Wellness

دواء الكيتامين وآثاره على الاكتئاب

02 : 00

تكشف دراسة جديدة ما يفعله علاج الكيتامين لمحاربة الاكتئاب الحاد. قد يُمهّد هذا البحث الذي نشرته مجلة "الطب النفسي الانتقالي" لابتكار علاجات جديدة كونه يُحدد الأجزاء الدماغية التي يؤثر عليها الكيتامين حين يستعمله الأطباء لمعالجة أصعب حالات الاكتئاب. وفق "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها"، يصاب حوالى 7.6% من الناس بعد عمر الثانية عشرة بنوع من الاكتئاب خلال فترة أسبوعين. يشير الاكتئاب إلى تعكر المزاج لفترة طويلة ويؤثر في قدرة الفرد على عيش حياة طبيعية.

قد يترافق الاكتئاب الحاد مع آثار سلبية وخطيرة على حياة المريض، حتى أنه يقوده أحياناً إلى أفكار انتحارية. لا يفهم الخبراء بالكامل بعد السبب الذي يجعل البعض يصاب بالاكتئاب، مع أن "المعهد الوطني للصحة النفسية" يعتبر العوامل الوراثية والبيئية والبيولوجية والنفسية مؤثرة في هذا المجال. يمكن معالجة الحالة بالأدوية أو بالعلاج النفسي أو بخليط منهما. أوضحت الأبحاث السابقة أن دواء الكيتامين قد يكون خياراً فاعلاً لمكافحة الاكتئاب، ويعتبره بعض العلماء علاجاً للحالات التي لا تتجاوب مع العلاجات التقليدية. لكن لا يزال السبب الذي يجعل الكيتامين يكافح الاكتئاب غامضاً. لذا أراد المشرفون على الدراسة الجديدة رصد الآثار التي يعطيها هذا الدواء على دماغ الفرد الذي لا يتجاوب مع العلاجات التقليدية. هم يأملون في أن يمهّد هذا البحث لتحسين الخيارات العلاجية المتاحة لهذه الفئة من الناس.

مفعول الكيتامين في الدماغ

تلقى المشاركون جرعات منخفضة بما يكفي من الكيتامين كي لا يعطي الدواء أثراً مخدّراً، ثم صوّر الباحثون أدمغتهم بتقنية التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني. يقول المشرف الأول على الدراسة، مايكل تايغر، وهو باحث في قسم علم الأعصاب العيادي في معهد "كارولينسكا" في "سولنا"، السويد: "إنها أكبر دراسة تستعمل التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني في العالم، وقد أردنا من خلالها أن نقيّم حجم تأثير الكيتامين ومدى ارتباط مفعوله بمستقبلات السيروتونين "1-بي". بالتعاون مع فِرَق بحثية أخرى، نجحنا سابقاً في إثبات تراجع كثافة تلك المستقبلات في أدمغة المصابين بالاكتئاب".

من خلال استعمال مادة إشعاعية تتصل بمستقبلات السيروتونين، تمكنت تقنية التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني من تسليط الضوء على آثار الكيتامين في تلك المستقبلات التي تؤدي دوراً أساسياً في الاكتئاب عبر تنظيم كمية السيروتونين التي يتلقاها الفرد. يظن الخبراء أن تراجع مستويات السيروتونين يرتبط بحالات أكثر حدة من الاكتئاب.

اختار الباحثون المتطوعين عبر نشر إعلانات على الإنترنت. وبعد انتقاء 832 فرداً، خفّض العلماء هذا العدد إلى 30 لاختيار المشاركين المناسبين لهذه الدراسة. كان المتطوعون أصحاء عموماً، باستثناء إصابتهم باضطراب الاكتئاب الحاد ولم يتجاوبوا مع علاجات سابقة لهذه الحالة.

قسّم الباحثون المشاركين على مجموعتين، فعالجوا عشرين منهم بدواء الكيتامين والعشرة الآخرين بدواء وهمي. كانت الدراسة عشوائية، ما يعني أن الأطباء والمشاركين لم يعرفوا منذ البداية طريقة توزيع المتطوعين والعلاجات على المجموعتين.

قبل تلقي العلاج، مسح الباحثون أدمغة المشاركين في بداية الدراسة، ثم مسحوها للمرة الثانية بعد أيام على أخذ العلاج. في المرحلة الثانية من الدراسة، وافق 29 مشاركاً على أخذ الكيتامين مرتين في الأسبوع، طوال أسبوعين. استناداً إلى مقياس لتصنيف الاكتئاب، اكتشف الباحثون أن 70% من المشاركين في المرحلة الثانية من الدراسة تجاوبوا مع الكيتامين.

وبعد تحليل نتائج التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، استنتج العلماء أن الكيتامين أثّر على أدمغة المشاركين بطريقة غير معروفة سابقاً، فخفف إنتاج السيروتونين مقابل زيادة إنتاج الدوبامين الذي يُعتبر ضرورياً لتنظيم المزاج.

يقول المشرف الأخير على الدراسة، جوهان لوندبيرغ، رئيس الفريق البحثي في قسم علم الأعصاب العيادي في معهد "كارولينسكا": "لقد أثبتنا للمرة الأولى أن علاج الكيتامين يزيد أعداد مستقبلات السيروتونين 1-بي".

تدابير لمنع انتحار الآخرين

إذا كنت تعرف شخصاً يميل إلى إيذاء نفسه أو إيذاء الآخرين أو يحمل أفكاراً انتحارية:

- اطرح عليه السؤال الشائك مباشرةً: "هل تفكر بالانتحار"؟

- اسمع ما يقوله من دون إطلاق الأحكام عليه.

- اتصل بصديق له أو خبير بهذا النوع من الأزمات.

- لا تفارقه قبل وصول الاختصاصي.

- حاول أن تبعد عنه أي أسلحة أو أدوية أو أغراض مؤذية أخرى.


MISS 3