لا يبدو الإتحاد اللبناني لكرة القدم متساهلاً أو متقاعساً في كلّ ما يتعلّق بمنتخب لبنان للرجال، وذلك من خلال إصراره على تحضيره وتدعيمه على أفضل وجه لكي يكون جاهزاً لنهائيات كأس آسيا التي ستنطلق الشهر المقبل في قطر، حيث سيكون لبنان على موعد مع البلد المضيف في الافتتاح المنتظر على ستاد «لوسيل» الشهير الذي حضن المباراة النهائية لمونديال قطر 2022 بين الأرجنتين وفرنسا منذ نحو عام.
رفع اتحاد اللعبة شعار «ممنوع الغلط»، فالأيام تمرّ بسرعة، والوقت الذي يفصلنا عن الحدث القارّي الكبير بات ضاغطاً جداً ولا يلعب لمصلحة منتخب الأرز، ففي حين تضع المنتخبات الأخرى المشارِكة اللمسات النهائية على تشكيلاتها وتشهد أجهزتها الفنّية ثباتاً واستقراراً، إتّخذ الإتحاد اللبناني قراراً جريئاً بإقالة المدرّب الكرواتي للمنتخب الوطني نيكولا يورسيفيتش الذي لم يستمرّ في منصبه لأكثر من شهرَين واستبداله بنظيره المونتينيغري ميودراغ رادولوفيتش الذي قاد بلاده إلى المركز الثالث في مجموعتها في التصفيات المؤهلة إلى بطولة «يورو 2024» خلف منتخبَي المجر وصربيا.
لم يأتِ التعاقد مع رادولوفيتش من العدم، وهو الذي يعرف كرة القدم اللبنانية جيداً بعدما سبقَ أن أشرف على منتخب لبنان بين العامَين 2016 و2019، فقاده في 37 مباراة حقق خلالها 13 انتصاراً و13 تعادلاً مقابل خسارة واحدة، مع التنويه بأنّ المنتخب اللبناني كان يحتلّ المركز الـ144 على لائحة تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، ليصل تحت إشراف «رادو» في أيلول 2018 الى المركز 77 عالمياً، وهو الترتيب الأفضل في تاريخه.
لن يبخل اتحاد كرة القدم بأيّ نقطة عرق واحدة، ولن يهدأ ويستكين حتى حلول موعد كأس آسيا بعد نحو ثلاثة أسابيع لكي يأتي التمثيل اللبناني لائقاً ومشرّفاً على الرغم من كلّ العثرات والخضّات التي واجهت تحضيرات منتخبنا الوطني في الآونة الأخيرة، وما على اللبنانيين إلا الوقوف خلفه وتشجيعه ومؤازرته في قطر بعيداً من كلّ الانتقادات الهدّامة أو «الحرتقات» الضيّقة التي لا هدف لها في النهاية سوى دقّ أسافين إضافية في نعش الرياضة اللبنانية واتّحاداتها وأنديتها على السواء.
