الكافيين في دمك يؤثر على دهون الجسم ومخاطر إصابتك بالسكري

02 : 00

يبدو أن مستويات الكافيين في دمك تنعكس على كمية الدهون في جسمك، وقد يُحدد هذا العامل خطر إصابتك بالنوع الثاني من السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية. إنه الاستنتاج الذي توصّلت إليه دراسة جديدة استعملت مؤشرات وراثية لإقامة رابط أكثر وضوحاً بين مستويات الكافيين، ومؤشر كتلة الجسم، ومخاطر النوع الثاني من السكري.

يقول الباحثون من «معهد كارولينسكا» في السويد، ومن جامعة «بريستول»، و»إمبريال كوليدج لندن» في بريطانيا، إن المشروبات الغنية بالكافيين والخالية من السعرات الحرارية يمكن استكشافها كأداة محتملة لتخفيض مستويات الدهون في الجسم.

يكتب الباحثون في تقريرهم: «برز رابط بين ارتفاع كميات الكافيين في بلازما الدم لأسباب وراثية وتراجع مؤشر كتلة الجسم وكتلة الدهون. كذلك، ارتبطت تلك الكميات بتراجع خطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري. تبيّن أن نصف الأثر الذي يعطيه الكافيين على المرض يتعلق بتراجع مؤشر كتلة الجسم».

شملت الدراسة معلومات عن 10 آلاف شخص تقريباً جُمِعت من قواعد بيانات سابقة وركّزت على الاختلافات داخل جينات محددة تُعرَف بارتباطها بسرعة تفكك الكافيين أو في جوارها. بشكل عام، يميل الفرد الذي يحمل تغيّرات تؤثر على الجينات (لا سيما CYP1A2 والجينة التي تنظّم عملها AHR) إلى تفكيك الكافيين بوتيرة أبطأ من العادة، ما يسمح لهذه المادة بالبقاء في الدم لفترة أطول. لكن تميل هذه الفئة من الناس أيضاً إلى تخفيف استهلاك الكافيين بشكل عام.

كانت مقاربة «العشوائية المندلية» تُستعمَل سابقاً لرصد أي علاقات سببية محتملة بين وجود تلك الاختلافات وأمراض مثل السكري، وكتلة الجسم، وعوامل على صلة بأسلوب الحياة. برز رابط ملحوظ بين مستويات الكافيين، ومؤشر كتلة الجسم، ومخاطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري. في المقابل لم يظهر أي رابط بين كمية الكافيين في الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك الرجفان الأذيني، وقصور القلب، والجلطات الدماغية.

ربطت الدراسات السابقة بين زيادة معتدلة ونسبية في استهلاك الكافيين وتحسين صحة القلب وتخفيض مؤشر كتلة الجسم، ويأتي البحث الجديد ليزيد التفاصيل التي نعرفها عن آثار القهوة في الجسم.

تجدر الإشارة إلى أن آثار الكافيين ليست إيجابية بالكامل، ما يعني ضرورة تقييم منافع هذه المادة بحذر. مع ذلك، تُعتبر الدراسة الجديدة خطوة مهمة لتحديد كمية الكافيين المثالية.

يضيف الباحثون: «تكشف التجارب الصغيرة وقصيرة الأمد أن استهلاك الكافيين يؤدي إلى تراجع الوزن وكتلة الدهون في الجسم، لكن تبقى آثاره على المدى الطويل غير معروفة».

يظن العلماء أن الرابط الذي توصلت إليه هذه الدراسة قد يتعلق بقدرة الكافيين على توليد الحرارة وأكسدة الدهون (أي تحويلها إلى طاقة) داخل الجسم، ويؤثر هذان العاملان بكل وضوح على عملية الأيض بشكل عام.

لكن تبرز الحاجة إلى إجراء أبحاث أخرى للتأكد من هذه العلاقة السببية. شملت الدراسة الأخيرة عيّنة كبيرة من المشاركين، لكن تبقى مقاربة «العشوائية المندلية» معرّضة للأخطاء، وقد تؤثر عوامل أخرى لم يأخذها فريق البحث بالاعتبار على النتائج النهائية.

في النهاية، يستنتج الباحثون: «نظراً إلى مستوى استهلاك مادة الكافيين حول العالم، حتى أبسط آثارها الأيضية قد تعطي نتائج صحية بارزة».


MISS 3