يروي فيلم Mr. Malcolm’s List (قائمة السيد مالكوم) قصة خفيفة وبسيطة عن رجل محترم يحمل فكرة خاطئة عن المواعدة. يجسّد الممثل سوب ديريسو دور «مالكوم»، وهو يتمسّك بثقته بنفسه في خضم بحثه الشائك عن شريكته المثالية في إنكلترا خلال عصر الوصاية على العرش البريطاني. هو يملك قائمة مؤلفة من عشر صفات يبحث عنها في المرأة المثالية، أبرزها الصراحة، والصدق، والبراءة، واللطف، والهدوء، والموهبة الموسيقية، والقدرة على مناقشة المسائل السياسية. «مالكوم» رجل ثري ووسيم، لذا يُعتبر من الرجال الأكثر شعبية في عالم المواعدة. هذا الوضع يثير قلقه حين يبدأ بالبحث عن زوجة تناسبه، لكنه لا يُسهّل هذه العملية بسبب متطلباته المفرطة.
تتحمّل امرأة اسمها «جوليا ثيستلوايت» (زاوي أشتون) عواقب تلك القائمة الصعبة، فهي لا تستوفي الشرط المرتبط بالنقاشات السياسية خلال موعد كارثي في دار الأوبرا. لا تتقبّل «جوليا» ما حصل، لا سيما حين تنشر الصحيفة المحلية مزحة عن موعدها الكارثي ويسخر منها سكان المنطقة. لمداواة غرورها المجروح، تطلب هذه المرأة من صديقة طفولتها الساذجة «سيلينا دالتون» (فريدا بينتو) أن تشارك في خطة كلاسيكية تجعلها تدّعي أنها تتحلى بالصفات التي يبحث عنها «مالكوم». تبدأ «سيلينا» بقراءة كتب ضخمة، وتتظاهر بأنها تعزف مقاطع شوبان على البيانو بمساعدة نسيب «جوليا»، اللورد «كاسيدي» (أوليفر جاكسون كوهين)، فيقع «مالكوم» تحت سحرها بفضل هذه الخدعة. عندما يعلن حبّه لهذه النسخة المزيفة من «سيلينا»، يُفترض أن يتعلّم درساً قاسياً حول مساوئ مقاربته الانتقائية. لكن لا تسير الخطة بالشكل المطلوب طبعاً.
يعتبر عدد كبير من المخرجين اختيار الممثلين من أهم العوامل في صناعة الأفلام، ومن الواضح أن مخرجة هذا الفيلم، إيما هولي جونز، مقتنعة بهذه الفكرة. ما من حلقة ضعيفة في الاختيارات التمثيلية، وتخلو القصة عموماً من شخصيات باهتة. تتعدد الشخصيات الجاذبة والمتناقضة، ما يسمح بتقوية الحوارات المنسوبة إلى تلك الحقبة القديمة وتجسيد الإيماءات الجسدية التي تشير إلى أعلى درجات الاحترام والتهذيب. تبدو فريدا بينتو ساحرة جداً في شخصية «دالتون» التي توافق على المشاركة في الخطة الشائكة، لكنها تحافظ في الوقت نفسه على حدسها الداخلي بشأن الحب. كذلك، يبدو سوب ديريسو ساحراً وغير مثالي، وهو يُعبّر عن الجانب الحساس من شخصيته. أما ثيو جيمس بدور الكابتن «هنري أوسوري»، فهو يضيف بُعداً معقداً آخر على هذه القصة الرومانسية.
يشمل الفيلم عدداً من الشخصيات الثانوية الأخرى التي تضفي جواً مختلفاً على القصة، حتى أن المشاهدين قد يتمنون أحياناً زيادة مدة ظهورها على الشاشة. يبدو المزاح بين الخادم «جون» (ديفيان لادوا) والخادمة «مولي» (سياناد غريغوري) ممتعاً، فهما يراقبان التطورات ويُعلّقان عليها تزامناً مع تطوير العلاقة بينهما. كذلك، يقدّم أوليفر جاكسون كوهين شخصية ممتعة بدور النسيب السخيف «كاسيدي». تتّسم شخصيته بخوفٍ كبير من الأحصنة وأخطاء في نطق أسماء الفلاسفة اليونانيين. تشرف ناوكو موري على هذه الأحداث كلها بدور السيدة «ثيستلوايت»، فتنظر إلى الكاميرا بشكلٍ جانبي ومُعبّر من وقتٍ لآخر. في الوقت نفسه، يبدو أن آشلي بارك استمتعت بتقديم الشخصية الاجتماعية البارزة والممتعة «غيرتي كوفينغتون». هي تشارك في بعض المشاهد الترفيهية، وتضحك بسرعة فائقة، وتقدّم دور امرأة سبق وتزوّجت مرتَين ومع ذلك لا تتردد في البحث عن زوج ثالث.
ينتمي معظم هؤلاء الممثلين إلى أصحاب البشرة الملوّنة. هم يقدمون أدواراً لم نشاهدها في نُسَخ سابقة من القصص التي تدور أحداثها في عصر الوصاية على العرش البريطاني. يريد صانعو العمل أن يلاحظ المشاهدون هذا التفصيل، لكنهم يتعاملون مع هذا الجانب بطريقة ضمنية وسلسة. تتمحور القصة في الأساس حول الحفاظ على الكرامة في جميع الظروف.
بما أن الأحداث تدور في حقبة غابرة، يستعمل الفيلم جميع العناصر التي تجذب الانتباه إلى هذا النوع من القصص. هو يشمل التفاصيل المطلوبة لتقديم مقاطع ترويجية جاذبة وبيع أكبر عدد ممكن من التذاكر: مشاهد ركوب الأحصنة ضمن لقطات أفقية عريضة، رقصات مغرية على وقع موسيقى شوبرت، أثواب أنيقة، رحلات بالعربات التقليدية، شخصيات ترتشف الشاي، ليلة في دار الأوبرا، جولة في حديقة الورود، حفلة تنكرية. كذلك، تعجّ الحوارات بعبارات «سيّد» و»سيّدة» للدلالة على الاحترام، ما يضفي جواً من النقاء والفخامة على قصة متكاملة من حقبة قديمة. غالباً ما ينجح الفيلم في نقل أجواء ذلك الزمن.
الفيلم مقتبس من كتاب سوزان آلن التي كتبت السيناريو أيضاً، وهو يبدو أشبه برقصة متقنة تُعرَض بأعلى درجات السلاسة والمتعة على مر ساعتَين من الوقت. ما من سبب أساسي ومنطقي وراء موافقة «دالتون» و»كوفينغتون» على المشاركة في خطة «جوليا»، لكن من الممتع دوماً أن نشاهد التطورات المرافقة لهذه الخطة بدل التركيز على الثغرات. تظهر الصراعات في الوقت المناسب من القصة ثم تتلاشى بأسلوب مقنع بشكل عام. مع ذلك، لا يتكل الفيلم على عنصر المفاجآة. طوال قرون، لطالما اعتبر الناس الرقص بحد ذاته نشاطاً ممتعاً لإطلاق تجارب المواعدة، ويثبت هذا الفيلم أنه النهج المناسب فعلاً.