نجم غامض في أقدم خريطة للسماء

02 : 00

بعد تحليل قرصَين حجريَين تم اكتشافهما حديثاً في إيطاليا على مدخل قلعة قديمة، قام العلماء بمطابقة آثار سلسة عليهما مع مواقع 28 نجماً ساطعاً في السماء. يقال إن تلك الآثار كانت محفورة في الحجارة وبدا رصدها ممكناً لأن عدداً من الثقافات البشرية يستطيع التعرّف على الأنماط الشائعة نفسها في النجوم. استعمل الباحثون التحليل الإحصائي لاستكشاف النجوم الفلكية المعروفة باسم «المجمة» ولم تشمل النتائج إلا أخطاءً محدودة.

برزت 29 علامة في الحجارة، وحلل التقرير الذي طرحه باولو مولارو وفيديريكو بيرنارديني النجوم المطابقة لها. كانت تسعة منها مطابقة لذيل برج العقرب، وتمثّل خمسة أخرى كوكبة «الجبار»، بما في ذلك نجوم الحزام ونجمَي منكب الجوزاء وريغل، وبدت تسعة أخرى على صلة بمجموعة الثريا أو العنقود النجمي.

على الجهة الخلفية من القرص، ظهرت خمس علامات أخرى قد تمثّل كوكبة «ذات الكرسي»، لكن عجز العلماء عن تفسير علامة محددة. بدا وكأن تلك الآثار تمثّل جميع النجوم الساطعة في كل كوكبة مسجّلة (باستثناء كوكبة «بيلاتركس» و»سيف» بسبب تآكلهما على الأرجح)، ما يعطي النتائج مصداقية مضاعفة.

لكن لم تتحدد طبيعة علامة تقع في شمال كوكبة «الجبار»، وهي تمثّل على الأرجح مستعراً عادياً أو مستعراً أعظم لم يتم تسجيله في أي مكان آخر. يقع هذا الأثر بالقرب من النظام النجمي «مو أوريونيس» الذي يشمل زوجاً من الثنائيات الفيزيائية، لكنه يقع أيضاً على مقربة من موقع القوس الجنوبي.

عند مراجعة مستوى دقة هذه الآثار، يسهل الاقتناع بالفرضية المرتبطة بالمستعر العادي أو الأعظم نظراً إلى عدم دقة المعطيات المتاحة. لا بد من متابعة المراقبة لاختبار هذه الفرضية وإجراء تحليل إضافي قبل اعتبار تلك الحجارة عيّنة تمثيلية للسماء.

يبدو أن البحث الجديد يسير في هذا الاتجاه، لكن قد يكون التأكيد على هذا الاستنتاج مبكراً لأن غياب بعض النجوم البارزة ووجود جسم لا يزال مجهولاً يطرح شكوكاً عدة حتى الآن. مع ذلك، لا يمكن أن تكون المطابقة بين 28 علامة ومواقع 28 نجماً مجرّد صدفة.

يقال إن تلك الآثار على الحجارة ظهرت بين العامين 1800 و400 قبل الميلاد. وإذا كانت تشكّل خريطة للنجوم فعلاً، قد تكون من أقدم خرائط السماء على الإطلاق.

MISS 3