دعت «الهيئة السياسيّة في «التيّار الوطني الحرّ» في اجتماعها الأسبوعي الأخير برئاسة النائب جبران باسيل، «الكتل النيابيّة إلى انتخاب رئيس للجمهورية إضافة إلى وجود حكومة فاعلة».
فصلٌ أول، يتعامل «التيّار الحرّ» مع اللبنانيّين وكأنّهم فاقدو الذاكرة، وكأنّهم نَسَوا أنّ نوّاب «التيّار» اقترعوا على مدى إحدى عشرة جلسة بورقة بيضاء في الدورة الأولى ثمّ انسحبوا، مع حُماتهم ومُرشديهم والمُفضلين عليهم، انسحبوا ليعطّلوا انعقاد الدورة الثانية. وفي الجلسة الثانية عشرة اقترع بعضهم لصالح جهاد أزعور في الدورة الأولى وانسحب جميع نواب «التيّار» بعدها لتعطيل الدورة الثانية بتطيير النصاب.
إنّ إصرار «التيّار الحرّ» على قلب الحقائق وتشويهها هو تأكيد على غياب الحدّ الأدنى من المصداقيّة السياسيّة والوطنيّة لديه، وإلّا فليثبت العكس بالبقاء على تقاطعه مع النواب السياديّين في ما خصّ انتخاب رئيس جديد للجمهوريّة.
فصلٌ ثاني، يتبارى قياديّو «التيّار الحرّ» بدءاً برئيسهم النائب باسيل وببعض نوابّهم ومسؤوليهم، في هدم معنويات الجيش اللبناني والتقليل من قدراته والتصويب على قائده وقيادته، وفي المقابل يُعظّمون دور «حزب الله» ويستميتون في الدفاع عن «محور الممانعة» وعن ضرورة بقاء «المقاومة» وسلاحها ونفوذها، ويخوّنون كلّ مَن يدافع عن الدولة اللبنانيّة ودستورها وعن ضرورة الالتزام بالقرارات الدوليّة خاصة القرار 1701 الذي وافق عليه وزراء «حزب الله» في الحكومة التي كان يراسها الرئيس السنيورة وذلك من دون أيّ تحفّظ.
مع التذكير أنّ من صلب بنود القرار 1701 التمسّك بالقرارين 1559 و1680 مع ما يعنيه ذلك من ضرورة تخلّي جميع القوى غير الشرعيّة اللبنانيّة وغير اللبنانيّة عن سلاحها ووضع هذا السلاح بتصرّف وإمرة الجيش اللبناني والدولة اللبنانيّة فقط لا غير وبدون مشاركة أحد. فهل يتنكّر اليوم العونيّون، القدامى والجدد منهم، لمؤسّسة الجيش اللبناني التي احتموا في ظلّها وضربوا بسيفها منذ العام 1988 ليقضوا على كلّ مَن دافع واستشهد في سبيل بقاء لبنان السيّد الحرّ المستقلّ والمُحَرَّر؟
يا لقلّة الوفاء.
فصل ثالث، مرّات ومرّات تخطّى «التيّار الحرّ» الدساتير والقوانين والأعراف والقرارات القضائيّة المُبرمة وداس عليها من أجل الوصول إلى غاياته الشخصيّة كتأخير تشكيل الحكومات كرمى للصهر، وكتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية خلفاً للرئيس لحود لمدّة أشهر طويلة، وكذلك فعل بعد انقضاء ولاية الرئيس سليمان حيث عَطّل الانتخابات الرئاسيّة لأكثر من سنتين ونصف حتى مجيء الرئيس ميشال عون إلى قصر بعبدا، وها هو اليوم يُعَطّل انتخاب الرئيس حتى يصل إلى مراميه بأن يكون باسيل الرئيس أو عرّاب الرئيس القادم.
إلّا أنّه، وبسحر ساحر اليوم، يريد تسخير القوانين لإفراغ قيادة الجيش من القائد ليخرجه من السباق الرئاسيّ، وكلّ هذا رغم إصرار البطريرك الماروني وباقي البطاركة والأساقفة على الحفاظ على القائد، في ظلّ وجود المنطقة ولبنان بحالة غليان، وبانتظار انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ويقوم رئيس «التيّار الحرّ» بكل ذلك تحت شعار استرجاع حقوق المسيحيّين.
أيّها الباسيليّون، لم تتركوا شيئاً من الحقوق لتسترجعوه، فقد عرّيتمونا من كلّ الحقوق. المسيحيّون خاصّة، واللبنانيّون عامّة منكم برّاء. تجرأوا على تنظيم استفناء شعبي تتأكّدوا.
(*) عضو «الجبهة السياديّة من أجل لبنان»