الكافيين... تناولوه لتخفيف الوزن

12 : 52

وفق دراسة جديدة، قد يكبح استهلاك الكافيين جزءاً من أضرار الحمية المُسببة للبدانة!

أعطى العلماء في جامعة إلينوي في "أوربانا تشامبن" حمية دسمة وغنية بالسكر لمجموعة فئران، ثم أعطوا عدداً من القوارض مادة الكافيين المستخلصة من شاي المتة ومشروبات أخرى خالية من الكافيين.تراجع الوزن الذي اكتسبته الفئران بعد استهلاكها خلاصة الكافيين بنسبة 16% وانخفض مؤشر كتلة الجسم لديها بنسبة 22%، مقارنةً بالمجموعة التي استهلكت شاي المتة الخالي من الكافيين.كانت الآثار المضادة للبدانة واضحة أيضاً لدى الفئران التي استهلكت الكافيين الاصطناعي أو الكافيين المستخلص من القهوة.

من خلال تحليل خلايا الفئران، اكتشف العلماء أن الكافيين يعطي جزءاً من آثاره عبر تغيير طريقة التعبير عن بعض الجينات. نُشِر تقرير عن نتائجهم في "مجلة الأغذية الوظيفية".

تقول المشرفة على الدراسة، ألفيرا غونزاليس دي ميجيا، مديرة قسم العلوم الغذائية في جامعة إلينوي: "نظراً إلى النتائج التي توصلنا إليها، يمكن اعتبار شاي المتة والكافيين من العناصر المضادة للبدانة".أعطى العلماء حمية غنية بالدهون والسكر لست مجموعات طوال 28 يوماً. كذلك، دعّموا حمية خمسة من تلك المجموعات بأحد العناصر التالية: الكافيين الاصطناعي، شاي المتة الغني بالكافيين، الكافيين المستخلص من شاي المتة، الكافيين المستخلص من القهوة، شاي المتة الخالي من الكافيين.كانت كمية الكافيين مساوية لتلك التي يستهلكها البشر عند شرب 4 أكواب قهوة يومياً.

بعد مرور 28 يوماً، برز اختلاف واضح في كتلة الجسم الهزيلة في المجموعات الست من الفئران. وتراجعت الدهون التي اكتسبتها القوارض بعد استهلاك الكافيين من أي مصدر مقارنةً بالمجموعة التي تناولت منتجات بلا كافيين. كذلك، ظهر رابط وثيق بين تخزين الدهون في الخلايا الدهنية واكتساب الوزن وزيادة دهون الجسم.

بالإضافة إلى تحليل آثار مختلف أشكال الكافيين لدى الفئران الحية، استكشف الباحثون مفعولها في الخلايا المزروعة. فعرّضوا الخلايا الدهنية المأخوذة من الفئران لثلاثة أنواع من الكافيين: الاصطناعي، والمستخلص من القهوة، والمستخلص من شاي المتّة.

كشفت هذه التجارب تراجع تراكم الدهون في الخلايا الدهنية بنسبة تتراوح بين 20 و41%، بغض النظر عن نوع الكافيين.

كذلك، كشف التحليل الجيني المرتبط بأيض الدهون والبدانة أن الكافيين يُضعف التعبير عن بعض الجينات.

كبح الكافيين التعبير عن جينات تُشَفّر أنزيم "سنتاز الحمض الدهني" الذي يسهم في إنتاج الأحماض الدهنية، وأنزيم "ليبوبروتين ليباز" الذي يؤدي دوراً محورياً في تفكيك الشحوم الثلاثية.

أضعفت أنواع الكافيين الثلاثة التعبير عن الجينتَين معاً بدرجة ملحوظة. ورصدت التجارب على الخلايا المزروعة تراجعاً في التعبير عن أنزيم "سنتاز الحمض الدهني" بنسبة 31 إلى 39%، وعن أنزيم "ليبوبروتين ليباز" بنسبة 51 إلى 69%.

وفق تعريف منظمة الصحة العالمية، يشير الوزن الزائد والبدانة إلى تراكم مفرط للدهون واضطراب قادر على إيذاء الصحة.

تطرح البدانة مشاكل صحية كبرى حول العالم. وبعدما كانت محصورة في البلدان ذات الدخل المرتفع، تحوّلت اليوم إلى أزمة صحية متوسّعة في البلدان ذات الدخل المتوسط والمنخفض. ينجم حوالى 2.8 مليون حالة وفاة سنوياً عن البدانة والوزن الزائد.

كذلك، يُعتبر الوزن الزائد والبدانة جزءاً من أبرز عوامل الخطر المُسببة لمشاكل صحية مزمنة، منها النوع الثاني من السكري، ومرض الكبد الدهني، والأمراض القلبية والأيضية.

تتعدد المقاربات التي تساعد البدينين على فقدان الوزن، منها تغيير أسلوب الحياة وأخذ الأدوية المناسبة والخضوع لجراحة، لكنّ الوقاية من البدانة لا تزال تطرح صعوبة كبرى. بدأت الحاجة المُلحّة إلى وضع استراتيجيات مقبولة الكلفة ومتاحة على نطاق واسع تُشجّع العلماء على البحث عن حلول في النباتات والأعشاب.

تقول دي ميجيا: "يمكن تعديل نتائج هذا البحث لتطبيقها على البشر وفهم أدوار شاي المتّة والكافيين كجزءٍ من الاستراتيجيات المحتملة للاحتماء من الوزن الزائد والبدانة، فضلاً عن اضطرابات أيضية أخرى على صلة بهذه الأمراض".


MISS 3