Escape Plan 3: The Extractors
... متعة غير متوقّعة!

10 : 33

كان فيلم Escape Plan 2:Hades (خطة الهروب 2: الهاوية) تجربة سينمائية فاشلة بامتياز ونقطة سوداء في مسيرة سيلفستر ستالون. فقد بدا الجزء الثاني للمخرج ستيفن ميلر رديئاً وسيئاً، على عكس فيلم الحركة الأصلي الممتع الذي صدر في العام 2013. افتقر هذا الجزء إلى المؤثرات البصرية المتقنة وبدا فيه ستالون كائناً جامداً، وكأنه أراد بكل بساطة أن يقبض مستحقاته مقابل فيلمٍ يهدف حصراً إلى حث الجمهور الصيني على دفع أمواله لمشاهدته. يستهدف فيلم Escape Plan 3: The Extractors (خطة الهروب 3: المهربون) السوق الصينية أيضاً، لكنه يبدو أفضل بكثير من الجزء الثاني. استعان ستالون بصديقه وشريكه جون هرزفيلد للمشاركة في كتابة الفيلم وإخراجه، ويتماشى العمل هذه المرة مع مواصفات الأفلام الجيدة. إنها معجزة حقيقية بما أن عدد منتجيه وصل إلى 30!

في هذا الفيلم، يقتحم "راي بريسلين" (ستالون) سجناً سوفياتياً لإنقاذ حبيبته (جايمي كينغ) وابنة رجل أعمال صيني بعد خطفها. يحبس ديفون ساوا المرأتين، وهو ابن شريك "بريسلين" السابق. يتلقى ستالون المساعدة أيضاً من تشانغ جين وهاري شوم جونيور وديف بوتيستا اللامع، ومن المعروف أن هؤلاء الممثلين الثلاثة يقدّمون أجمل مشاهد الحركة.



كانت ميزانية الجزء الثالث من سلسلة Escape Plan متواضعة نسبياً، إذ تدور معظم أحداث الفيلم في حظائر الطائرات ومستودعات وسجن مهجور. يبذل جون هرزفيلد والمصور السينمائي جاك جوفريه قصارى جهدهما لتوسيع مجال التصوير عبر استعمال طائرات بلا طيار واختيار زوايا لافتة وأضواء وظلال مميزة. تبدو مشاهد الحركة متقنة ويتماشى أداء الممثلين مع هذا النوع من أفلام التشويق القوية والحيوية. كذلك، يطرح السيناريو الذي شارك في كتابته هرزفيلد مع مايلز تشابمان جوانب مثيرة للاهتمام، وتسهم موسيقى فيكتور رايس في تصعيد أجواء الدراما والحركة، حتى أنها تُذكّرنا أحياناً بأعمال الراحل العظيم مايكل كامين.

يبلغ سيلفستر ستالون اليوم 72 عاماً، ويستطيع أسطورة أفلام الحركة حتى الآن تنفيذ المشاهد التي تتطلب جهداً جسدياً. قد لا يبذل الجهود بقدر النجوم الآخرين، لكنه يبقى مبهراً في ما يقدّمه. تُشجّعنا هذه الميزة على انتظار الفيلم المرتقب Rambo: Last Blood (رامبو: الدم الأخير) الذي يُفترض أن يكون آخر جزء من سلسلة Rambo، والجزء الرابع من سلسلة Expendables (المستهلكون) المثيرة للجدل. إنه سجل لافت بالنسبة إلى رجلٍ في السبعين من عمره!

يستحق فيلم Escape Plan 3: The Extractors الإشادة باعتباره عملاً قوياً وقاتماً على نحو مفاجئ. لا يمكن اعتباره مثالياً طبعاً، لكنه أفضل من الجزء الثاني على جميع المستويات. يهتم سيلفستر ستالون هذه المرة بمحتوى العمل، ويقدم النجوم الذين يشاركونه البطولة أفضل ما لديهم. مع ذلك، لا يخلو الفيلم من الأخطاء، إذ تبدو الحبكة مصطنعة ودوافع الشخصيات ساذجة، لكنه يتطابق في النهاية مع مواصفات أفلام الحركة منخفضة الميزانية.

بعد فشل الجزء الثاني، من المنطقي أن يقلق المشاهدون مما ينتظرهم في الجزء الثالث، لكنهم قد يتفاجأون هذه المرة بالمتعة التي يقدّمها الفيلم. باختصار، يستحق المشاهدة!


MISS 3