اشتراك مولّد لبواخر الطاقة!

02 : 00

المصائب تتلاطم في بحر الأزمة الهائج. وثقوب سفينة الاقتصاد التي صمدت رغم العواصف، تحوّلت مع العجز عن الإصلاح إلى فجوات تغرقها. كل ما يجري لا يدل مع الأسف إلا على عجزنا عن الطفو، وتحديداً في الكهرباء واستنزاف احتياطي مصرف لبنان. نستغل آخر جيوب الدولار في سترات النجاة، لتعويم الاقتصاد السوري من خلال تهريب كلّ ما هو مدعوم من قمح وطحين ومازوت وأدوية قلب. ونضغط على مصرف لبنان لضخّ ملايين الدولارات لحماية عملة لا تنفك قيمتها عن الانخفاض بنسبة موازية لكمية الدعم، حتى بلغ سعر صرفها حدود العشرة آلاف ليرة مقابل الدولار في التعامل عند بعض التجار.

فدعم الطحين تُرجم برفع سعر ربطة الخبز، بعدما خفض وزنها إلى 900 غرام. ودعم المازوت قوبل بفقدانه من الأسواق، وتحوّل بيعه إلى سوق سوداء رفعت تسعيرة المولدات مع التهديد باطفائها. أما بدعة البدع فكانت استمرار الحكومة بدفع كامل إيجار بواخر الكهرباء وبدل طاقتها الانتاجية التي تصل الى 396 ميغاواطاً، رغم عجز الدولة عن تأمين الفيول لها وانخفاض طاقتها الانتاجية حالياً الى معدلات قصوى. الحل الموقت الذي اعتمدت عليه كل الخطط منذ العام 2010 ولغاية تاريخه كمنقذ من الظلام، لم يثبت فشله فحسب، بل تحوّل إلى عبء مادي على الخزينة، ومعنوي يهدد استمراره مع تغييب الإصلاحات والحلول البديلة، إمكانية تلقي لبنان أي دعم خارجي. فهل من الممكن ان تصل الامور بان تطلب البواخر خط اشتراك من مولّد الحي القريب لتضيء قمرتها؟