رندة تقي الدين

ماكرون يدعو بوتين إلى الضغط على أردوغان حول ليبيا

29 حزيران 2020

02 : 00

طلب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من نظيره الروسي فلاديمير بوتين أن يضغط على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لوقف التدخّل في ليبيا، داعياً بوتين كذلك إلى وقف تدخّل مرتزقة مجموعة "فاغنر" المدعومة من موسكو في الساحة الليبيّة، وذلك خلال الاتصال الهاتفي بين الرئيسَيْن يوم الجمعة الماضي، تناولا فيه ملفات ليبيا وسوريا وأوكرانيا.

وأفاد مصدر فرنسي مطّلع على الاتصال لـ"نداء الوطن" بأنّ ماكرون أعرب عن قلقه البالغ من التصعيد في ليبيا، خصوصاً مع التهديدات المصريّة بالتدخّل عسكريّاً إذا تجاوزت حكومة "الوفاق" المدعومة من أنقرة "الخطوط الحمر" التي وضعها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وأوضح المصدر أن الرئيس الفرنسي قلق أيضاً على تونس ومنطقة الساحل، مؤكداً أن ماكرون يعتبر أن الحلّ هو العودة إلى مقرّرات "مؤتمر برلين"، بحيث التزم المشاركون بالتوقف عن التدخّل في الحرب الليبيّة.

وكشف المصدر الفرنسي أن بوتين أبلغ ماكرون بأنّه لا يتّبع استراتيجيّة الضغط مع أردوغان، ولكن الحوار. وبينما طلب ماكرون من بوتين ألّا يكون هناك صفقة روسيّة - تركيّة في ليبيا مرتبطة بما حصل بين البلدَيْن في سوريا، نفى الرئيس الروسي أن يكون هناك صفقة من هذا القبيل. لكن المصدر اعتبر أنّه من الواضح أن هناك نوعاً من لعبة روسيّة - تركيّة غير مطمئنة في منطقة المتوسّط.

كما أكد المصدر أن باريس تدخّلت بقوّة مع قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر ليعود إلى المفاوضات ووقف إطلاق النار، وأن يتصالح مع رئيس البرلمان عقيلة صالح، وقد نفّذ ذلك، مشدّداً على أن فرنسا حريصة على ضرورة عودة الاستقرار إلى ليبيا، وهذا ما أكده ماكرون لبوتين خلال الاتصال الهاتفي.

وحذّر المصدر الفرنسي من أن أنقرة تقود الحرب في ليبيا بشكل خطر جدّاً عبر استيراد مرتزقة سوريين وأسلحة، ما يُشكّل خطراً ليس فقط على فرنسا ولكن على الشركاء الأوروبّيين وجيران ليبيا، مؤكداً أن باريس تطلب بوضوح من تركيا إيقاف الحرب في ليبيا، على أن تعود الأطراف الليبيّة إلى المفاوضات التي تمّ تبنّيها في "مؤتمر برلين". لكنّه اعتبر أن تركيا بدل أن تحترم خطّة التفاوض التي أُقرّت في برلين، هي الآن تدفع للهجوم على مدينة سرت الاستراتيجيّة، التي إن وقعت بيد حكومة "الوفاق"، فستزيد المشكلات.

كذلك، رأى المصدر أن تركيا لا تحترم مقرّرات "مؤتمر برلين" ولا حظر الأسلحة، ولها عسكريون على الأرض ومرتزقة سوريون، كاشفاً أن ماكرون تحدّث مع أردوغان في هذا الصدد، كما تناول الموضوع أيضاً مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وفي الملف السوري، تناول ماكرون مع بوتين الوضع الإنساني هناك، طالباً منه الحفاظ على آليّة مجلس الأمن التي تُمكّن الوكالات الإنسانيّة التابعة للأمم المتحدة من إيصال المساعدات عبر الحدود التركيّة إلى مناطق شمال سوريا، لأنّ وقفها يؤدّي إلى تفاقم خطر للوضع الإنساني، لا سيّما في إدلب، إذ عطّلت روسيا في كانون الثاني تجديد هذه الآليّة في مجلس الأمن، بحجّة أنّه ينبغي أن تمرّ المساعدات عبر نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

وشدّد ماكرون لبوتين، وفق المصدر الفرنسي، على أنّه ليس بقدرة النظام السوري إيصال المساعدات الإنسانيّة إلى جميع المدنيين السوريين، معتبراً أنّه ينبغي الحفاظ على آليّة مجلس الأمن لمرور المساعدات الإنسانيّة، مع الإبقاء على الأقلّ على ممرّ واحد مفتوح في شمال غربي سوريا، كما أنّه ينبغي فتح ممرّ آخر عند الحدود العراقيّة في شمال شرقي البلاد، وكان ذلك موضوعاً ملحّاً بالنسبة إلى فرنسا لأنّ المفاوضات حوله ستبدأ خلال تموز في مجلس الأمن.