المشهد الإخباري

قائد الجيش يلتقي بري وميقاتي... ولبنان يحتج دبلوماسياً

02 : 00

إغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» الشيخ صالح العاروري، الذي تشيّعه «الحركة» اليوم︎ مع رفيقيه عزام الأقرع ومحمد الريس في مقبرة الشهداء في مخيم شاتيلا، أثار مجدداً المخاوف الدولية والعربية والمحلية من فتح الجبهة اللبنانية على مصراعيها، وتلاحقت الدعوات وليس آخرها دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإسرائيل إلى «تجنّب أيّ سلوك تصعيدي وبخاصة في لبنان»، وكذلك الاجتماعات الامنية في عين التينة والسراي الحكومي.

وفي هذا السياق، عرض رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة مع قائد الجيش العماد جوزاف عون للأوضاع العامة وآخر المستجدات الميدانية والأمنية على ضوء مواصلة اسرائيل لحربها العدوانية على قطاع غزة ولبنان وأوضاع المؤسسة العسكرية.

وكان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي عرض مع قائد الجيش الوضع الأمني وشؤون المؤسسة العسكرية. ثم اجتمع مع المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان على رأس وفد من مجلس القيادة. كما إجتمع مع المدير العام للأمن العام بالانابة اللواء الياس البيسري.

وبينما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد «أن تطورات الأسابيع الأخيرة تكشف خطورة سيناريو توسيع رقعة الصراع في المنطقة، لا سيما مع تزايد حدة وكثافة المناوشات على الساحة اللبنانية وفي العراق وسوريا»، عبّرت نائبة مدير المكتب الإعلامي لـ»اليونيفيل» كانديس ارديل عن قلق عميق «إزاء أي احتمال للتصعيد قد يكون له عواقب مدمّرة على الناس على جانبي الخط الأزرق». وناشدت مجدّداً جميع الأطراف «وقف إطلاق النار» كما ناشدت «أي محاورين يتمتعون بالنفوذ أن يحثّوا على ضبط النفس».

وفيما تفقد الامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير المكان الذي استهدفته الغارة الاسرائيلية أمس الاول في الضاحية الجنوبية بالقرب من المشرفية، توالت ردود الفعل المنددة باغتيال العاروري، ورأت انها «تشكّل انتهاكاً فاضحاً للسيادة الوطنية وخرقاً واضحاً للقرار 1701».

واعتبر مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان أنّ «العدو الإسرائيلي يحاول بشتى الطرق والأساليب زج لبنان في الحرب من خلال عدوانه المتكرر على جنوب لبنان واستهداف القرى والبلدات والآمنين في بيوتهم وآخرها الاستهداف الغادر لضاحية بيروت الجنوبية، ويشن بطائراته المسيرة التي تصول وتجول في سماء لبنان هجوماً غير مسبوق منتهكاً القرار الدولي 1701، ويعتبر أنه غير معني بهذا القرار الذي يردعه، ونسأل مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية ما قيمة قراراتكم الدولية وما نفعها اذا لم تنفذ من الكيان الصهيوني الذي يعتبر نفسه باستمرار فوق القرارات والقوانين الدولية بدعم من الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها»؟

واتهم الرئيس فؤاد السنيورة إسرائيل بالعمل «وبتأييد من أصحاب الرؤوس الحامية لديها، على توسيع دائرة الحرب، وبالتالي استدراج لبنان إلى التورط في هذه الحرب الدائرة في غزة والضفة الغربية، وهو امر لا يمكن القبول به او الموافقة عليه، لأنّ لبنان وبالأغلبية الساحقة من اللبنانيين، لا يريد ولا يمكنه التورط في هذه الحرب المدمرة».

الّا أنّ السنيورة سأل: «هل من المناسب أن يتواجد في لبنان هذا العدد من المنظمات الفلسطينية المسلحة وغيرها من منظمات مسلحة في مناطق لبنانية متعددة، ومنها في الضاحية الجنوبية لبيروت، وهو أمر يجب التنبّه والتبصّر في انعكاساته وتداعياته على مجمل الأوضاع الوطنية والسياسية والأمنية والاقتصادية في لبنان، ولا سيما في هذه الظروف الصعبة التي يجري خلالها تحميل لبنان أحمالاً ومسؤوليات ليس قادراً عليها. هذا فضلاً عن أنّ هذا الأمر- وفي المبدأ- يتطلب موافقة السلطات الرسمية اللبنانية عليها، لا سيما وأنَّ لبنان في المحصلة جمهورية يجب الحفاظ والحرص على سيادتها والتشديد على عدم تعريض الأمن والاستقرار فيها للخطر».

وبناءً لتوجيهات وزير الخارجية والمغتربين، أجرى مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة في نيويورك والقائما بأعمال سفارتي لبنان في واشنطن وباريس إتصالات دبلوماسية في دول اعتمادهم للتعبير عن احتجاج لبنان الشديد على العدوان الاسرائيلي على حيّ سكني في الضاحية الجنوبية من العاصمة بيروت، ولحثّ الأطراف المعنية على ممارسة الضغوط اللازمة على اسرائيل لوقف اعتداءاتها وخروقاتها المستمرة والمتصاعدة للسيادة اللبنانية وللقرار 1701.

كما تمّ التشديد على الجهود اللبنانية الرامية لتجنّب اتّساع الحرب في المنطقة، خاصة وأنّ لبنان يعوّل على دور أصدقاء لبنان ومنهم الدول المذكورة أعلاه، من أجل مساندة لبنان في مسعاه لاستصدار قرار عن مجلس الأمن بإدانة الجرائم الاسرائيلية.

كما أكد الدبلوماسيون اللبنانيون على أهمية الحفاظ على سيادة وامن واستقرار لبنان، مطالبين الدول المعنية ببذل مزيد من الجهود لكبح جماح التصعيد الاسرائيلي في لبنان والمنطقة.

MISS 3