تعابيره الجامدة على نحو مريع. يقدّم مدير التصوير سام بريف ومسؤول الموسيقى التصويرية كارلوس خوسيه ألفاريز عملهما بالشكل المطلوب، لكن لا يستطيع أيٌّ منهما أن يرفع مستوى قصة مبنية على تطورات متخبطة وعرض عشوائي لحياة «ماغي» الشخصية وتاريخ زواجها. لا تؤثر هذه العناصر كلها على مجرى الأحداث. قد يكون جيف فاهي الممثل الوحيد الذي يترك انطباعاً إيجابياً بدور «ميل» القوي والمجرم. لكن قد ينجم هذا الانطباع أيضاً عن مظهره الخارجي بكل بساطة، لا سيما لحيته الصغيرة البيضاء الساطعة وخصل شعره الطويلة.

في النهاية، قد نكتشف أن جميع الشخصيات في هذا الفيلم تمثّل نوعاً معيّناً من السارقين. إنه أمر مبرر لأن الفيلم لا يُحقق شيئاً بل يكتفي بسرقة وقت المشاهدين.


MISS 3