سكايز يستنكر استهداف الصحافيّين ويُدين افتقاد بعض الإعلام آداب المهنة

10 : 02

تعدّدت الانتهاكات والاعتداءات التي طاولت الصحافيّين والمراسلين والمصوّرين في اليومين الماضيين، وتنوّعت أساليب وسُبل التعاطي معها ومحاولة معالجتها. وقد سجّل مركز الدفاع عن الحرّيات الإعلامية والثقافية "سكايز" (عيون سمير قصير)، يوم السبت 6 حزيران 2020، شوائب عدة خطيرة في هذا المجال، لا بدّ من التوقف عندها مليّاً والتنديد بها وبمرتكبيها، لأنها تُنذر بما هو أسوأ في حال تمّ التمادي فيها من دون أي وازع أو رادع.

فقد جاء ردّ إعلاميّين في قناة "OTV" على تغريدة للإعلامية ديما صادق، تنتقد فيها حدثاً من العام 2009 موثقاً في كتاب، يتعلّق بتوزير جبران باسيل آنذاك، منافٍ لأبسط القواعد المهنية وحافلاً بالإيحاءات الدونية وعبارات الإسفاف، ومشبعاً بالعقلية الذكورية السامّة.

وليس ما تعرّضت له قناة "MTV" من حملة تخوين شرسة بعيداً عن هذا الواقع المرير، حيث حاول بعض الإعلام اتهامها زوراً بفبركة فيديو لشبّان يشتمون السيدة عائشة زوجة النبي محمد بعبارات نابية، مع أن المقطع موثّق في البثّ المباشر لأكثر من وسيلة إعلامية، في محاولة واضحة للتنصّل من محتواه من جانب الأطراف التي ينتمي إليها هؤلاء الشبّان. والمخزي أيضاً أن تأتي حملة التخوين للقناة على ألسنة وصفحات بعض الإعلاميين أيضاً في قنوات أخرى، حيث حمّل الإعلامي في قناة "المنار" سهيل دياب الـ"MTV" مسؤولية فبركة الفيديو ونافياً واقعة السب والشتم، ومثله فعل الإعلامي حسين مرتضى، والذي ذهب إلى حدّ إطلاق "هاشتاغ" على صفحته "#المر_قناة_صهيونية".

ولا يقلّ خطراً ما جرى مع مراسلة جريدة "النهار" الصحافية أسرار شبارو، التي تعرّضت للتهديد والشتم والإهانة وعلى الهواء مباشرة من قِبل زميلها في الجريدة ومراسل قناة "الميادين" عباس صبّاغ، إثر تصويرها له وهو يعتدي على مراسل موقع "صوت بيروت إنترناشونال" ابراهيم فتفت بسبب انزعاجه من رسالته على الهواء. إلا أن المستغرب أكثر هو أن يتمّ محو مقطع الفيديو الذي يُجسّد الانتهاك بشكل واضح بحق الصحافية شبارو عن صفحة "النهار" في اليوم نفسه من دون توضيح الأسباب بشكل مقنع.

والمؤسف أكثر أن يجري ذلك كلّه، والخطر يُلاحق جميع الصحافيين ومن دون أي استثناء، خلال تغطيتهم التظاهرات في وسط بيروت، حيث أصيب مراسل قناة "الجديد" حسان الرفاعي برصاصة مطاطية في بطنه ومصوّر وكالة "أسوشيتد برس" بلال حسين بقنبلة غاز في قدمه، أطلقتهما العناصر الأمنية، فيما تعرضت مراسلة قناة "MTV" جويس عقيقي للمضايقة والرش بالمياه على يد متظاهرين، ورمى أحد المناوئين للتظاهرة كاميرا قناة "LBCI" أرضاً تحت جسر الرينغ.

إن مركز "سكايز" إذ يستنكر تلك الانتهاكات بكل أنواعها ويُدين مرتكبيها، يؤكد في الوقت عينه أن الأخطر في كل ما يحصل هو جنوح بعض الإعلاميين نحو جموح غير محدود مشبع بفائض من الولاء الحزبي والغرائزي، وبشكل فاضح وسافر بعيد عن أي أصول مهنية أو حتى أخلاقية، ما يُفقده المشروعيّة المبنية أوّلاً وأخيراً على آداب المهنة. فلا مجال لتعزيز حرية الإعلام في جوّ يغيب عنه التضامن المهني بين الصحافيين، ويتماهى بعض الإعلام أدبياً وفكرياً وعدائيةً مع جلاّدي المهنة وقامعي الحرية.

MISS 3