الكافيين يؤثر على قدرات التعلّم في دماغك

02 : 00

يذكر تحليل جديد لدراستَين مثيرتَين للاهتمام أن استهلاك كمية كبيرة من الكافيين يومياً قد يكبح قدرة الدماغ على إعادة ضبط نفسه.

حلّل باحثون من معهد أبحاث التنظيم العصبي في مستشفى «باتلر»، في رود آيلاند، الإشارات الدماغية المرتبطة بالتعلّم وتسجيل الذكريات لدى 20 فرداً، فاكتشفوا تفاصيل مفاجئة تتحدّى الفرضيات القائلة إن الكافيين يعزّز المرونة الدماغية.

شملت المراجعة الجديدة 16 شخصاً كانوا يستهلكون بين حصة واحدة وخمس حصص من المشروبات الغنية بالكافيين يومياً، و4 أشخاص بالكاد يتناولون الكافيين. خضع المشاركون للتحفيز الدماغي، وكانت هذه العملية مُصمّمة لتقليد جهوزية الدماغ للتعلم واسمها «التحفيز المغناطيسي المتكرر عبر الجمجمة».

ثم راقب الباحثون إشارات النبضات الكهربائية في الجهاز العصبي لقياس عملية «التخميد الطويل الأمد» (ما تفعله الخلايا العصبية في الدماغ لتقوية الروابط في ما بينها). في المجموعة التي لم تكن تستهلك الكافيين، بدت آثار التخميد العصبي أقوى بكثير.

يفترض الباحثون أن التحفيز المتكرّر بسبب استهلاك الكافيين قد يعطي أثراً عكسياً في الدماغ، ما قد يفسّر تراجع مستويات مرونته. لكن تبقى هذه الفكرة مجرّد فرضية حتى الآن. في مطلق الأحوال، تُعتبر هذه المراجعة تجريبية، وهي تهدف إلى دعم الفرضيات المستقبلية. ينوي الباحثون استكشاف الموضوع عبر إجراء دراسات أكثر دقة مستقبلاً، حيث يتحدّد توقيت استهلاك الكافيين وجرعته قبل الاختبارات، ما يسمح بتحسين التقديرات المرتبطة بالتوافر الحيوي للجهاز العصبي المركزي وعلاقته باستجابات المرونة.

تُعتبر العلاقة بين الكافيين والصحة معقّدة أصلاً، فقد كشفت الأبحاث السابقة أنه يعطي آثاراً إيجابية وسلبية في آن تتراوح بين الوقاية من الخرف وزيادة مخاطر السكري.

في النهاية، يستنتج الباحثون: «من المفيد أن نفهم ما يفعله الكافيين لتغيير الآلية الكامنة وراء التعلّم وحفظ الذكريات، فضلاً عن الأثر المحتمل للكافيين على نتائج التحفيز المغناطيسي المتكرّر عبر الجمجمة».


MISS 3