رمال جوني

إنتفاضة الشعب تعود إلى ساحات النبطية: الدولار بـ"5 آلاف" والناس نايمة

11 حزيران 2020

02 : 00

الدولار أشعل فتيل الثورة مُجدّداً

إهتز الشارع مُجدّداً، وهذه المرة من بوابّة الدولار، أحكم الأخير قبضته على رقاب الناس، خنقهم أكثر، ووضعهم في خانة "اليك".

إرتفعت الأصوات المناهضة للظلم، وضع شبّان حراك النبطية متاريس مواجهة الظلم الإقتصادي وسلطة أمعنت في تجويع الفقراء أكثر من دون أن تتمكن من القبض على المتلاعبين بالدولار. يُردّد المحتجّون في الساحة شعار "قُم للدولار وفّه التبجيلا ، فجّر الدولار الوطن تفجيماً". يصرخ أحدهم: "وين الشعب؟ معقول الدولار عندن بـ1500 ليرة وعنّا بـ5 آلاف"، فيما يرفع آخر شعار "الدولار بـ5 آلاف والناس نايمة، الجوع كافر، بس الصمت جريمة". ووفق جورج، "القضية اليوم غلاء الدولار، لكن المعضلة هي تراكمات السنوات الماضية التي أوصلتنا الى الحضيض".

ولا ينفكّ رائد عن التأكيد بأن"تحرّكاتنا المطلبية ستشتدّ، فالأزمة فتكت بكل الخيارات"، ويسأل: "متى يعي المواطن خطورة الوضع؟ كيف يواجه أزمته؟ من أين يأكل وكيف يؤمّن متطلباته اليومية"، في حين يؤكد حسين بأن "التحرّك المطلبي هو أول غيث تحركات ضاغطة، لن نستكين قبل أن يتمّ خفض الدولار وإجراء سلّة اصلاحات شاملة".

لم يعد أحد يُخفي نيته بإسقاط الحكومة. برأي هلال، "لم تفعل شيئاً غير الكلام والوعود، على الأرض لم نر غير دولار مُرتفع وغلاء مُستشر وبطالة مُدجّجة بأسلحة الدمار الشامل لما بقي من الوطن، ماذا تنتظر بعد لتأخذ قرارات صارمة، من الذي يريد انهيار البلد، ودفعه نحو التهلكة"؟

يُعوّل المحتجّون على ملء الساحات مُجدّداً، فالدولار على عتبة الـ5 آلاف ما يعني أن الأسعار ستجنّ، على حدّ قول ربيع، الذي يقول "إننا مُقبلون على أزمة تقنين قاس للكهرباء وشحّ في المازوت وارتفاع في الدولار، فكيف نعيش؟ كيف نأكل ونلبس؟ أبسط أحلامنا بات إستقرار الأسعار ليوم واحد، هل هكذا نبني وطناً؟ صرعونا بالـ"كورونا"، وجدناها أرحم من سلطة تنخرها كل سياسة الذلّ للمواطن".

عاد الزخم الى الساحة، لن نتراجع بعد الآن، هذا ما تسمعه من المحتجّين. أكثر ما يستغربه الثوار "هو تمادي السلطة في تجويع الناس، وإستسهالها رفع الدولار، على إخضاع دوائرها لإصلاحات جذرية تُطلق عجلة التغيير، وتُطيح بالفاسدين". وفق تطلعاتهم، "كان الأجدى بالحكومة أن تضرب بقوة لوقف تدهور العملة اللبنانية، لكنها لم تفعل، ماذا حدث، بتنا في القعر، لم يعد بمقدورنا أن نثق بمن أوصلنا الى الحضيض"، يقول هشام.

عاد النبض الى ساحات الثورة في النبطية. "لم يعد الوضع يحتمل"، تقول السيدة الخمسينية، وتجزم فاتن بأن "ثورة الدولار ستُغيّر كل الموازين".

سيناريو إنتفاضة الشعب عاد ليحتلّ الساحات، الكلّ حزم أوراقه مُطلقاً صفّارة الإنذار الأخير، فبين دولار الـ 5 آلاف وتعيينات المحسوبيات، وحدهم الثوّار في المحكمة، ضربوا مطرقة الحكم لاستعادة لبنان من بوابة إنتخابات مبكرة وفق قانون خارج القيد الطائفي، والإطاحة بكل المفسدين، إصلاح القضاء، وضع حد لفلتان الدولار. فهل ينجحون وتسقط ورقة توت الفاسدين بضربة الشارع القاضية؟


MISS 3