الجامعة العربية ترفض تحويل العراق ساحة لتصفية الحسابات

واشنطن تُعيد الحوثيين إلى "لائحة الإرهاب"

02 : 00

أحد المواقع المتضرّرة من القصف الإيراني في أربيل أمس (أ ف ب)

بعد هجماتهم المتكرّرة على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، كان آخرها بالأمس حين استهدفت طائرة مسيّرة حوثية سفينة في جنوب شرق خليج عدن، ما أدّى إلى نشوب حريق على متنها قبل إطفائه لاحقاً، أعادت الولايات المتحدة إدراج الحوثيين المدعومين من إيران على لائحة الكيانات «الإرهابية». وإذ قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان: «تُعلن وزارة الخارجية الأميركية اليوم (أمس) تصنيف «أنصار الله» المعروفين باسم الحوثيين، ككيان إرهابي عالمي مصنّف تصنيفاً خاصاً، اعتباراً من 30 يوماً من اليوم»، أضاف: «يجب محاسبة الحوثيين على أفعالهم، لكن لا يجب أن يكون ذلك على حساب المدنيين اليمنيين».

وأوضح أنّه «خلال فترة الـ30 يوماً، ستجري الحكومة الأميركية تواصلاً قويّاً مع أصحاب المصلحة ومقدّمي المساعدات والشركاء الذين يلعبون دوراً حاسماً في تسهيل المساعدات الإنسانية والاستيراد التجاري للسلع الحيوية في اليمن»، فيما أكد مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جايك سوليفان أن التصنيف «أداة مهمّة لعرقلة التمويل الإرهابي للحوثيين وزيادة تقييد وصولهم إلى الأسواق المالية ومحاسبتهم على أفعالهم».

وقال سوليفان في بيان: «إذا أوقف الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر وخليج عدن، ستُعيد الولايات المتحدة تقييم هذا التصنيف على الفور». غير أن الحوثيين أكدوا أنهم لن يوقفوا هجماتهم. وقال المتحدّث باسم الحوثيين محمد عبد السلام لقناة «الجزيرة»: «لن نتراجع عن استهداف السفن الإسرائيلية أو السفن المتّجهة إلى الموانئ في فلسطين»، متعهّداً بأنّ الحوثيين سيردّون على أي ضربات جديدة تشنّها الولايات المتحدة أو بريطانيا على اليمن.

تُجدر الإشارة إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن ألغت في العام 2021 تصنيف الحوثيين على لائحة الكيانات الإرهابية، بعدما أدرجتهم إدارة سلفه دونالد ترامب.

وفي ما يتعلّق بالضربة الإيرانية على كردستان العراق، نفى مصدر عراقي مطّلع لـ»نداء الوطن» وجود أي مقرّ للموساد في المنطقة بعكس ما ادّعت طهران، مؤكداً أن المنطقة المُستهدفة منطقة سكنية راقية في الضاحية الشمالية الشرقية لأربيل، حيث برز من بين القتلى اسم رجل الأعمال المعروف في مجال العقارات بشراو دزيي وزوجته.

ورأى المصدر أن إيران أرادت بعث رسائل عدّة من بينها أنّها غاضبة من موقف أربيل المتمسّك بالوجود العسكري الأميركي في الإقليم، فضلاً عن توجيهها «تهديداً مبطّناً» لرئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني بأنّ صواريخها الدقيقة تستطيع إصابة أي هدف تختاره في الإقليم، معتبراً أن طهران تسعى بذلك إلى ضرب «واحة الأمان» التي تُشكّلها كردستان الجاذبة للاستثمارات.

كما تحدّث المصدر عن أن الجمهورية الإسلامية العاجزة عن مواجهة أميركا أو إسرائيل بالمباشر، تعوّض عن ذلك بضرب العراق، فيما كان لافتاً بالنسبة إلى أربيل الموقف السياسي والديبلوماسي الحازم لبغداد الذي توّج بشكوى تقدّمت بها وزارة الخارجية العراقية إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة.

في السياق، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خلال جلسة «افتراضية» طارئة لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري، «الرفض القاطع والإدانة الكاملة للقصف الإيراني الذي استهدف مناطق عراقية» في أربيل، مشدّداً على «التضامن الكامل مع الحكومة العراقية في أي إجراءات تتّخذها حفاظاً على سيادة البلد وأمنه».

واعتبر أبو الغيط أن «الساحة العراقية لا يجب أبداً أن تصير مجالاً لتصفية الحسابات أو تحقيق المكاسب الإقليمية»، محذّراً من «مغبة الانزلاق إلى توسيع رقعة الحرب في الشرق الأوسط».

كما كان لافتاً إدانة البابا فرنسيس الهجوم الصاروخي الإيراني على إقليم كردستان، معتبراً أن «العلاقات الطيّبة بين الجيران لا تنطوي على مثل هذه الأفعال، بل الحوار والتعاون». وطلب من الجميع «تجنّب أي خطوة تؤجّج التوتر في الشرق الأوسط والسيناريوات الأخرى للحرب».

كذلك، دانت الولايات المتحدة الضربات الإيرانية الأخيرة في العراق وسوريا وباكستان، متحدّثةً عن انتهاك إيران «الحدود السيادية لثلاث من جاراتها»، في حين استدعت باكستان سفيرها لدى إيران، وأعلنت أنها لن تسمح بعودة السفير الإيراني لديها والذي يزور بلاده في الوقت الراهن، مؤكدةً أنّها تحتفظ بحق الردّ على القصف «غير القانوني وغير المقبول» الذي «قد تكون له تداعيات خطرة».

MISS 3