جورج الهاني

الإنتخابات الرياضية وحدها لا تكفي...

8 حزيران 2020

11 : 05

بدأت الأصوات تعلو يوماً بعد يوم حول ضرورة إجراء إنتخابات الإتحادات الرياضيّة المقرّرة في الفصل الأخير من العام الجاري، وعدم إرجائها لأيّ سبب أو ظرف طارئ، وباشر عددٌ من المرشّحين البارزين في أكثر من لعبة جماعية وفردية إتصالاتهم العلنية والسرّية في هذا الإتجاه، مع احتمال نشوب معارك إنتخابية رياضية في بعض هذه الإتحادات وحصول توافق في إتحادات أخرى، وذلك بحسب الإتفاقات التي يمكن أن تتوصّل إليها القطاعات الرياضية في الأحزاب السياسية، التي تتحكّم بمفاصل الرياضة وتشارك في صنع القرارات بشكل أو بآخر، إن من خلال رؤساء الإتحادات المقرّبين أو المحسوبين على هذه القطاعات، أو عبر أمناء السرّ، أو حتى عبر معظم أعضائها.

ولكن هل حصول الإنتخابات كافٍ لتجديد وتنشيط الحياة الرياضية في لبنان؟ بالتأكيد لا. فإذا حصل هذا الإستحقاق في موعده وعاد معظم الطقم الرياضيّ المترهّل ليُدير الإتحادات ونشاطاتها وبطولاتها، فما الذي يكون تغيّر في المفهوم والمضمون؟ إنّ ضخّ دم جديد في جسد الإتحادات الرياضية باتَ أمراً ضرورياً وملحاً، وهي نقطة جوهرية ومفصلية يجب أن تؤخذ في الإعتبار.

مشكورة جهود الإداريين المخضرمين الذين أمضوا عقدَين أو حتى ثلاثة من عمرهم في المناصب والمهام ذاتها، وكأنّ لا غنىً عنهم ولا بديل لهم في الوسط الرياضيّ، الذي يزخر بالطبع بالكفاءات والطاقات الشابّة المندفعة والمتحمّسة للعمل وللخدمة في الشأن العام، والتي يجب إعطاؤها اليوم فرصة حقيقية لإثبات نفسها وقدراتها، وللمساهمة الفعّالة بالنهوض مجدداً بالقطاع الرياضي "المُنهك" والمريض، ليس نتيجة الأوضاع الإقتصادية والمالية والإجتماعية الصعبة التي تشهدها البلاد وحسب، بل بسبب عدم وجود الرجل المناسب في المكان المناسب في معظم الأحيان، والأدلّة في هذا المجال كثيرة ومعروفة.

من هنا التمنّي على القطاعات الرياضية في الأحزاب والتيارات السياسية التي لها اليد الطولى في اختيار أسماء المرشّحين لكافة المناصب في الإتحادات من رأس الهرم الى أسفله، كما على رؤساء اللوائح الإنتخابية إختيار الأكفأ والأجدر لتسلّم المناصب الإدارية، وألا تتكرّر هذه المرّة أيضاً عملية إسقاط أسماءٍ مغمورة بـ "الباراشوت"، لمجرّد أنّ أصحابها يحظون بدعمٍ أو يتمتّعون بعلاقة جيّدة أو صلة قُربى بالمفاتيح الإنتخابية الأساسية، أكانت سياسية أو رياضية أو مالية أو إدارية.


MISS 3