ما سبب انقراض أكبر قرد عرفه العالم؟

02 : 00

يكشف بحث جديد أن أكبر قرد على الإطلاق لم يتحمّل اختبار الزمن، فانقرض حين كان أصغر نظرائه يتكيفون مع التغيرات البيئية المستجدة.

كان طول قرد «جيغانتوبيثيكوس بلاكي» يبلغ ثلاثة أمتار تقريباً ووصل وزنه على الأرجح إلى 300 كيلوغرام. لكن على غرار حيوانات ضخمة أخرى في ذلك العصر، لم يكن هذا القرد جاهزاً للتعامل مع الظروف المتبدلة بسبب ضخامة حجمه، مقارنةً بقرود أكثر رشاقة مثل إنسان الغاب.

لمعرفة تفاصيل ذلك الانقراض، أعاد عالِم الأحفوريات يينغ شي تشانغ وزملاؤه من الأكاديمية الصينية للعلوم بناء البيئة التي عاش فيها قرد «جيغانتوبيثيكوس بلاكي» قبل مليونَي سنة، حين ظهرت الرئيسيات للمرة الأولى في سجلات الأحفوريات، فضلاً عن تحديد الظروف السائدة عند انقراضه في العصر الحديث الأقرب.

تشير تقديرات العلماء إلى انقراض قرد «جيغانتوبيثيكوس بلاكي» منذ مدة تتراوح بين 295 و215 ألف سنة، استناداً إلى 157 تأريخاً إشعاعياً توصلوا إليها عبر استعمال ست تقنيات تأريخ مختلفة.

قبل انقراض ذلك القرد وبحلول مرحلة اختفائه، كشفت تحليلات غبار الطلع أن غابات جنوب الصين انتقلت من ظروف كانت تناسب تلك القرود، مثل الغابات الكثيفة والمياه والفاكهة الوافرة، إلى مساحات طبيعية أكثر جفافاً حيث تكثر الغابات المفتوحة، والمراعي المعرّضة للحرائق، والتقلبات الموسمية.

حملت أسنان قرود «جيغانتوبيثيكوس بلاكي» آثاراً للإجهاد المزمن مع اقتراب موعد انقراضها، وأصبح نظامها الغذائي أيضاً أقل تنوعاً حين باتت الغابات مفتوحة وجافة. في الوقت نفسه، تراجعت أعدادها وانكمش نطاق توزعها الجغرافي.

لا يعني ذلك أن قرد «جيغانتوبيثيكوس بلاكي» أصبح أكثر عرضة للمخاطر في الغابات المفتوحة، بل إنه كان يتكل على الفاكهة الغنية بالمغذيات ثم تراجعت كمياتها مع تغيّر معالم الغابات. وكان ذلك التغير البيئي مصيرياً بالنسبة إلى هذه الفصيلة من القرود إذاً، لكن يظن الباحثون أن قصة تحمّل الرئيسيات للمناخات المتبدّلة، ماضياً ومستقبلاً، لا تزال تحمل أسراراً كثيرة.

MISS 3