Bitconned... وثائقي عن عمليات الاحتيال بالعملات الرقمية

02 : 00

تطرح نهاية الوثائقي الجديد Bitconned على شبكة «نتفلكس» حقيقة مثيرة للاهتمام. في العام 2022، بلغت عمليات الاحتيال بالعملات الرقمية ما مجموعه 78% من المشاريع التجارية التي قام بها المستثمرون في هذا القطاع. يبدو أن هذه العمليات أصبحت أسلوب حياة لكل من يحصل على كمية من الأموال النقدية ثم يجمع الملايين عن طريق الاحتيال.

سمعنا جميعاً بعملة البيتكوين ونتذكر الازدهار الذي حققته في نهاية العقد الماضي والنجاح الذي وصلت إليه في العام 2021، فقد اتخذت البورصة حينها بعض الاتجاهات الغريبة. لكن سرعان ما انهار كل شيء في مرحلة معينة. تأثر عدد من المشاهير، من أمثال توم بريدي وكيم كاردشيان، بهذا الفشل بعدما أصبحوا المتحدثين الرسميين لعملات اعتبرها الكثيرون أداة المستقبل لجمع الأرباح المالية.

بالعودة إلى الوثائقي الجديد، يتطرق العمل إلى صعود وسقوط شركة «سنترا تيك». هو يُركّز بشكلٍ أساسي على مؤسس الشركة راي تراباني، رجل الأعمال الذي راح يتجول في أنحاء «ساوث بيتش»، ميامي، واستعمل استثماراته العائلية لفتح شركات عدة، منها مكان فاخر لتأجير السيارات لمشاهير من أمثال ريك روس ودي جي خالد.

يعتبره جميع زملائه رجلاً قذراً. هو يجيد جمع الأفكار، لكنه ليس شخصاً لامعاً. حتى أنه يكون تحت تأثير المخدرات طوال الوقت.

يبدأ الوثائقي بالتكلم عن كيفية تورط راي في لعبة المخدرات عبر بيع الحبوب حين كان مراهقاً. لتجنب دخول السجن، كان يشي بأصدقائه ويتابع حياته بشكلٍ طبيعي. لكن يخسر راي في نهاية المطاف جميع أمواله بسبب مشاريعه المزعومة، ثم يغرق في عالم العملات الرقمية مع واحد من شركائه التجاريين، وهو سهراب شارما المعروف باسم «سام شارما»، مع أنه لم يكن يحبه شخصياً.

كانت الخطة الأصلية تقضي بابتكار بطاقة ائتمان تسمح لكل من جمعوا الملايين من البيتكوين بالاستفادة من أرباحهم بدل تركها في منصة رقمية. ثم ظهرت شركة «سنترا تيك» التي أسسها تراباني. قد تبدو أسس هذه العملية كلها مخادعة، إذ توحي الفيديوات الترويجية بأنها شركة تسويقية تساعد الناس على عيش أفضل حياة ممكنة بفضل مسيرتهم المهنية.

سرعان ما ازدهرت شركة «سنترا تيك» وكسبت ثقة العملاء. قامت هذه الشركة باختراع رئيس تنفيذي مزيّف، وبدأت تصدّق أكاذيبها في مرحلة معينة إلى أن فضحت صحيفة «نيويورك تايمز» أمرها.

يوثّق الفيلم نجاح تلك المنظمة وانهيارها بطريقة كوميدية تحبذها معظم أفلام «نتفلكس» التي تعرض شخصيات إجرامية غبية تتابع حياتها بكل ثقة. يبدو تراباني مشابهاً للشخص الشرير الذي يظهر في أي برنامج تلفزيوني، فيستمتع المشاهدون بكرهه. هو يفلت من العقاب بسهولة دوماً. في بعض اللحظات، يوشك هذا الرجل على خسارة جميع أمواله، لكن سرعان ما ينقلب الوضع لمصلحته فجأةً.

يمكن اعتبار تراباني نسخة واقعية من الشخصية الشريرة في سلسلة Game of Thrones (صراع العروش). هو شخص ساحر وحيوي، ويُفترض أن يُسجَن لمئة سنة لأنه احتال على المستثمرين لترويج منتجه. بحلول نهاية الفيلم، سنعرف أنه اشترى منزلاً فيما يقبع شركاؤه داخل السجن بعد الحُكم عليهم لسنوات عدة.

قد يغفل الكثيرون عن هذا الفيلم نظراً إلى سيل الأعمال الوثائقية التي تعرضها «نتفلكس» بشأن تحطّم الحلم الأميركي في وجه من يحاولون التسلل من الباب الخلفي لتحقيق أهدافهم الشائكة. لكنه يستحق المشاهدة، لا سيما في بداية هذه السنة الجديدة. هو يروي قصة جامحة عن الجشع وتزوير النظام المعمول به راهناً. قد يكون التصدي لهذا النوع من الممارسات جديراً بالثناء، لكنّ الشخص الذي يحاول التصدي لها لا يستحق أي نوع من الإشادة.

MISS 3