جاد حداد

My Life With the Walter Boys... دراما رومانسية باهتة

13 كانون الأول 2023

02 : 00

حين تعرف زميلة «جاكي» (نيكي رودريغيز)، الفتاة الجديدة في مدرسة البلدة، أن هذه الأخيرة انتقلت حديثاً للعيش مع عائلة «والتر»، تقول لها بكل حماس: «أنت الفتاة الأوفر حظاً في هذه المدرسة كلها. ستعيشين في نعيم وسط أوسم الشبّان».

قد يكون هذا التعليق غير لائق لأن «جاكي» انتقلت إلى منزل عائلة «والتر» بعد خسارة جميع أفراد عائلتها في حادث سير. لكنه يعكس بدقة محور مسلسل My Life With the Walter Boys (حياتي مع فتيان عائلة والتر) على شبكة «نتفلكس». في هذه القصة، تجد «جاكي» الجميلة والمتزنة نفسها وهي تعيش وسط مجموعة من أوسم المراهقين في البلدة. لكن يتأثر العمل سلباً بالشخصيات المملة وإيقاع الأحداث البطيء قبل أن يتسنى له أن يقدّم محتواه.

يُعرَض المشهد الأكثر تميّزاً في المسلسل كله على الأرجح في مرحلة مبكرة، حين تحضر «جاكي» التي كانت تقيم سابقاً في مدينة نيويورك إلى مزرعة عائلة «والتر» في كولورادو، وسرعان ما تشاهد أبناء العائلة وهم ينتشرون في كل مكان ويخرجون من جميع الزوايا والأبواب.

في المحصلة، سنتعرّف على سبعة أبناء لعائلة «والتر»، وشابَين آخرين من أنسباء الأسرة، بالإضافة إلى ابنة العائلة التي لا تزال أصغر من سن المراهقة. يعيش هؤلاء جميعاً تحت جناح المزارع «جورج» (مارك بلوكاس) والطبيبة البيطرية «كاثرين» (سارة رافيرتي). من بين الفتيان التسعة، يتعلم ستة منهم في المدرسة الثانوية مع «جاكي». ومن بين هؤلاء الستة، يقع اثنان في حب «جاكي» من النظرة الأولى. يُركّز جزء كبير من الحلقات العشر (تمتد كل حلقة منها على 45 دقيقة) على تنقلات «جاكي» بينهم.

لكن تتّضح مشكلة «جاكي» الحقيقية حين لا يبدو لها أيٌّ من الخيارَين جاذباً. اقتبست ميلاني هالسال هذا المسلسل من كتاب علي نوفاك، وهي تختار حبكات مألوفة لتقديم مثلث حب، لكنها لا تجيد استعمالها بالشكل المطلوب. من جهة، سنتعرّف على «كول» (نواه لالوند)، الفتى المزعج ذات القلب الذهبي. لكن لا تنطبق عليه مواصفات هذه الشخصية النموذجية على أكمل وجه، بل إنه أقرب إلى شخص وقح يسيء التعامل مع جميع المحيطين به. ومن جهة أخرى، يبدو «أليكس» (آشبي جنتري) شاباً لطيفاً، لكنه ضعيف لدرجة أن يغرق أحياناً في حالة سامة من الشفقة على الذات. في مطلق الأحوال، يهتم هذان الشقيقان على ما يبدو بمنافستهما القديمة أكثر من العلاقة «المميزة» التي تجمع كل واحد منهما مع «جاكي».

بالنسبة إلى هذا النوع من الدراما الرومانسية، يفتقر المسلسل إلى ثنائيات جاذبة يسهل التعلّق بها. سنتعرّف في الوقت نفسه على «ويل» (جوني لينك)، الابن البكر لعائلة «والتر». هو في الرابعة والعشرين من عمره، لكن تتعلق حبكته الفرعية في هذه القصة بميله إلى إهمال خطيبته «هايلي» (زوي سول) والكذب عليها خدمةً لمسيرته المهنية. هو يبدو مصدوماً ومتألماً حين تخبره بأنهما بدآ يبتعدان عن بعضهما.

في المقابل، تبدو الثنائيات الأفلاطونية أفضل حالاً بدرجة معينة. قد تكون العلاقة التدريجية بين «جاكي» وحبيبة «كول»، «إيرين» (أليشا نيوتن)، من أكثر الحبكات جاذبية وإقناعاً في الموسم كله، لكنّ هذا الجانب من العلاقات يؤكد على ضعف الروابط الأخرى. لا مفر من أن نشعر في مرحلة معيّنة بأن جميع العلاقات التي نشاهدها كانت تستحق مصيراً أفضل.

قد يكون هذا النوع من السلوكيات السيئة جزءاً من خصائص الأعمال الدرامية. لكن تفتقر الشخصيات في هذا المسلسل إلى أي لحظات لافتة يمكن أن يتذكرها المشاهدون بعد انتهاء العرض. حتى أن القصة لا تشمل مشاكل داخلية معقدة بما يكفي لجعلنا نهتم بالأحداث والشخصيات رغم عيوبها. تظهر هذه المشكلة منذ الحلقة الأولى، لكنها تصبح أكثر وضوحاً بحلول الحلقة الأخيرة، حيث يتّضح للجميع إلى أي حد تبقى تلك الشخصيات سطحية، رغم مشاهدتها لساعات.

يهدف المسلسل بكل بساطة إلى تجسيد أجواء حميمة ومألوفة، وهو يُحقق هذا الهدف بدرجة مقبولة بما يكفي. تبدو المشاهد الريفية جميلة، لكنها ليست خلابة بالقدر الذي يمكن توقّعه. أما الديكور الداخلي، فهو مألوف وحيوي. تتماشى الحبكة المرتبطة بوصول فتاة من المدينة إلى بلدة صغيرة مع أجواء أفلام الأعياد التقليدية، ويشبه مثلث الحب بين المراهقين أعمالاً أخرى مثل The Summer I Turned Pretty (الصيف الذي أصبحتُ فيه جميلة) على موقع «أمازون» أو سلسلة To All the Boys (إلى جميع الفتيان) على «نتفلكس». تواجه الشخصيات المشاكل من وقتٍ لآخر، بعضها مرتبط بالمال أو الضغط المرافق لدخول الجامعة، وبعضها الآخر يحمل طابعاً صحياً. تطغى النهايات السعيدة على هذا النوع من القصص بشكل عام. لكن يصعب أن نشعر هذه المرة بالأجواء الدافئة التي يُفترض أن تبثّها أي قصص مماثلة لأن الشخصيات تحمل طابعاً بارداً وسطحياً.


MISS 3