الأرجنتين تُصوّت للتغيير... والرئيس المُنتخب يتعهّد وضع نهاية للإنحطاط

02 : 00

ميلي مُحتفلاً مع أنصاره في مقرّ حملته في بوينس آيرس الأحد (أ ف ب)

صوّت الأرجنتينيون للتغيير الأحد وفوّضوا المرشّح الليبرالي المتشدّد خافيير ميلي ليُمثّلهم كرئيس لأربع سنوات بعد فوزه الساحق بنحو 56 في المئة من الأصوات على وزير الاقتصاد الوسطي سيرخيو ماسا في الدورة الثانية، فيما تعهّد الرئيس المُنتخب في خطاب النصر أنّه «اليوم تبدأ نهاية الانحطاط» وتنطلق «إعادة إعمار الأرجنتين»، محذّراً من أنه لن تكون هناك «أنصاف حلول».

وخاطب ميلي آلافاً من أنصاره في مقرّ حملته في بوينس آيرس، مشدّداً على أن «هذه ليلة تاريخية للأرجنتين»، وقال: «انتهى النموذج الطبقي الفقير، واليوم نتبنّى نموذج الحرّية كي نُصبح مجدّداً قوّة عالمية. اليوم تنتهي طريقة مورِسَت بها السياسة، وتبدأ طريقة أخرى».

وأضاف: «نحن نُواجه مشكلات هائلة: التضخّم والركود ونقص الوظائف الحقيقية وانعدام الأمن والفقر والبؤس. هذه مشكلات لن تحلّ إلّا إذا تبنّينا أفكار الحرّية مرّة أخرى». وحذّر ميلي الذي يدعو منذ عامَين إلى العلاج بالصدمة لاقتصاد أنهكه تضخّم مزمن يبلغ حاليّاً 143 في المئة على مدى عام واحد، قائلاً: «لا يوجد مجال للتدرّج ولا مجال للفتور أو لأنصاف الحلول».

لكنّه مدّ يده إلى «جميع الأرجنتينيين والقادة السياسيين وجميع من يُريدون الانضمام إلى الأرجنتين الجديدة»، محذّراً في الوقت عينه من حركات مقاومة اجتماعية محتملة لإصلاحاته، وقال: «نعلم أن هناك أشخاصاً سيُقاومون ويُريدون الحفاظ على نظام الامتيازات (الذي يستفيد منه) البعض ولكنّه يفقر الغالبية. أقول لهم: كلّ ما هو في القانون جائز، ولكن ليس ما هو خارج القانون».

وميلي (53 عاماً)، هو اقتصادي يصف نفسه بأنه «رأسمالي فوضوي»، وأثار الجدل في مداخلاته التلفزيونية ودخل المعترك السياسي قبل عامَين. وتعهّد التخلّص من «الطبقة الطفيلية» و»تقليم الدولة المعادية» و»دولرة الاقتصاد»، فيما ينتقل الأرجنتينيون «من أزمة إلى أخرى، وباتوا على شفير الانهيار النفسي»، وفق المحلّلة آنا إيباراغيري.

وتشهد البلاد ارتفاعاً في الأسعار من شهر إلى آخر، وحتّى من أسبوع إلى آخر، بينما انخفضت الأجور، بما في ذلك الحدّ الأدنى للرواتب، إلى 146 ألف بيزو (400 دولار). ووصلت الإيجارات إلى مستويات باتت بعيدة عن متناول كثيرين، وتلجأ ربّات الأسر إلى المقايضة للحصول على ما يحتجنَ إليه، على غرار ما حدث بعد الأزمة الاقتصادية الحادة عام 2001.

وأظهرت دراسة أجرتها جامعة بوينس آيرس في وقت سابق هذا العام، أن 68 في المئة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً مستعدّون للهجرة إذا سنحت لهم الفرصة. ويتولّى ميلي الرئاسة في 10 كانون الأوّل خلفاً للرئيس البيروني (يسار وسط) ألبرتو فرنانديز، في وقت تنتظره سلسلة تحدّيات اقتصادية لإعادة النهوض بالقوّة الثالثة في أميركا اللاتينية.

دخل حزب ميلي «ليبرتاد أفانزا» البرلمان في 2021 مع 3 نواب. وهو بات القوة الثالثة في مجلس النواب مع 38 عضواً من أصل 257، حيث لا تزال الكتلة البيرونية (وسط اليسار) تحظى بالأفضلية (108 مقاعد)، لكن من دون غالبية مطلقة.

وبالتالي، سيكون من الضروري لميلي نسج تحالفات مستدامة أو ظرفية، كما مع الكتلة اليمينية «خونتوس بور إل كامبيو» (93 نائباً). لكن هذه الكتلة هي أقرب إلى التفكّك من أي وقت مضى، بعد انقسامها بشكل حاد في شأن دعم ميلي في الدورة الثانية من الانتخابات من عدمه.

وتوالت التهاني الإقليمية والدولية بانتخاب ميلي رئيساً للأرجنتين، كان أبرزها من الولايات المتحدة التي أشادت بـ»الإقبال الكبير والسير السلمي لعملية التصويت»، في حين هنأ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، ميلي، وقال: «أنا فخور جدّاً بك. ستُغيّر بلدك وتجعل الأرجنتين عظيمة مرّة أخرى».

كما هنّأه الرئيس البرازيلي اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، وكذلك تشيلي وكولومبيا وباراغواي والاتحاد الأوروبي وروسيا والهند والصين، علماً أن ميلي قد صرّح خلال حملته الانتخابية بأنّه يُريد إنهاء العلاقات التجارية مع الصين التي تُعدّ من الشركاء الاقتصاديين الأوائل في البلاد، مؤكداً أنّه «لن يتعامل مع الشيوعيين».


MISS 3