تفاصيل أقوى موجة حرّ عرفها العالم

02 : 00

في آذار 2022، شهدت القارة القطبية الجنوبية موجة حرّ استثنائية. وصلت درجات الحرارة في مساحات شاسعة من شرق المنطقة إلى 40 درجة مئوية فوق المعدل الطبيعي، فحطّمت بذلك الأرقام القياسية المعروفة. كانت تلك الموجة الأكثر سخونة مقارنةً بأي مكان آخر من العالم. اعتُبِر ذلك الحدث صادماً ونادراً لدرجة أن يثير ذهول علماء المناخ المتخصصين بالقطب الجنوبي.

بدأ مشروع بحثي عالمي كبير يكشف الأسباب الكامنة وراء تلك الظاهرة وأضرارها. تعمّق فريق مؤلف من 54 باحثاً في تفاصيل ما حصل. تبدو النتائج مقلقة، لكنها تمنح العلماء فكرة أوضح عن الرابط بين المناطق الاستوائية والقارة القطبية الجنوبية، وتعطي المجتمع الدولي فرصة الاستعداد للتداعيات المحتملة في عالمٍ يزداد سخونة.

تثبت موجة الحرّ الأخيرة إلى أي حد تؤثر أحوال الطقس في المناطق الاستوائية على الطبقة الجليدية في القطب الجنوبي. أدت تلك الموجة مثلاً إلى تراجع نطاق الجليد البحري الذي بلغ أصلاً مستويات متدنية على نحو استثنائي. تفاقمت خسارة الجليد البحري خلال هذه السنة أيضاً، ما أدى إلى انخفاض كميّته خلال الصيف والشتاء بدرجة غير مسبوقة.

على صعيد آخر، يكشف هذا الحدث أن الحرّ الاستوائي قد يؤدي إلى انهيار الجروف الجليدية غير المستقرة. لا ترفع تلك الجروف العائمة مستوى البحار حول العالم، لكنها تشكّل سدوداً أمام الطبقات الجليدية وراءها وتؤثر هذه العملية على مستوى البحر.

استنتج البحث الجديد أيضاً أن اختلال درجات الحرارة بهذا الشكل في القطب الجنوبي يحصل مرة واحدة في القرن، لكن من المتوقع أن تتكرر هذه الظاهرة بسبب التغير المناخي. قد تسمح هذه النتائج للمجتمع الدولي بتحسين خططه المرتبطة بالتعامل مع سيناريوات متنوعة.

إذا نشأت موجة حرّ بالقوة نفسها خلال فصل الصيف مثلاً، ما سيكون مستوى ذوبان الجليد هذه المرة؟ وإذا اصطدم نهر جوي بنهر «ثويتس» الجليدي في غرب القطب الجنوبي يوماً، إلى أي حد سيرتفع مستوى البحر في هذه الحالة؟ وكيف تستطيع الحكومات في أنحاء العالم تحضير المناطق الساحلية لارتفاع مستوى البحر بمعدلات تفوق الحسابات الراهنة؟

MISS 3