أماكن

الزحمة تعود إلى موسكو

02 : 00

عادت زحمة السير إلى شوارع موسكو وعاد المارة إلى أرصفتها، مع مباشرة السلطات رفع تدابير العزل وإزالة نظام إجازة المرور الذي يلقى رفضاً شعبياً. وتردّدت أبواق السيارات في أرجاء المدينة فيما بدت السيارات متراصّة على طول أجزاء عديدة من الجادة الدائرية حول وسط المدينة التي يبلغ عرضها في بعض المواقع عشرة مسالك.

وفي ظل درجات حرارة صيفية بعد هطول أمطار غزيرة في أيار، خرج العديد من سكان موسكو للتنزه منذ الصباح الباكر، مغتنمين الحق في مغادرة منازلهم بحرية مع رفع الحجر المنزلي الذي أعلن في نهاية آذار لمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجدّ.

وقالت تمارا صديكوفا وعلى وجهها ابتسامة عريضة وهي ترتدي قميص حماية، إنها خرجت من منزلها "لأول مرة" منذ فرض القيود.

وأوضحت المهندسة السابقة التي اعتمدت على مساعدة ابنها لأكثر من شهرين "إنني مواطنة تحترم القوانين، وخرجت فقط حين بات بإمكاني القيام بذلك. كان عليّ الخروج اليوم، يجب أن أذهب إلى الصيدلية وإلى المتاجر".

وأعلن رئيس البلدية سيرغي سوبيانين الإثنين رفع نظام "العزل الذاتي" المنزلي وإذن المرور الإلزامي، على أن يبقى وضع الكمامات والقفازات إلزامياً في الأماكن المغلقة ووسائل النقل العام.

ودهش البعض لسرعة رفع الحجر في حين لا تزال المدينة بؤرة الوباء في روسيا وبلغت حصيلة الإصابات اليومية الثلاثاء 1572 حالة. وأبدت يوليا فرولوفا طبيبة الأسنان البالغة من العمر 28 عاماً أملها في "عدم حصول موجة ثانية" من الإصابات.

وقالت ضاحكة "لدي شكوك في جدوى رفع تدابير الحجر الصحي في هذا الوقت المبكر، لكنني سأصدق الإحصاءات وآمل أن تكون صحيحة وأن يتغلب أطباؤنا" على الوباء. وإلى صالونات تصفيف الشعر ودور التجميل، سمح للعيادات البيطرية بفتح أبوابها أمس، غير أن العديد منها بقي مغلقاً إذ لم يتسنّ للجميع اتخاذ الترتيبات المناسبة لضيق الوقت.

ولم تتبلّغ المحلات بإمكان إعادة فتح أبوابها إلّا بعد ظهر الإثنين، حين أعلن سوبيانين القرار.

وتهافت الزبائن على المحلات. وقالت أناستازيا التي تدير محلّ حلاقة في حيّ بريسنينسكي وهي تجيب على اتصالات هاتفية "استأنفنا المواعيد منذ الأمس، والعمل لا يتوقف، المواعيد متواصلة حتى السبت". ومن أصل أربعة مقاعد في محلها، هناك مقعد واحد شاغر. أما الكمامات والقفازات الإلزامية مبدئياً، فهي في الواقع اختيارية سواء للزبائن أو للموظفين. وعلى مسافة مئات الأمتار، يلتزم صالون التجميل "بالتشيكي" بتدابير الحيطة، فالزبونات القليلات يجلسن على مسافة من بعضهن، وأقيم حاجز زجاجيّ حول الصندوق، تجلس خلفه أنيا لتلقي البضائع التي يتمّ تسليمها وتدوين المواعيد.

تقول مديرة الصالون وهي تجيب على اتصالات هاتفية متواصلة "نظّمنا أنفسنا لنفتح في أبكر وقت ممكن". وسيكون بإمكان المتاحف والمكتبات وأرصفة المقاهي والمطاعم استئناف العمل اعتباراً من 16 حزيران، تليها الصالات الرياضية وأحواض السباحة في 23 حزيران، عشية العرض العسكري الضخم الذي يعتزم الكرملين تنظيمه عوضاً عن عرض 9 أيارالذي ألغي بسبب الوباء.


MISS 3